اياد علاوي وطلب “الغفران”

اياد علاوي وطلب “الغفران”
آخر تحديث:

سيف أحمد
أياد علاوي الزعيم السياسي المثير للجدل يشعر باحباط كبير من العملية السياسية في العراق منذ اعلان نتائج انتخابات عام 2010 ، لكن هذا الشعور بلغ ذروته في الأيام الأخيرة حيث نعى علاوي العملية السياسية ووصمها بالفشل الذريع وقال انها وصلت الى طريق مسدود مناشدا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لتصحيح مسار هذه العملية ، وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا جريدة السفير اللبنانية أعترف بفشله شخصيا وطالب جمهوره بعدم انتخابه مجددا ولم يخف خيبته من الولايات المتحدة التي لم تستجب لنداءاته المتكررة بالتدخل المباشر في العملية السياسية واصفا الأنسحاب الأميركي بالأكذوبة والضحك على الذقون على حد قوله.
وفي موضع اخر قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقية خلال لقائه مجموعة من شباب وطلبة ائتلافه فى بغداد يوم الثلاثاء 18/3/2014 “ان سياسة الاجتثاث والإبعاد تقوم الآن على قدم وساق ضد شخصيات (مناضلة) يعرف تأريخها الشعب العراقي بهدف ابعادها عن الانتخابات “.و لا بد أنه كان يقصد أصحابه البعثيين الذين ضربوا حلبجة بالغازات السامة بعبارة (شخصيات مناضلة) ،فان صفة (مناضل) كانت تطلق فى الأصل على الشيوعيين، ثم اقتبسها منهم البعثيون و كررها علاوي مرات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين ، وهو يهاجم المالكي بحرقة شديدة لأن المالكي كان قد رفض طلبه لاقامة (مجلس السياسات العليا) مما زاد من كراهيته للمالكي.

وفى بيان صحافي نشر قبل حوالي اسبوع نفى علاوي ان “يكون معادياً لإيران”، مستدركاً لقد “التقيت السفير الإيراني في بغداد الأسبوع الماضي، وأبلغته أن ما مضى قد فات وينبغي التركيز على المستقبل استناداً إلى عوامل الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لاسيما أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة جديدة”، مشدداً على ضرورة “استثمار هذا الانفتاح لبناء حوار حقيقي مع إيران في شتى المواضيع ذات الصلة”. إن علاوي لم يكف يوما عن اتهام الحكومة الحالية بعمالتها وخضوعها لإيران ، فهل يُفهم من كلامه الجديد أنه قد عرض على ايران خدماته بدلا عن المالكي؟ وهل أن كيله المديح الكاذب لمقتدى الصدر هو جزء من تخطيطه لمستقبله الجديد؟ وماذا عن زياراته لكربلاء والنجف فى هذه الأيام ؟ هل هى للمصالحة وطلب الغفران من اهالى المدينتين الذين رشقوه بالأحذية سابقا؟ وهل يظن علاوي أن أهالى كربلاء والنجف لا يملكون الذكاء الكافي ليدركوا ماهية لعبته الجديدة؟

والمراقب يلاحظ ان اياد علاوي ظل يعيش على الأزمات السياسية التي تظهر بين الحين والأخر ،يخرج غاضبا حزينا محذرا من انهيار العملية السياسية وسقوط البلاد في أتون الحرب الأهلية واقفا لحكومة المالكي بالمرصاد وكأنه زعيم معارضة رغم ان كتلته تعد شريكا اساسيا في الحكومة ، ويبدو ان علاوي يعيش ازمة سياسية ونفسية حادة لان هذه الانتخابات تعتبر الاخيرة لنشاطه السياسي!،فهل ينتصر علاوي في الانتخابات المقبلة؟. بعد ان يطلب “الغفران”من ناخبيه الذين  خذلهم في الدورة البرلمانية السابقة بسبب ضعفه وابتعاده عنهم. وهو النائب الوحيد الذي لم يحضر ولا جلسة برلمانية طيلة الدورة البرلمانية الحالية !. فكيف سيكون دفاعه عن مطالب الشعب وهو لايمثلهم اصلا ؟ . ولا اعتقد الغفران سينفعه لانه هو والنجيفي والكربولي وجماعة الحزب الاسلامي من جعل المالكي يستأسد ويتفرد واوصل العراق ما هو عليه الان من قتل وبؤس  ومظالم  وتشرد وتفكك .ويا سيد علاوي كفى تنظير واقوال بلا افعال وصدق من قال  “دخانك عماني وطبيخك ما جاني”!.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *