انها الحرب الاهلية أيها السادة الشرفاء ! .. بقلم هايدة العامري

انها الحرب الاهلية أيها السادة الشرفاء ! .. بقلم هايدة العامري
آخر تحديث:

عدة أشهر والوضع الامني يأخذ منحى تصاعدي في التدهور الى أن وصلنا الى مرحلة أن زمام المبادرة أصبح بيد الجماعات الارهابية وأخذت غزواتها الاجرامية تتكرر أسبوعيا بل ووصلت الغزوات كما يسميها الارهابيون الى غزوتين أو ثلاث أسبوعيا وبدأنا نفقد الاحساس بالامن الذي كنا نعاني منه سابقا فعاد العراقيون الى العودة الى بيوتهم مبكرين وعادت الاغتيالات الطائفية وعاد مسلسل التهجير الطائفي فتم تهجير العوائل في ديالى وكذلك تهجير عشيرة السعدون العربية الاصيلة والتي هي من أقدم عشائر المنطقة في الناصرية والبصرة وكذلك تهجير الشبك في الموصل وبدأنا نسمع بالمليشيات الطائفية تعود من جديد والتي أنها مدعومة من الزعيم الفلاني والقائد السياسي الفلاني وأن كانت عصائب أهل الحق تتصدر المشهد الاعلامي لانها كما يقولون مدعومون من أعلى الجهات في الدولة ولانهم مقتدرون في تنفيذ أغتيالاتهم في زيونة وغيرها ويمرون من السيطرات الحكومية ولااحد يتعرض لهم وأضطر السياسيون الى توقيع وثيقة الشرف التي ولدت ميتة وكانت مدعاة للسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي لانها لم ولن تفعل شيئا للواقع العراقي المتردي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة لماذا عادت الحرب الاهلية ولماذا لايعترف بها السياسيون الحاكمون الان؟

أتذكر جيدا تصريحا للدكتور أياد علاوي عام 2007 لاحدى الصحف البريطانية قال حينها فيه أن العراق يشهد حربا أهلية بين الشيعة والسنة وأن القتل الموجود هو قتل طائفي ويومها قامت قيامة المسؤولين العراقيين مستنكرين تصريحه هذا ومدعين أن الموضوع ليس حربا أهلية طائفية بل أرهاب ودولة وتناسوا حينها مئات الجثث التي كنا نصبح عليها كل يوم في مناطق بغداد والتي تحولت حينها الى غيتوات طائفية وتحولت حينها دول الجوار الى مواقع بديلة للعراقيين ووصل عدد المهجرين الى أرقام قياسية والان قام السياسيون الابطال بتوقيع وثيقة الشرف الوطني والتي هي عيارة عن ورقة لاتغني ولاتسمن وليس لها قيمة على الارض والدليل التفجيرات الارهابية الاجرامية التي تم أرتكابها في مدينة الصدر ولسان حال الارهابيين يقول فيها هانحن موجودين فهل من مبارز؟ الحرب الاهلية الدائرة الان وأن كانت تدور بصورة مخفية وغير ظاهرة للاعلام أو يتغافل الاعلام عن وصفها بالحرب الاهلية بسبب سياسة الحكومة التي تضع قيودا على الاعلام عند ذكر الذي يجري حاليا ومحاولتها الهروب من هذه التسمية ولكنها تدور الان وهذه بداياتها وهي نتيجة التراكمات التي حصلت منذ الانسحاب الاميركي العسكري من العراق وبداية صعود وأستقرار النفوذ الايراني في العراق وأعتراف الجميع رسميا بالدور الايراني وبدور قاسم سليماني في الوضع العراقي والكل يعلم هذه الحقائق ولكنه يغض البصر عنها لانها من المحرمات وكما أسلفت فأن السياسات الخطئة والتي نصل للتفكير في بعض الاحيان انها متعمدة هي التي دفعت الاطراف المتحاربة للانخراط في مثل هكذا حرب قذرة بين ابناء شعب واحد في بلد واحد يتعايشون منذ الاف السنين والسياسات أقصد بها السياسات الحكومية والتي كانت تريد من أهل السنة في العراق أما يصبحوا دواجن يأتمرون بامر الحكومة ويرضون بأجراءاتها أو أشخاص مشمولين بالمادة 4 أرهاب فلقد وجد السنة العرب أنفسهم في أقصى درجات الاقصاء والتهميش فالاجتثاث يشملهم ولايشمل الضباط الشيعة ووجدوا أن المعتقلات مليئة بأبنائهم ووجدوا قياداتهم تتم تصفيتها سياسيا بحجة الارهاب أو دعاوي نزاهة او أعترافات تنتزع بأسلوب الاكراه ووجدوا انفسهم مواطنين درجة ثانية ووجدوا أن نكراتهم والتي تتملق للسيد المالكي هم من يحظون بالحظوة مثل الكرابلة وصالح المطلك وقتيبة ومشعان الجبوري وعلي الصجري واما السياسيين الذين لهم مواقف تدافع عن اهل السنة فهم مصيرهم الاتهامات بالارهاب والنزاهة ووصل الحد الى الطلب والضغط من دول الجوار طرد الشخصية السنية الفلانية والحد من تحركات الشخصية الفلانية لانهم يعارضون سياسات حكومة المالكي ةالتي هي من المفروض أنها حكومة وحدة وطنية تجمع جميع الاطراف والمكونات ولكن شعور التهميش والاقصاء بل الالغاء الذي يحس به السنة وقيامهم بحراك شعبي أثر أزمة اعتقال حماية رافع العيساوي ورؤية الكلمات والمصطلحات مثل فقاعة ونتنة والتي وصفت تحركهم الشعبي بها كلها أدت الى تعميق الجرح ووجدنا الاخطاء التي ترتكب تزداد فبدلا عن البحث عن الشريك السني القوي بدأت الحكومة بالغاء اي شخصية سنية وحرمانها من التعامل مع الحكومة بل وأفقادها شرعيتها الشعبية والسياسية والدينية ووجدنا شخص مثل أبو ريشة كان محاربا للارهاب يصبح عدوا ومطلوبا للحكومة ووجدنا حاتم السليمان والذي كان مرشحا عن دولة القانون في الانبار مطلوبا للحكومة ووجدنا وشاهدنا خزعبلات الى أن كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وهي مهاجمة المعتصمين في الحويجة في فجر يوم كان من أشد الايام أيلاما ولن ينساه اهل السنة لانه يعتبر حدا فاصلا لهم ولكن السؤال هل هناك حل لكل ماذكرناه وكيف نتجاوز وننتهي من الحرب الاهلية؟
الجواب ببساطة هو القيام بأجراءات تعيد الثقة المطلوبة بين كل الاطراف والمكونات وأطلاق سراح المعتقلين وأصدار قانون عفو عن الاف المعتقلين أنهاء مسلسل الاعتقالات العشوائية وانهاء التمييز في تطبيق قانون المسائلة والعدالة بين مكونات العراق كافة وانهاء التمييز في تطبيق قوانين النزاهة فالمسؤول الشيعي لايحاكم والسني تتم محاكمته وايداعه السجن والمقرب من رئيس الوزراء يفعل مايشاء بموجب اوامر ديوانية تصدر لتعزيز سلطته وتجد السني وغيرها من الامور التي تجعل السنة يشعرون بالتهميش والاقصاء وبدلا من عقد المؤتمر وتوقيع ميثاق الشرف كان الاحرى بالحكومة العراقية أستدعاء من يعارضها ولايعارض العملية السياسية لان هناك فرق بين من يعارض العملية السياسية برمتها وبين من يعارض النهج الحكومي القائم وانا متيقنه أنه لواتخذت هذه الاجراءات وأحس اهل السنة في العراق بانهم يشعرون بنوع من العدالة السياسية والاجتماعية وانهم متساوون مع أقرانهم الشيعة وعلى ذكر الشيعة فانهم مشمولون بالتهميش فالعناصر المحسوبة على المجلس الاعلى وعلى التيار الصدري تجدها محرومة حتى من مناصبها التي تستحقها ومثال صغير على ذلك منصب أمين بغداد والذي هو من حصة المجلس الاعلى ولكن السيد المالكي لايوافق على منحه لهم وغيرها من الامثلة وليس هناك أي حل للشعب العراقي الان الا بتغيير النهج وان لم يستطيع الاشخاص الذين بيدهم مقاليد الامور والسلطة تغيير النهج فاننا مقبلون على الايام السوداء وسنتحسر حتى على هذه الايام من ناحية الوضع الامني والسياسي وستسقط هذه النخبة السياسية ولن ينتخبها الشعب العراقي لانه سيصبح حينها شعبا ممزقا بين هذا وذاك من زعماء الطوائف الجدد والذين هم بالاصل أمراء الحرب الاهلية وزعماء مليشيات وحمى الله العراق والعراقيين .

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *