انفجارات سياسية!!

انفجارات سياسية!!
آخر تحديث:

 

 

  شاكر الجبوري

تحولت ظاهرة تزايد التفجيرات مع كل أزمة سياسية الى قلق شعبي واسع، فكلما أوصدت ابواب الحوار تقطعت سبل الأمل لدى العراقيين، فقد تعودوا على سماع صوت المفخخات و ضحاياها من الأبرياء مع كل شحن سياسي على شاشات التلفزة و أروقة الهم المتواصل، في ظل غياب الحلول و تنوع الاجتهادات و التفسيرات و انعدام المحاسبة و كأن القضية أصبحت تحصيل حاصل، لا يخضع له المسؤول عن الملف الى المحاسبة الشديدة، حيث الوجوه باقية و الدماء البريئة منهمرة!!

 

ويبدي مراقبون استغرابهم من تصاعد عمليات التفجير والاغتيال في كل مرحلة يتعكر فيها المزاج في الشارع السياسي العراقي، معربين عن قلقهم من استمرار الظاهرة دون الكشف عن خلاياها النائمة و الجهات “الناعمة” التي توفر غطاءات التحرك بطرق مختلفة يستعصي كشفها على السيطرات و الاجراءات الأمنية المكثفة، ما يعني ان صناع القرار فيها قد أحترفوا المهنة و نوعوا مصادر التمويل و القتل، لذلك غالبا ما تُقيد الجريمة ضد مجهول رغم أعداد الضحايا.

 

و لا يحتاج الموضوع الى قراءة طلاسم أو توظيف حركة النجوم لرصد الجهات المتورطة لأن كشف حساب بسيط بين عدد التفجيرات و الأزمات السياسية يعطي دليلا قاطعا على وقوف جهات متنفذة وراء خلط الدم البريء بالابتزاز السياسي و رسم صورة داكنة عن مستقبل الاستقرار مع استمرار التعامل مع المسؤليات من ثقب باب المعارضة، ما يستدعي وضع اسماء المطلوبين على لوائح القضاء المستعجلة لمنع تمرير الجرائم تحت بند محاربة الارهاب.

 

ان وصول السيارات المفخخة الى أهدافها يمثل مفارقة أمنية، مثلما يشكل عدم الكشف عن هوية المتورطين مشكلة من العيار الثقيل لأن البريء يستشهد و المتهمون لا يتعففون عن استباحة الحرمات بدم بارد، ما يشكل ثلاثة خوف متلازمة تحاصر العراقيين في حلهم و ترحالهم، فكل شيء غريب يوحي بكارثة حتى لون السيارة اضحى مصدر قلق في الشارع العراقي.

 

لا يجوز مواصلة غض الطرف عن الجهات المستفيدة من احتقان الشارع العراق و مواصلة الغمز الطائفي شمالا و غربا، لأن الخلل الأمني متواصل بطريقة مقلقة لا تقل خطورة عن عدم كشف خيوط الجريمة، التي لا يختص بها داعش فقط لأن الحالمين بهدر جهود المصالحة و التهدئة متورطون بهذا المسلسل الدموي، الذي رغم خطورته لم يدفع مسؤولا الى الاستقالة لكشف المستور، في وقت يتواصل النزف العراقي بوتيرة محسوبة و مناطق تنفيذ مختارة لتحقيق هدف غير نبيل في خلط الأوراق بدماء العراقيين.

 

من مسؤولية حكومة العبادي بوجوهها الجديدة طمأنة العراقي على مستقبله وآمنه و أستقراره، لكي لا تبقى العودة الى المنزل بسلام بشرى و الذهاب الى الوظيفه مصدرقلق، فهناك تلغيم للشارع و المشاعر في وقت واحد بسبب عدم التسترعناوين الفتنة، فتفجير المفخخات و العبوات بكل أزمة سياسية يعني وقوف جهات متنفذة خلفه، انها مآساة فساد اداري بحاجة الى مسائلة حقيقية لا ذر للرماد في العيون و كأن ما يجري ليس بجريمة يحاسب عليها الله قبل القانون، لقد بلغت الأمور مدياتها الخطيرة و لم يعد مقبولا التفرج على جثث الأبرياء من خلف النوافذ المضللة و العيون المصفحة، مثلما لا تجوز المجاملة السياسية و الحزبية على حساب دم العراقيين.

 

 

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *