بين لقاءه بالمالكي ولقاءه بالعبادي . هل يكرر أوباما اخطاءه الكارثية ؟

بين لقاءه بالمالكي ولقاءه بالعبادي . هل يكرر أوباما اخطاءه الكارثية ؟
آخر تحديث:

 

  علي الزيادي 

حَزمَ مجموعة من الحقائب السرية والعلنية وكان من بينها حقيبة الغرور وتوجه مرتدياً قناعاً وطنياً على انه سيعمل من اجل العراق ووحدة اراضيه وسلامة شعبه  . وحط رحاله في الولايات المتحدة الأمريكية وكأنه منتصراً ! كان ذلك قبل عدة اعوام حين تسلم نوري المالكي ولايته الثانية وبمباركة أمريكية  أيرانية . وكان لقاءه بالرئيس أوباما الذي تصرف بغباء كبير حين دعم المالكي وكأنه أراد ان يقول للعراقيين انكم لاتستحقون الحيات حين سمحتم لنا باحتلال وطنكم !

 

وما أَن عاد المالكي الى بغداد حتى بدأت مرحلة جديدة من الأزمات والسياسات الكارثية التي احرقت كل شيء في العراق بعد ان نهبت ثرواته وبشكل منظم ! وكأَنَ المالكي قد فسر الدعم الأمريكي تفسيراً غريباً خاصة عندما شرعَ مع حاشيته الى تأسيس منظومة دكتاتورية متخلفة تقوم على اساس القتل والتهميش والأقصاء والقمع  ونهب الثروات وتجويع الشعب فأصبح العراق في ظل ولايته الثانية يعج بالخراب والموت والارهاب وقمعاً للشعب بطرق مبتكرة لاينفذها حتى الشياطين فيتم اعتقال المواطن البسيط على الشبهات وتشابه الأسماء أو انه يسكن منطقة بعينها أو موظف بسيط يخطأ في اجتهاد بينما الحيتان من السراق والقتلة يجدون حماية واضحة من المالكي وحاشيته التي عاثت في العراق فساداً وخراباً تصعب معالجته في ظل سياسات تعتمد المحاصصة لذات الأحزاب التي شاركت النهب والسلب !

 

أما المجرمون والأرهابيون فيطلق سراحهم بصفقات مالية مشبوهة مثلما حصل في سجن ابو غريب حين تم تهريب المئات من الأرهابيين امام انظار الاجهزة الامنية ! ولتبقى السجون والمعتقلات السرية والعلنية للبسطاء من العراقيين !

 

هذه هي السمات التي شهدتها مدة حكم المالكي رغم انه يدعي تبنيه مشروع دولة القانون لكنه استباح القانون وجعله تحت اقدام الجبناء ! وبعد ان تسلم العراق بكامل محافظاته . سلمه منقوصاً حيث سلمت محافظات الى الأرهاب بدون قتال بهدف الحصول على ولاية ثالثة .

 

ونتيجة لتلك السياسات التس سارت عليها عقلية حكومة المالكي ورجالاتها . وقف الشرفاء من العراقيين بالضد من تلك السياسات مطالبين باستبعاده عن الحكم وتشكيل حكومة جديدة تصحح مسارات المالكي الكارثية .

 

وقد تبين فيما بعد ان الكارثة ليست في المالكي فقط انما بنظام المحاصصة النتن الذي تطبقه الأحزاب بطريقة خبيثة حيث تتقاسم ثروات البلد بينما الشعب يموت جوعا والبلد خالي من الخدمات الأنسانية ولهذا فقدت اكثر من 1000 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية !

 

ونتيجة لتلك المحاصصة فان رئيس الحكومة الجديد يجب ان يكون من دولة القانون ومن حزب الدعوة حصرياً ولهذا جاء العبادي . ومع حالات اليأس التي اصبنا بها كنا نتوقع انه سيعمل على اصلاحات حقيقية تنقذ  البلد من كوارث سياسات المالكي ولكن مرور الأيام والأسابيع والأشهر ثبت انه لن يغير شيء ولم يحقق اي فقرة من فقرات برنامجه الحكومي الذي كان حالماً بل انه لم يحقق اي شيء له صلة بمصلحة المواطن بل على العكس راح يفرض عمليات تقشف على المواطن دون المسؤول وهو الآن في طريقه لذبح الناس من خلال دفع رسوم باهضة مقابل الكهرباء الغير موجودة بشكل متواصل . التجارب اثبتت وبما لايقبل النقاش وبأعترافات المالكي ان القيادات الحالية لاتصلح ان تبقى في ادارة الدولة لانها فشلت في انتشال العراق من واقعه بل انها زادته سوء .

 

العبادي ليس جديدا على العملية السياسية بل انه فيها منذ اكثر من عشر سنوات فهو يعرف كيف نفقت الاموال خلال الولاية الثانية للمالكي فالعبادي كان رئيساً للجنة المالية في البرلمان والتدقيق في هذه الحقيقة ستكشف لماذا لم يحرك العبادي ساكناً لمحاسبة المالكي واعوانه الذين بددوا الثروات وهو يعرفهم جيدا وان عددهم لايتجاوز ال100 شخص وزراء  ووكلاء ومستشارون ومنظومة خبيثة اطلق عليها اسم مكتب القائد العام تشرف على السرقات والمشاريع الوهمية وتلقي الرشاوى من خلال بيع المناصب وفرض الأتاوات ورسم سياسات التهميش والأِقصاء والقمع المنظم !

 

ومن يدقق في الحقائق ويرجع الى ارشيف التسريبات الأعلامية التي سبقت تشكيل  حكومة العبادي سيكتشف أن شروط المالكي لتخليه عن الولاية الثالثة يجري تنفيذها على ارض الواقع فهو حسب التسريبات اشترط عدم ملاحقته وجماعته قانونيا وترق حماياته التي تصل لعدادها الى 7000 عنصر بأمرته !

 

وهكذا يتلاعبون بمصير العراق وشعبه المستكين الذي يعاني رغم ثرواته الطبيعية التي لاحصرَ لها كماً و نوعاً .

 

كل الأخطاء والجرائم التي نفذت بعد لقاء المالكي بالرئيس أوباما تعطي انطباعا على انها جرائم بتوجيه امريكي وما كان من المالكي الا ان ينفذها ! لكنه غباء كبير مارسته الادارة الامريكية فهي خسرت العراق شعباً وارضا وحليفاً ستراتيجياً في منطقة ذات طابع جغرافي مهم للغاية !

 

فهل يكرر أوباما نفس أخطاءه التي ترقى الى الغباء عندما يلتقي العبادي أم انه سيعيد حساباته من جديد بما ينسجم وتطلعات الشعب العراقي الذي يعاني منذ العام 2003 ؟

 

اذا اراد الرئيس الامريكي ان يكون اكثر واقعية عليه ان يفرض على ادارة العبادي سياسات تخدم الشعب وليس الأحزاب والكتل وان تخفف الظلم والحيف الذي يقتل الشعب بشتى انواع القتل .

 

لكن أوباما سيستمر بغباءه وسيكرر اخطائه وسيكون سببا في ابتعاد الديمقراطيون عن رئاسة الولايات المتحدة لسنوات طويل . ولننظر الى قادم الأيام ….

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *