اين تذهب مليارات العراق ؟ بقلم د. بشرى الحمداني

اين تذهب مليارات العراق ؟ بقلم د. بشرى الحمداني
آخر تحديث:

   بغداد / شبكة اخبار العراق : في بلد تقدر  ميزانيته السنوية 150 مليار دولار في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 65% من أبناء العراق تحت خط الفقر، وفي الوقت الذي نجد فيه أن البنى التحتية للعراق مدمرة منذ أكثر من 9 سنوات، وفي الوقت الذي لا يجد فيه 80% من أبناء الشعب العراقي ماءً صالحًا للشرب، حالات الفقر   لا تعد ولا تحصى ، وحالات السرقات والنهب التي تمارسها الاحزاب العراقية الحاكمة تفوق التصور والخيال ، فكل حزب من هذه الاحزاب علمانية كانت ام اسلامية تسيطر على انبوب من انابيب النفط في الشمال او في الجنوب ! كل حسب منطقة نفوذه الجغرافي ويتم تهريب النفط بطرق حديثة وبعلم الحكومة التي تستمد قوتها من هذه الاحزاب ! ولهذا تجد ان نفوذ الاحزاب داخل العاصمة بغداد هو كبير جداً وكل حزب من هذه الاحزاب يمثل سلطة قائمة بذاتها مدعوم بالميليشيات التي تسند مواقعه وقصوره المنتشرة على ضفتي دجلة . فكم من القصور والعمارات والصروح صادرتها هذه الاحزاب او اشترتها بمال المسلمين لتصبح ملكا لها على حساب الفقراء والمظلومين من العراقيين ؟ ناهيك عن القصور الباهضة الثمن التي تم شرائها من قبل الوزراء ورؤساء الاحزاب والبرلمانيين وغيرهم في دول عربية وعالمية وكلها من ميزانية العراق ! فكلما يرتفع مبلغ الموازنة لميزانية العراق كلما تكثر السرقات وتتضاعف حالات الفقر في نفس الوقت ! فلا تنفع ميزانية بارقام عالية بيد الاحزاب الحاكمة والشعب يتضور من الجوع والقتل .في صورة  اخرى لجمع الاموال من احد الاضرحة المقدسة كان المشهد رهيبا من كثرة الاموال وتكدسها وتبعثرها هنا وهناك وكان بعضها قد رُزِم في اكياس كبيرة وبعضها الاخر في احضان الجامعين, وهنالك صناديق مملوءة واخرى تنتظر ان تُمْلاء والضريح كان مازال نصفه مملوءا بالمال .. إذن والحال هذا في مرقد واحد… الا يحق لنا ان نسأل اين تذهب اموال الاضرحة المقدسة كلها واموال الخمس والزكاة والتبرعات ..اليست هذه العتبات كنزا يدر ذهبا يوميا لو احسنا تدبيره وتقديره وادارته لكانت مصدرا يوازي موارد النفط  قيمة واستمرارية وقوة .. علما بان النفط ناضب وهذا مصدر ممدود غير محدود .. من هم القائمون على جمع وصرف هذا المال وفي اي الاوجه يصرفونه ..؟؟ لماذا لايتأسون بامام المتقين وسيد البلغاء والوصيين وخير الزهاد الامام علي ابن ابي طالب  الذي كني بابي تراب لانه كان يلبس الخشن من الثياب ويجلس وينام على التراب تزهدا وتعففا ونزاهة وزهدا في الدنيا .. وكان عليه السلام لاياخذ لنفسه شيئا من بيت مال المسلمين بل يوزعه على الفقير والمحتاج والمريض, وهو الذي تصدق بخاتمه وهو راكع للصلاة عندما ساله سائل, فلم يجد ما يتصدق به غير هذا الخاتم . وهو الذي كدّ يوما واشترى بكده طحينا لبيته وعندما علم بوجود اطفال ايتام جياع ذهب اليهم حاملا هذا الطحين مؤثرا لهم على نفسه واهل بيته زيادة في الاجر والثواب .. واين هم من عمر بن العزيز رض الذي كان اذا اتاه ضيف لامر شخصي فانه يطفيء شمعة بيت مال المسلمين ويشعل شمعة خاصة اشتراها من ماله كي لاتحترق شمعة من المال العام في امر خاص..لماذا لم تُنْشأ عندنا دور رعاية للايتام من اموال الاضرحة, لماذا لم نسمع مثلا ان القائمين على هذه الاموال قد بنوا مستشفى واحدا مجهزا باحدث الاجهزة الطبية والاشعة والسكاننغ والرنين واجهزة العيون والقلب للمرضى الفقراء الذين لايستطيعون العلاج عند الاطباء اوفي المستشفيات الخاصة .. اين دور الاسكان والايواء للمعوزين .. فهل يعقل مثلا ان في بلاد الكفر كما نسميها تبنى دور ايواء للنسوة والرجال المشردين وحتى للعاملين الفقراء من اموال الكنائس ونحن نعجز .. وهم يدفعون منها ضرائب للدولة ويعملون بها الخيرات لهذه الفئات, وحتى مايزيد منها يرسلونه الى دول معدمة في افريقيا واسيا ..هل خُصِص جزء من هذه الاموال الى البحوث المعنية بالبيئة وتطوير الخدمات .. هل خُصِص جزء منها كمنحة لكل شاب يريد الزواج وهو غير قادر على المصاريف .. الامثلة كثيرة والحلول اكثر فيما لو توفر الضمير الناصع والارادة الحقة والرغبة الاكيدة في عمل الخير وتوزيع هذه الاموال بعدالة تشبها بامام المتقين كما يدعون .. انا سمعت من احد الاصدقاء ان مرجعا كان معروفا اعتاد ان يجد في الاضرحة المقدسة اطقم ماس وذهب وياقوت واحجار كريمة نفيسة ايضا وبدلا من ان يوزعها على الفقراء والمستحقين كان يوزعها على كناته  .. شوفوا عدالة هؤلاء ..!!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *