شعب العراق بين العناق و الفراق … بقلم احمد الدليمي

شعب العراق بين العناق و الفراق … بقلم احمد الدليمي
آخر تحديث:

الإرهاب يضرب مدن العراق عرضا و طولا و بأشكال متعددة , سيارات مفخخة و عبوات لاصقة و كواتم صوت وجرائم تحصد أرواح عشرات المواطنين يوميا تنفذها مليشيات و عصابات متنفذة و مجاميع ارهابية من القاعدة و غيرها تسرح و تمرح بحرية تامة في كل مدن المحافظات و تشهد السجون العراقية و بشكل متكرر هروب عتاة المجرمون .. ولا زال إرهاب الدولة مستمرا و خرق مبادئ حقوق الإنسان من خلال حملات الاعتقالات و الضغط على الصحفيين و التعامل في كثير من الأحيان مع المواطن على أساس طائفي أو مناطقي و انتزاع الاعترافات بالقوة من بعض المعتقلين ليحكم المئات من أبناء الشعب على جرائم لم يرتكبوها مما سبب تراجع و ضع العراق في مجال حقوق الإنسان بشكل كبير جدا و أصبحت المحاكم و الهيئات الدولية لا تعتد بأحكام القضاء العراقي و زادت مطالب و دعوات المجتمع الدولي بإيقاف حملات الإعدام التي تنفذ في هذا البلد المنهوب .. مئات السيطرات و نقاط التفتيش تقطع أوصال المدينة الواحدة و منع التجوال لا زال ساريا منذ أكثر من عشر سنوات في معظم أنحاء العراق .. مياه الأمطار تغمر مساحات واسعة من المدن العراقية بسبب هطول زخات مطر غير معهودة و خاصة العاصمة بغداد .. العراق في مقدمة الدول الأكثر فسادا و بغداد مدينة السلام هي مدينة تنعدم فيها النظافة … مئات المليارات صرفت على مشاريع لا أثر لها في الواقع .. هذا كله و غيره الكثير سبب موجات من التظاهرات و الأعتصامات التي منعت الحكومة الكثير منها و معارضة شديدة و انتقادات ضد الحكومة الفاشلة في مهامها و العاجزة عن تقديم أبسط الخدمات للمواطن العراقي الذي يعاني من الفقر و البطالة و ضنك العيش في وقت اقتربت فيه الدورة الانتخابية النيابية الثالثة و التي يتمنى المواطن العراقي منها أن يختار الشعب العراقي من يمثله و يلبي طموحاته في تحقيق الأمن و السلام و الرفاهية و أبعاد الفاسدين و القتلة و معاقبة الذين تسببوا في إيصال العراق الى ما وصل أليه .

أستبشر المواطن خيرا بتطبيق النظام الانتخابي الجديد و طريقة فرز الأصوات و اعتقدنا بأن هذا النظام سيسمح للكثير من الكيانات السياسية الصغيرة اختيار من يمثلها في قبة مجلس النواب الجديد و سيحد من سيطرة الأحزاب و الكيانات الكبيرة على قرارات هذا المجلس و أعتقد الشعب بأن نسبة كبيرة من هؤلاء السياسيين سوف يركلون بالأقدام و يحل محلهم ممن يتوسم فيهم الأمانة و النزاهة , و قد ساد جو عام من التصميم من قبل ابناء الشعب المضطهد و المتضرر من هؤلاء السياسيون على المشاركة الواسعة في الانتخابات و كثرة الدعوات الموجهة لعموم الشعب للزحف الى صناديق الانتخابات و تحقيق التغيير المنشود .
و في محاولة جديدة لتظليل الشعب و استغفاله للحفاظ على مناصبهم و استمرارهم في نهب أموال ألعراق .. فقد أقدم ألكثير من أعضاء مجلس النواب الحالي على تشكيل أحزابا جديدة ومن خلالها ليستطيعوا أن يجمعوا أصواتا كثيرة تؤهلهم للحفاظ على عضويتهم في المجلس .. فعلى سبيل المثال فأن كل حزب من هذه الأحزاب سوف يدخل الانتخابات بعشرات من المرشحين و بالتأكيد فأن هؤلاء سوف يحصلون على أصوات قد تكون قليلة أو كثيرة تضاف الى ما حصل عليه النائب من أصوات تزيد من فرصة بقائه عضوا في المجلس الجديد و بهذه الطريقة فأن الكثير منهم سوف يحتفظون بعضويته عن طريق شراء الذمم و استغفال الشعب مرشحين كانوا أو ناخبين و يبقى الوضع على ما هو عليه و حسب المثل الشعبي ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ) ..
و استنادا الى هذه الرؤيا فأن فشل شعبنا في تحقيق التغير سيؤدي الى الفراق و تقسيم العراق لا محالة .. لأن استمرار الحكومة لدورة قادمة فأنها سوف لن تلبي طلبات المتظاهرون في المحافظات , بل سيزداد الضغط عليها مما سيدفعها الى المطالبة بتشكيل الأقاليم و هذه هي الخطوة الأساسية للتقسيم .. و إن عرف الشعب هذه اللعبة و أمتنع عن منح أصواتهم لمثل هذه الكيانات فأن طريق عودتهم للمجلس سوف يغلق و يفتح المجال أمام عناصر جديدة يعتقد بأن اختيارهم جاء بمقاييس وطنية تعمل على أصلاح ما أفسده الفاسدون .
أذن الكرة الآن بيد الناخب العراقي , فأن أراد مصلحته و مصلحة وطنه و شعبه فأنه سيتجه الى العناصر التي يتوسم فيها خلاص البلاد و العباد وإنقاذهما من المحن التي عاشوها منذ عشر سنوات عجاف ولا زال يعيشها , و بهذا سيتحقق العيش الكريم لهذا الشعب و يعم الأمن و الآمان لكافة ربوع و طننا و سيستمر العناق بين كافة طوائف شعبنا قائما و ستزداد وتيرته .. و أن كان اختياره على أساس المذهب أو الطائفة و المحسوبية و المنسوبية , فأن الوضع سيبقى على ما هو عليه و ستزداد المأساة و يتحقق الفراق لا محالة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *