انتاج الكوارث! … بقلم حميد عبد الله

انتاج الكوارث! … بقلم حميد عبد الله
آخر تحديث:

ليس العيبُ في رأس السلطة، لأن عراقنا بلا رأس اصلا!.
ثمة رؤوس متنافرة ومتنازعة ومتصارعة، كل واحد منها يتطلع ليكون الرأس الاوحد، لكن بالنتيجة لا أوحد، ولا واحد، ولا وحيد، في عراق كتب عليه أن يظل غنيمة تتقاسمها الضباع الضارية!.
ما أن نخرج من محنة ونتنفس الصعداء حتى نجد انفسنا في محنة ثانية، والأدهى اننا لا نسمع من يواسينا أو يخفف من مصابنا..على العكس نسمع من يبررون ويهونون، ويعلنون بوقاحة وصلافة، ان ما يحدث في العراق ليس غريبا، فجميع الدول فيها عنف، وفيها ارهاب، وفيها فساد، وفيها قتلة ولصوص، فلِمَ التهويل ايها المغرضون؟!.
مرة برر احد المسؤولين ما يحدث من سطو ليلي على المنازل في بغداد ليلا بالقول: ان هكذا حوادث لا تخلو منها مدينة، فلها ما يشابهها في باريس ولندن وواشنطن ونيويورك!.
مرة اخرى سمعنا مسؤولاً آخر يقول: ان العراق اكثر الدول استقراراً في المنطقة!!.
وفي المرة الثالثة استفزنا مسؤول حديث العهد بمسؤوليته زعم ان الغرق الذي تعرضت له بغداد كان بسبب ان النظام السابق حين اسس خطوط المجاري في الرصافة والكرخ تعمد ان يجعل مياه الامطار والمياه الثقيلة في مسرب واحد في جانب الرصافة، وفصلهما في جانب الكرخ لأسباب تتعلق بالتركيبة السكانية لسكنة الرصافة وبدوافع طائفية!.
انه ضحك كالبكا، وقهقهة كالنحيب!.
على من نعتب؟!
على القدر الذي جلب لنا هذا النمط من المسؤولين؟ أم على التاريخ الذي شاءت قوانينه أن يظل العراق مرتهنا لأنظمة لا يعنيها من شؤون العباد سوى ان يجير حكامها السلطة لجيوبهم وجيوب احزابهم وابنائهم؟!.
لا نعول كثيرا على الانتخابات القادمة، لأنها لن تجلب لنا رجلا خارقا يهبط من الكواكب الاخرى.. سيأتينا رئيس حكومة من القماشة نفسها ومن الطينة ذاتها!. ربما يختلف عن سابقه ببعض الخصال، لكنه بالنتيجة لا يختلف كثيرا في الرؤية لما يجب ان يكون عليه العراق!.
كتب علينا ان نظل ننتج الكوارث بدلا من أن ننتج الاستقرار والرفاه والتقدم!.
الحمد لله على كل شيء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *