تقاسيم في العزف منفرد … سنطور دولة القانون … بقلم مثنى الطبقجلي

تقاسيم في العزف منفرد … سنطور دولة القانون … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

بنغمات هي اقرب منها للضجيج الاعلامي ..علا صراخ القوى السياسية والدينية المنضويه تحت كنف التحالف الوطني في العراق مؤخرا ، الى مرتبة توجيه الاتهامات لبعضها البعض ،على خلفية احداث سجني الحوت وابي غريب الاخيرة التي افرزت تداعياتها قلقا واسعا من امكانية انهيار الامن الوطني بشكل عام ..
وما رافقه من دعوات لاستدعاء قوات اجنبية للامساك بالملف الامني بعدما عجزت المؤسسة الامنية التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي ،عن وقف انحدار البلد نحو مخاضة الدم العراقي المسفوح .. في حرب طائفية يجري التمهيد لمتطلباتها داخليا واقليميا….
سكرانا كعادته ..؟؟ اطلق النائب عن القائمة العراقية حيدرالملا توصيفا لمقترح كانت تقدمت به وزارة الداخلية العراقية للمالكي لاستقدام قوات اجنبية ، بحجة حماية العراقيين من الارهاب .. قائلا عنها بانها ليست خيانة عظمى فقط يرتكبها القائد العام للقوات المسلحة وانما اعلان لفشله في ادارة الملف الامني.
ونسي او تناسى هذا الببغاء السياسي ،ما كانت اطلقته النائبة عن العراقية عتاب الدوري التي دعت رئيس الوزراء الى مطالبة امريكا بتطبيق اتفاقية الاطار الستراتيجي بينهما عبر دعوة قوات امريكية وتحميلها مسؤولية الحفاظ على الامن ..؟ اليس معيبا يا عراقية .. هذه التناقضات .. المخجلة التي تضحكون بها على الذقون وهل من خطاب سياسي واحد..؟
معارضوا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء ،نوري المالكي على ما يبدو ازدادوا عددا ، واصفين كل اجراءاته ،بانها تطلعات ومسيرة معمدة بالدم نحو الدكتاتورية ،تلخصها تلك القرارات الانفرادية والعزف المنفرد على آليات دولة القانون ونظريتها في ادارة الحكم ..
هذا الاتهام هيج الكثير من الانفعالات الوطنية من ان ينحدر العراق ثانية نحو حكم دكتاتوري مكنته ادواته التي يحكم قبضته فيها على السلطة من الهيمنة على مقاليد الحكم فرديا .. منهج مدبر باتقان يرى فيه المعارضون استهداف وتسقيط سياسي لهم وتحديدا ضد اطراف حملته للسلطة مرتين واعني بها التيار الصدري او ما بات يعرف بكتلة الاحرار ..؟؟فيما ذهبت اطراف اخرى مثل العراقية تتعكز على الفصيل الكردي بعيدا مطالبة اياه بالاستقاله ..
وضمن العقيدة السياسية للحزب الحاكم حاليا ؟ ،يعني ضمن ما تعنيه مواصلة الهجوم على الشركاء والمعارضين معا وبكل الطرق ، استهداف ممنهج حتى للشركاء لفك وحدتهم عن طريق توتير الاجواء الامنية والسياسية وتصعيدا في الانفعالات البلاغية ،من خلال التصريحات المربكة والمخلة بقواعد الالتزام بمواثيق الانتماء لهذه الكتله وغيرها ..
واكمل عليها السيد المالكي بارساله الحملات العسكرية التاديبية التي تستهدف اعادة النظام للمناطق التي اخذت تبتعد عن فلك الدولة ، للقضاء على ما تصفه بيانات القيادة بانها حواضن الفتنة والارهاب.. وهي ردود افعال تكشف فشله التام في ادارة الملف الامني والسياسي معا..
النائبة اقبال الغرابي النائب عن كتلة الاحرار ، كالت للمالكي شتى الاتهامات بانه يستهدف من وراء كل هذه الاجواء المحمومة وتوجيه والاتهامات للتيار الصدري وتلك التي يطلقها شمالا ويمينا “انما يستهدف تسقيط خصومه وشركاء العملية السياسية قاطبةوعدته دليلا على اخفاقته وعجزه ودليل فشله في ادارة البلد “هذا كلام الغرابي..؟
اما حديث المفخخات التي تجتاز كل السيطرات، والتي لا تعير التفاتا لكل المجسات واستشعارات كل اجهزة المخابرات والرصد ، فهي عادت بكل تداعياتها تطلق اليوم مجددا نداءات تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة .. وتؤكد في الوقت نفسه ان وراء الاكمة ما ورائها ..
فهذا العدد الكبير من التفجيرات الذي ضرب العاصمة بغداد بالامس يؤكد ان ورائها امكانيات دولة بكل اجهزتها الامنية..؟ وتاتي ناسخة كل الانذارات القصوى التي وضعت بها القوات المسلحة العراقية نفسها فيه ، ذرا للرماد في العيون ..؟
اجندة الظل الاجنبية هذه التي لا يرقى اليها شك والتي تمسك بالملف الامني ونقاط السيطرة في بغداد ، هي براي عامة الشعب وبعض القوى السياسية ، من تفتعل هذه التفجيرات لكي لاتتجه الانظار حول ما يدبر تحت جنح دخانها وظلامها ..وما تبثه كل ساعة من ادوات الموت الجماعي التي تفتعل تلك الخروقات الامنية الواسعة في بغداد وغيرها من المحافظات المستهدفة بنيران الطائفية وصولا الى التقسيم ..وحكم الدويلات..؟
هذه الاجندة ، هي على مايبدو ،السلطة الوحيدة القادرة على اتاحة الحركة للارهاب ان يضرب بهذه القوة والكفاءة في الانتقاء والتوقيت ، لاثارة الغبار حول ما يدبر ورائها ،وهي نفسها الذي تصرخ عاليا ،محذرة ومنذرة ومتهمة اطرافا اخرى ..نراها اي هذه الاجندة وميليشياتها تتنقل اليوم مستعرضة قواتها بين الشوارع غير خائفة او مرتجفة من عقاب ينتظرها فيما كل العقاب يسلط على المتظاهرين في المجافظات الست المنتفضة على الظلم؟؟
هذه الاجندة وحيثما تنصب احداثيات الموت مستهدفة منها المواطنين العزل او الاحاطة بالمناطق التي يجري بها اعتقال ساكنيها على الشبهات الطائفية فقط . هي من تثير النعرات هنا وهناك .. مسبة وطعنا وليا للاذرع التي تؤشر للجناة والقتلة والموجهين من الفاعلين الحقيقيين ..
الاجواء الدموية اليومية التي تعيشها العاصمة بغداد ومحافظات الوسط ، وما وقع في سجني الحوت وابي غريب من احداث جسام ،كان مُدخلا ان يطلق السيد المالكي عبرها ،اتهامات ضد خصومه وشركاء الامس من كتلة الاحرار بالتسبب بهذه الكوارث الامنية.. وتلك القوى التي لولاها ما صعد الى سدة الحكم مرتين ويامل بالثالثة، هذه الاتهامات التي اطلقها رئيس الوزراء يبدوا انها ناصبت العداء لاكثر من كتلة في التحالف الوطني الذي هو جزءا منه ،واثارت لغطا واسعا .. وشملت العراقية نوعما..
وهي براي كتلة الاحرار محاولات مقصودة لشق وحدة التحالف والمنشغل حاليا بشن الهجوم ورمي التهم على شركائه السياسيين وخصوصا التيار الصدري والمرجعيات الدينية ودليل واضح على فشل المالكي في ادارة البلد وعدم السيطرة على الملف الامني ومحاسبة المقصرين “.
ولو توقف الامر عند حدود الخصمين اللدودين لقلنا إن هذا الصراع هو نزاع قديم ،ولكن الامر تعداه بعدما ورد لنا من أخبار بغداد ،ان خلافات عميقة وقعت بين المالكي وكتلتي حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء وهادي العامري وزير النقل وامين عام فيلق بدر وامتدت حتى المجلس الاعلى. بعدما طلب الشهرستاني من رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري الذي ينظوي تحت لوائه ائتلاف دولة القانون ..
طلب الشهرستاني ان يصار الى الى راي موحد حول تغيير رئيس الوزراء بآخر من داخل التحالف نفسه بعدما هاجم المالكي الشهرستاتي والقى عليه مسؤولية فشل الدولة في تامين الكهرباء الى جنوبي ووسط العراق جراء سياساته الخاطئة ما اضاع مليارات الدولارات من اموال الخزينة المركزية . وهي سياسة باتت اليوم غاية ووسيلة لتسقيط الخصوم ويتبعها كل الشركاء ..
ففي اعنف هجوم شن على ادارة المالكي للملف الامني ، هاجم التيار الصدري على لسان النائب امير الكناني ،القيادات الامنية متهما اياها بانهم ليسوا اكثر من اصحاب بسطيات تبيع ارواح المواطنين والامن الاجتماعي كاملا للقتلة والمفجرين ،
واغلظ بالقول حينما وجه اصابع الاتهام لمكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي الآن في سوء ادارته للملف الامني “. وكان القيادي في المجلس الاعلى جلال الصغير اعلن في وقت سابق ان فيلق بدر سيعود الى احضان المجلس الاعلى خلال الايام القليلة المقبلة. في وقت اكدت مصادر في المجلس الاعلى أن الخلافات بين ائتلاف دولة القانون وبدر قد وصلت فعلا الى مراحل متقدمة لاتسمح بعد الان البقاء تحت مظلة رئيس ائتلاف دولة القانون
بدوره أنتقد النائب عن كتلة الاحرار النيابية، حسين الشريفي، التصرحات الاخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي، التي تهجم بها على التيار الصدري، وأعلن عن تأييده لاعتزال السيد مقتدى الصدر عن الحياة السياسية واصفا اياها بانها جاءت من منطلق الحقد والكره، وليس من باب العمل السياسي،
الشريفي وسم تصريحات المالكي الاخيرة واتهاماته الاخيرة للتيار الصدري بانها وراء كل الازمات في العراق جميعها، دون ان ينظر الى دولته التي تخللها الإرهاب والفساد المالي والإداري،
ودفاعا عن وحدة الصف والخندق الطائفي داخل التحالف ..عد النائب عن التحالف الوطني محمد سعدون الصيهود استهداف ائتلاف دولة القانون بانه ،يمثل استهدافا لوحدة العراق قائلا :ان محاولات شق التحالف الوطني من قبل سياسيين /لم يسمهم/ هدفها عزل ائتلاف دولة القانون عن الكتل الاخرى في اطار ما وصفه بالحرب التي تسعى استهدافه، واصفا هذا الامر بانه استهداف لوحدة العراق”.!!

وكانما الصيهود في مواسمه هذه ..؟ يستهزأ بقدرات العراقيين على افراز الغث من السمين وقراءة المستور وما هو مخفي في الادراج .. هذا الصيهود راح غير خِجلا من نفسه ،يعدد الانجازات الوهمية للمالكي مدعيا انها ” ان الانجازات التي حققتها حكومة الشراكة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي كونها هي من دفعت كتلا لا تريد النجاح للعملية السياسية الى محاربتها”،

هذه الدعوات لاستقدام قوات اجنبية، لو قيض لها النجاح او هيأت لها كل الارضيات الدموية، تبقى دعوة مشبوهة ،ستفتح الباب واسعا لتدخلات اقليمية ودولية وسيتحول العراق الى ساحة للتصفيات والحروب الاستخبارية التي سيكون العراقيون وقودها بلا شك..؟ وهذه عشر سنوات عجاف اخرى تنتظرنا..

كاتب مستقل من العراق :
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *