بين أبو عرام وعلي رامبو

بين أبو عرام وعلي رامبو
آخر تحديث:

بين أبو عرام وعلي رامبو

محمد الرديني

لأول مرة نكتشف ان الحكومة العراقية ترفض الإفصاح عن اسم احد موظفيها خصوصا وانه يشغل منصبا حساسا في وزارة الداخلية. هذا الموظف صاحب الاسم السري يلقب (علي رامبو) وهو لقب يصلح له تماما وكأنه خيط عليه بالتمام والكمال. هذا الموظف السري كان مديرا للسجون السرية وما أكثرها بالعراق العظيم وقبل أيام صدر أمر نقله إلى منفذ الوليد الحدودي مع سوريا. وما ان حط رحاله هناك حتى تأكد جميع العاملين في هذا المنفذ بأنه يستحق هذا اللقب. أول قرار أصدره هو رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100٪ وهي نسبة ليست عالية بشكل مجحف ولم يجد الخبراء لها مثيلا في كل منافذ الحدود بالعالم وحين حاول بعض الضباط العاملين هناك الاحتجاج صرخ بوجوههم (لم يولد بعد الذي يعترض على قراراتي). وذكر احد المقربين منه ان رامبو مازال يعتقد انه يدير السجون السرية فهو يعامل ، وهو برتبة عميد، بشكل استفزازي كافة الضباط والمدنيين العاملين معه وينتظر اللحظة التي يأمر بها بسجن احدهم. هذا الرامبو لايشبه رامبو الحقيقي إلا في نقيصة واحدة هي انه اكبر ممثل كذاب بالعالم خصوصا وانه يعرف انه كذلك بحيث لم تلاق أفلامه أي رواج يذكر. ومن الغريب ان هذا الرامبو العراقي استغل منصبه ليعمق الخلافات الطائفية بين العاملين عبر إطلاق الشتائم على الرموز الدينية التي تحتل مكانة القلب عند الكثيرين. وهو أيضا لايشبه أبو عرام تلك السيارة المحنطة التي تمتاز بحجمها الكبير وسيرها مثل السلحفاة على الطريق. لكن أبو عرام كان يؤدي خدماته التنقلية بامتياز.. صحيح انه يئن في بعض الأحيان طالبا (الفيترجي) ولكنه لم يرفض ان يحملوا على ظهره اكثر من العدد المقرر من الناس. ابو عرام هذا طلب احالته الى التقاعد ومن ثم الى المتحف طالبا من الجميع ان يتذكروه بالخير. فهل يصح هذا القول على رامبو الذي لم يجرؤ مدير الاعلام في وزارة الداخلية المقدم محمد … بالنيابة عن اللواء اكرم صالح دلو مدير عام المنافذ الحدودية في وزارة الداخلية على ذكر اسمه الكامل والاكتفاء بالقول إنه “تم تبديل المدير العام للمنفذ منذ خمسة أيام”، لكنه لا يمكن الإفصاح عن اسم المدير الجديد”. عدد من أولاد الملحة لم يستطيعوا فعل شيء سوى الابتهال إلى رب العزة ليخلصهم من هذا الرامبو الذي بث الذعر في نفوسهم بحيث لايجرؤ احدهم عن الكشف عن اسمه بالكامل حتى لايروح ضحية الاتهام بالجاسوسية لتسريبه معلومات غاية في الخطورة. ولكن البعض الأخر من أولاد الملحة هناك ينوون تنظيم صفوفهم لإعلان الاحتجاج أو الإضراب عن العمل وليكن ما يكون. البعض القليل جدا تجمع عند مكتب المدير حي سمع هتافا ابتسم له بفخر. كان الجمع يهتف : بالروح بالدم نفديك يارامبو.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *