بالاحضان بالاحضان .. ليس مثلك من يفعلها يا نجيفي … بقلم مثنى الطبقجلي

بالاحضان بالاحضان .. ليس مثلك من يفعلها يا نجيفي … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

كثر الحديث عن اسباب ودواعي زيارة السيد اسامة النجيفي لايران حتى صار اللغط فيها مبتذلا واتخذ شكل هجمة مسعورة من قبل البعض الذي لاتلتقي رؤاه معهم او تباعدت بينهم المسافات بعدما تفككت عرى القائمة العراقية وصارت ملاكات ادارية مستقلة ذاتيا .
بعظها تسمي نفسها متحدون واخرون واصحاب الحل والربط وجبهة الحوار والمنفلتون من اصحاب الالوان البيضاء والخضراء وهن من الوان الطيف الشمسي للعراقية الام التي تمكنت خباثة الخبيث الاكبر ان تشرذمها الى محافل كل واحدة منها تدين لاجندة، ولاننسى الوفاق فقد بقي محافظا على لونه العراقي رغم تقلبات الزمن وانعدام الرؤية الواضحة لقيادتها في تسيير دفة قائمة كان يحسب لها الف حساب..
.. الزيارة المثيرة للجدل لرئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لطهران مثل زيارته الاخرى لانقره انما جاءت لاعتبارات سياسية ذات مغزى تتطلبها المرحلة بكل تفاعلاتها السورية والايرانية والتركية داخل العراق ،وهي زيارة سياسية بحتة…
التقصير في اداء المهمة واضح جدا في مكتب النجيفي انه لم يقدمها بصورتها المطلوبة كمادة خبرية للمواطنين واجهزة الاعلام كي يتداركوا لغطا وسوء فهم وتقدير قد يصاحبها لانها لو احسن توقيتها فانها ،ما كانت لتجري في توقيت يتزامن مع وفاة والدة قاسم سليماني والجميع بل العالم باجمعه يعرف ان قاسم سليماني هو المسؤول عن فيلق القدس وهو الذي اذاق العراقيين مرارة السم الذي تجرعوه يوم خسرت ايران حربها ضد العراق عام 1988 ..
لاكن هذه الزيارة الفسنجونية مع ما شابها من سوء فهم بقيت تلوكها ألسُنُ الكثيرين بعظهم كانوا مهادنين واخرين يصطفون في رعية الخارجين على القانون والمؤذنين بزوال نعمة النجيفي ، وبقيت تثير المشاعر الوطنية ضده لاسباب كثيرة معظمها نفسية ،رغم ان للموت حرمة ،لاكن امثال هولاء هم من ملئوا ارض العراق فواتحا لاتزال قائمة وبالتالي كان الاولى بالسيد النجيفي ان يؤجلها ولو ايام كي تمر هذه المناسبة وتكتسب الزيارة بعدها السياسي الوطني ان كان كان هدفها وضع العلاقات الايرانية العراقية في حجمها الطبيعي ..؟.
ومع انني لا اجد فيها ضيرا ففي السياسة كل امر مطروق ولكن عبر اخذ وعطاء اي انها نسبية وليس حتمية كما يقول استاذنا رحمه الله فاضل زكي ، اي طالما انها جاءت متوازنة مع زيارة اخرى لانقرة تستهدف استعراض العلاقات الثنائية ومحاولة ايجاد قراءة لاوضاع المنطقة والمخاطر التي قد تتعرض لها فيما لو سيطرت قوى اسلامية متطرفة على مقاليد الامور في سوريا ، فهي اذن متوازنة ..
إلا انه كان يفضل ان يعلن عن جدول اعمالها كاملا وليس عبر مصطلحات فضفاضة ،او بالاحرى عرض ما كان يحمل اسامة النجيفي في حقيبته من قضايا معلقة بين البلدان الثلاثة وتحديدا ايران التي صارت تتدخل في الصغيرة والكبيرة في شؤوننا الداخلية ، دون ان يقولها احد لها ان على عينها اللوزية حاجب ..
وكان حريا بالنجيفي او مكتبه الصحفي ان يقدم للشعب العراقي دواعي الزيارة الحقيقية وطبيعة الملفات التي سيتناولها البحث بين البلدين، ولكن امرا مثل هذا لم يحدث ، وان حدث فانه لم يكن شافيا بما يبعد كل التاويلات ، وهذا تقصير في الزيارة والاعداد لها ..
وكان من مصلحة العراق ان يعرض النجيفي على ايران ان تعيد 139 طائرة مقاتلة وقاصفة اؤتمنت لديها وان تغلق نهائيا ملف الحرب العراقية الايرانية لو ارادت علاقات حسن جوار ،وان لاتروج لادعاءات المطالبة بالتعويض كلما ارادت الضغط على العراق ، وان يطالب بوقف التدخل الايراني وارسال السلاح عبر العراق الى حكومة بشار
وان يمتنع الايرانيون تماما عن ارسال العبوات الناسفة وامداد المليشيات بالاسلحة والدعم اللوجستي وقتل ضباطنا وطيارينا من الجيش السابق ومحاسبة المسيئين ، وان تتوقف نهائيا عن كل ما يسيء للعراق ووقف تدفق المياه الى نهر دجلة واستعادة من بقي لديهم من اسرانا ممن غسلت ادمغتهم اطلاعات الايرانية وجعلت منهم حصنا لطروادة الايرانية في مفاصل الدولة العراقية المريضة.. ..

الزيارة من حيث توقيتها تبقى مخدشة للشعور الوطني العراقي ،وهي بالتاكيد لو احسن اختيارها او نصحه بتاجيلها من نصح ، ما سمح النجيفي لقوى طفيلية ان تتلاعب بتفاصيل الزيارة ،وحتى صور النجيفي نفسه متخذة منها اداة لتشويه صورته ،فوق ما علق بها من مخاوف شعبيه ان يكون رئيس مجلس النواب قد انحرف عن المسيرة ، وخيب آمال شعبه الذي جاء به ووضعه في هذا الموقع الرفيع ..
فهو اليوم وبعد غياب الرئيس الطالباني مفروضُ به ان يكون حاميا للدستور ومدافعا شرسا في مواجهة الباطل والمتلاعبين بقوت الشعب وتمييع القوانيين الاساسية المعطلة والمجدولة عنده مثل قوانين التقاعد العام الموحد والعفو العام والاحزاب والنفط وعشرات اخرى ابتدع لها المراؤون مفهوم السلة الواحدة حتى اسقطوا كل هيبة لهذا البرلمان بعدما اصبح الامر ليس اكثر من قطرة خجل وضيعة ،وضعت في الميزان ..
بالاحضان بالاحضان تلقف الايرانيون النجيفي ،بعدما عجزوا عن احتضان اياد علاوي، وعسى ان تكون مظاهر الاستقبال الحميم ما يدفع عنا مشاعر العداء بعودتهم الى الحق ، تلك مشاعر البغض التي تكنها هذه الجارة للعراق الذي صار مجرورا الى كنفها وعسى ان يكون قال لهم كفوا ايديكم والا سنعلن تفاصيل ما نمتلكه من معلومات مخزية عن مشاركتكم في ذبح سكان سوريا بعدما ذبحتم سكان العراق .
لكن شيئا من هذا لم يحدث، لان للزيارة واي زيارة سياسية تصاحبها دوما بنودا وجوانب سرية ، تبقى في ذمة النجيفي ان كان عرضها بقوة او بتخاذل ،فهل قال اسامة كل ماعنده ..؟؟ وهل اوصل الرسالة ..؟ مظاهر الاحتفاء به كانت مميزة غير ان ما اخل بها ان هو ذلك الانحدار الى مصاف المعزين وعندي وقد يقول البعض انها سادية ، اتمنى لو كانت بوفاة هذه الطغمة باكملها ليستريح منهم الايرانيون ويريحوا كل جيرانهم.. واولهم العراقيين..
وتبقى يا ..عزيزي يا .. اسامة النجيفي وهذا حديث للمستقبل …لاتصافح يدا امتدت اليك وهي قد اولغت بدماء الشعب العراقي ،وإن تتطلب الموقف البرتوكولي ذلك فالغي الزيارة وتجنب اين تسحق اعقاب السيكارة .. وانت حيث انت موقعك كان يفترض ان تهتم بامور العراقيين اولا وتشرع لهم قوانينهم وان تتابع اين وصل بها الحال وفي اي مقبرة حكومية دفنت ، لا ان تشغل نفسك بامور في السياسة صارت تباع في العراق وايران وتركيا وحتى سوريا باسواق النخاسة .
نحن لانترجى منك شيئا بعد الذي حدث او شوهت جوانبه ولكن ارجوك لا تفعلها ثانية ..لِأن ..؟ اردت ان تبُقي على ماض تَحِنُ اليه، ان تتكرر ايامه ناصعات ولكن ليس مثل بياض العراقية البيضاء ..

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *