رد الإساءة بالإحسان دليل القوة

رد الإساءة بالإحسان دليل القوة
آخر تحديث:

 

سعد الكناني

تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في المحافل العالمية، والأوساط الدولية، باعتبارها من الدول القلائل في العالم التي كانت وما زالت تلتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية، في كل ما يتعلق بصلاتها وعلاقاتها وروابطها مع دول العالم الخارجي، وأصبحت مضرب المثل في دبلوماسيتها الخارجية نتيجة للسياسات الحكيمة الواعية التي تنتهجها مع الشعوب والحكومات ودول العالم بأسره.

 وقد استندت علاقات المملكة مع دول العالم على سياسة وأسس راسخة منذ تأسيسها، وتقوم تلك السياسة على مبادئ واضحة ترتكز على احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها وعدم السماح لأي دولة من دول العالم سواء كانت قريبة أو بعيدة بالتدخل في الشؤون الداخلية واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وحل كل ما ينشأ من منازعات بينها وبين الدول الأخرى بحلول سلمية كالمفاوضات أو التوفيق أو التحكيم، وتعزيز التعاون والتفاهم بين كل دول الأسرة الدولية لحفظ السلام والأمن الدوليين.

والدبلوماسية السعودية قد شهدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز انطلاقتها الكبرى فقد تميزت الدبلوماسية السعودية بسجل حافل من الحكمة والنزاهة والوقار، في جميع اتصالاتها بدول العالم النامي والمتقدم وفي علاقاتها الخارجية وروابطها مع العالم الخارجي شرقاً، وغرباً، وشمالاً ، وجنوباً، ولم تحاول البتة الإساءة لأي أحد من جيرانها القريبين أو لأي دولة أخرى بعيدة عنها، وإنما كانت دائماً وما زالت هي السبَّاقة إلى المبادرة في الأعمال الخيرية والعطاء بسخاء منقطع النظير ما دام أن الغاية المنشودة هي الرخاء والازدهار والاستقرار للأمم والشعوب والأوطان.

وغدت المملكة واحدة من دول العالم الأكثر تأثيراً في المنطقة. وفي قيادة خادم الحرمين الشريفين وضعت المملكة العربية السعودية نفسها في خدمة القضايا العربية وفي طليعتها قضية الشرق الأوسط وتبنت عربياً سياسة ثابتة ومبدئية فهي مع ترسيخ التضامن العربي، ومع توثيق علاقاتها بشقيقاتها العربيات، حيث دعمت دول المواجهة دعماً غير محدود لتعزيز صمودها.

رغم النوايا الطيبة للعربية السعودية في اقامة افضل العلاقات مع الدول الاسلامية وخاصة مع ايران وان تكون هذه العلاقات متوازنة ،لكن ايران استمرت في طغيانها  وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة في العراق وسوريا والبحرين ولبنان بل تمادت ايران حتى وصفت عالميا بالدولة المارقة  والدولة الراعية للارهاب ،والاحداث التاريخية  تؤكد على ان ايران لاتحترم العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية ومن بينها اتفاقية جنيف عام 1961 باحترام مقرات البعثات الدبلوماسية وعدم الاعتداء عليها، ومن يريد ان يدقق  عليه متابعة سجل الاعتداءات الايرانية على السفارات الدولية منذ 1979 الى يوم احراق مقر السفارة السعودية  من قبل الحرس الثوري الايراني  وباوامر (حكومية) بعد اعدام (نمر النمر) وكذلك الاعتداء على مقر القنصلية السعودية في “(مشهد) خلافا للاعراف والاتفاقيات الدولية  وتوظيف سياسي طائفي (مقصود) لتأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة ،وبعد اعلان الحكومة السعودية بقطع علاقاتها مع ايران احتجاجا على فعلتها غادر طاقم السفارة السعودية مع اسرهم من ايران بعد تاخير دام اكثر من 13 ساعة دون مراعاة القيم الانسانية والاسلامية او حتى الدبلوماسية .

وانطلاقا من القيم العربية والاسلامية  كانت الصورة مختلفة في العربية السعودية اذ غادر طاقم السفارة الايرانية الرياض وسط باقات الورود والسلام من قبل وزارة خارجيتها تعبيرا عن الاصالة والنوايا الطيبة واحترام العهود والمواثيق التي تعبر عن شجاعة الموقف السعودي في سياسته الخارجية .فتحية للعربية السعودية حكومة وشعبا على رد الاساءة بالاحسان.انه دليل القوة لا الضعف.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *