تحشيشات سياسية لمسؤول رفيع في الحكومة العراقية

تحشيشات سياسية لمسؤول رفيع في الحكومة العراقية
آخر تحديث:

 

 

  اياد السماوي

احيانا تشعر بالغثيان حين تسمع أو تقرأ بعض التصريحات لبعض النوّاب أو المسؤولين في الحكومة , وحينها تدرك عمق الأزمة التي يمرّ بها البلد في ظل سيطرة وسطوة هؤلاء المسؤولين في القرار السياسي والوطني , فلا أحد يمكنه القول أنّ منصب السيد بهاء الأعرجي في الحكومة العراقية هو منصب شرفي أو هامشي , فالرجل يتبوء منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء , المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ السياسات العامة في البلد , وهذا مما يسلط الضوء على كل فعل أو تصريح يصدر منه , فقد نقلت السومرية نيوز حديث أدلى به لبرنامج حديث الوطن قال فيه ( إنّ نفط كردستان هو نفط العراق وإنّ الوفد الكردي الذي أجرى المباحثات مع الحكومة الاتحادية , أكدّ اهمية أن يكون الاتفاق وفق الدستور وتحقيق المصلحة العراقية , وقال أيضا إننا لن نقبل لأيّة محافظة حتى لو كانت تابعة للإقليم أن تأخذ من الحصة النفطية للبصرة وباقي المحافظات , وأضاف إنّ إقليم كردستان شعر بالتهديد وأصبح على يقين بضرورة أن يكون جزءا من العراق ) .

فهذا النمط من التصريحات لا يعدو أكثر من تحشيشات سياسية , فالسيد بهاء الأعرجي يدرك تماما أكثر من غيره أنّ نفط كردستان ليس جزءا من نفط العراق , وأنّ الاتفاق النفطي الذي وقّعته حكومته مع حكومة الإقليم , لم يفرض عليها تسليم كامل نفطها المنتج من حقول الإقليم , والقول بعدم القبول لأية محافظة أن تأخذ من الحصة النفطية للبصرة وباقي المحافظات , هو تحشيش من الدرجة الأولى , فلا يوجد شئ أسمه الحصة النفطية للمحافظات , وربّما هو يقصد حصة البصرة والمحافظات الأخرى من إيرادات النفط , وهذا أيضا تحشيش بامتياز , لأن السيد الأعرجي يعلم جيدا أنّ الاتفاق النفطي الذي أبرمته الحكومة الاتحادية مع حكومة الإقليم , قد أعطى للإقليم ما لا يستّحقه , وقد أخذ فعلا من حصة البصرة والمحافظات الأخرى من دون أي حق أو عدالة وخلافا للدستور الذي أوجب توزيع الواردات النفطية بشكل منصف يتناسب مع التوزيع السكاني في جميع أنحاء البلاد , والتحشيش الأكبر الذي يدعو للسخرية والضحك , القول بأنّ إقليم كردستان شعر بالتهديد واصبح على يقين أن يكون جزءا من العراق , فقد يكون السيد بهاء الأعرجي لم يسمع بتصريحات مسعود مع المقاتلين البشمركة العائدين من القتال في كوباني , فهنيئا للشعب العراقي وحكومة المقبولية بهؤلاء القادة الحشّاشة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *