بغداد عاصمة لدولتين … بقلم هادي جلو مرعي

بغداد عاصمة لدولتين … بقلم هادي جلو مرعي
آخر تحديث:

يهتف متظاهرو بعض المناطق الغربية في العراق بهتاف ( بغداد لنا وماننطيها ) وفي اللغة فإن كلمة ننطيها تعني نعطيها وقلبت النون الثانية الى عين وهي مألوفة في لغة العرب القديمة، وقد ذكرت في مدارس اللغة، وربما في الحجاز وتناقلتها مدارس البصرة والكوفة النحوية ،ومنهم من يقول:نعطي، وآخرون يقولون :ننطي ،والمعنى إنها لهم ،وليست لغيرهم، ولن يعطوها للأغيار ،لكن من هم الأغيار ؟وهو سؤال بحاجة الى إجابة مقنعة فسكان العاصمة خليط من قوميات ومذاهب، ولم نجد طوال الفترة التي تلت العام 2003 وجودا لغير العرب من أتباع المذاهب الإسلامية،أما إذا كان الحديث عن بغداد التي تفرست على يد عملاء إيران كما يتحدث بذلك بعض المغامرين السياسيين لشعب مكلوم ويشعر بمظلومية وحرص على وطنه وسيادة بلاده فهذا أمر بحاجة الى توضيح أيضا، والمقصود ربما هم السياسيون الشيعة الذين يتهمهم المتظاهرون بالولاء لإيران ،وقد وصفهم بذلك النائب أحمد العلواني أثناء فترة الإحتجاجات الأولى بقوله ( خونة ،وأولاد خونة ،عملاء إيران،وخنازير) وفسرت الكلمات في حينه إنها لشتم الشيعة بأجمعهم، بينما دفع العلواني التهمة عن نفسه بالقول ،إنما قصدت السياسيين، وليس المواطنين، ورد مواطنون شيعة قائلين ،إن هولاء السياسيين يمثلون الطائفة بأجمعها سياسيا وإعلاميا على الأقل، ولديهم جمهور إنتخابي ،ووصف السياسيين بالخنازير قد ينسحب على المواطنين، وتكون ردات الفعل غير محسوبة وإنفعالية ومضطربة وربما سببت الدفع بإتجاه خطاب أكثر تطرفا .

أما الحديث عن تفريس بغداد وسيطرة الشيعة عليها بالكامل فهو أمر يتطلب الروية والهدوء والبحث عن المطلوب من سلوك وتفكير لمعالجة أسباب الصراع ومسبباته والوقوف على سبل حل ما من خلال حكماء وعقلاء القوم إلا إذا كان العراقيون جنوا بالكامل ولم يعد من عقلاء ولاحكماء فليذهب الجميع إذن الى الهاوية والضياع وفقدان المستقبل لصالح صراع لن ينتهي إلا بالتقسيم والتدمير والعزل وإضاعة بغداد نهائيا كحاضرة للعرب والمسلمين وعاصمة تجمع كل العراقيين ،وقد يكون شعار التفريس وإن بغداد محتلة سببا في إحتقان متزايد يدفع ثمنه العراقيون جميعا فبغداد يجب أن تتاح للجميع ،لأبناء الأنبار كما لأبناء الموصل والنجف والبصرة والسماوة وأبناء كردستان لتكون جامعة وليست مفرقة ولنا في الأمريكيين أسوة حسنة حين تبرعت ولاية فرجينيا بمساحة من الأرض ومثلها فعلت ميرلاند ليتم إنشاء العاصمة الفدرالية الحالية واشنطن، وهي لاتبعد سوى ساعة في القطار عن ميرلاند الواقعة بينها وبين نيويورك وكذلك في البعد عن فرجينيا التي يمكن الوصول إليها من واشنطن في غضون نصف ساعة.
وإذا كانت من فكرة قبيحة فلتكن كفكرة الزائيريين في بلاد الكونغو التي يقطعها النهر العظيم المسمى بهذا الإسم حيث يمر بالعاصمة كينشاسا من جهة، وفي الجهة المقابلة برازافيل، وهي الآن دولتان تسميان ( الكونغو برازافيل ،والكونغو كينشاسا ) ويمكن لسكان الدولتين النظر الى بعضهم من خلال صفحة الماء والتمتع بمنظر العاصمة المقابلة التي يفصلها عن الأخرى عشرات من الأمتار ربما لاأكثر،ولتكن بغداد عاصمة لدولتين (  رصافة للشيعة، كرخ للسنة ) ويمكن للشيعة أن يتوجهوا الى الكاظمية في أفواج سياحية ،ومثلهم السنة ليزوروا مرقد أبي حنيفة في الأعظمية.ونغني جميعا :
 
هالطير كرخي للرصافة إشجابه .
طبعا ليس من الممكن نقل مرقد الإمام أبي حنيفة الى الكرخ ونقل مرقد الإمام موسى الكاظم الى الرصافة. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *