بين ترميم بيتي وبين ترميم بيت معالي الوزير

بين ترميم بيتي وبين ترميم بيت معالي الوزير
آخر تحديث:

 

  غالب الدعمي 

قبل ايام رَممت البيت الذي استأجرته من احد الاطباء ، وكلفني ترميمه (5 ) ملايين دينار عراقي تقربيا ، رافقه شراء طقم قنفات افضل من تلك التي اشتراها احد المسوؤلين الكبار  بمبلغ (25) مليون دينار عراقي واخذها معه حين غادر المسؤولية فضلا عن اعادة فرشه وصبغه من جديد، وادامة شبكات المجاري ، مع شراء سخان ايطالي درجة اولى وشاشة بلازما حجم (43) ، وبات اليوم البيت الذي اسكن فيه افضل بكثير حتى من مكاتب بعض الوزراء التي انفق عليها الملايين.

وقد اثارني تصريح النائب علي البديري بشأن قيام احد السادة الوزراء بترميم بيته بمبلغ (400) مليون دينار عراقي على نفقة الموازنة التشغيلية فضلا عن ان هذا البيت كان قد رمم قبل ثلاث سنوات من قبل الوزير السابق ، وقد وجدت فرقا كبيرا بين الترميم الذي نفذته انا ، وبين الترميم الذي نفذه الوزير وطاقمه ، مع العلم اني على يقين ان بيت او دار الضيافة للسيد الوزير ليست بحاجة لصيانة او اعادة ترميم كونها رممت قبل وقت قليل بمبلغ (300) مليون دينار.

وهذه ليست الحالة الاولى وربما مازال يذكر اغلبنا موضوعة ( الفلل ) العشرة التي رممت الفلة الواحدة منها بمبلغ (مليار ومأتين) مليون دينار عراقي لاجل سكن وفود اجتماع الجامعة العربية التي لم تستمر اكثر من يوم واحد فقط ، ولم تستثمر للغرض الذي  رممت لاجله ، والانكى من هذا كله ان هذه الفلل قد ملكت لمسوؤلين كبار في الحكومة العراقية قبل الترميم ، ومن ثم سلمت الى اصحابها بعد انتهاء مؤتمر الجامعة العربية بيوم واحد فقط .

واذا كانت الدولة بحاجة لمثل هذه “الفلل”  الفارهة ، فلماذا ملكتها ، وحين ملكتها لماذا رممتها بمبالغ طائلة جدا تساوي بناء مئات البيوت يمكن لها ان تسهم في ايواء آلاف الفقراء من العراقيين ، وربما يعلم المواطنين ان صندوق الاسكان يمنح المواطن الذي يروم ببناء عرصته مبلغ (30) مليون في حين رمم منزل مسؤول واحد مايكفي لاقراض (34) مواطنا على وفق قانون الاسكان ، والعشرة ملايين دولار التي منحت لهولاء المسؤولين تكفي لاقراض (340 ) مواطنا .

ماذكره النائب البديري ورصدته قناة البغدادية الغراء عبر برنامجها ستوديو الساعة التاسعة يكشف لنا عن هدر اموال طائلة انفقت على مشاريع غير ذي جدوى ، لاتقي من نار ولاتغني عن جوع سوى انها تلبي رغبات مسؤولين فاسدون لايهمهم سوى اشباع بطونهم الخاوية وتسهم في تعويض النقص الذي اصاب نفوسهم المريضة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *