صرنه .. مثل بيت دحدوح , شي تغني وشي تنوح … بقلم شعلان الساعدي

صرنه .. مثل بيت دحدوح , شي تغني وشي تنوح … بقلم شعلان الساعدي
آخر تحديث:

ليس في هذه الدنيا الدنَّية مصيبة اعظم من مصيبتنا ولا حزن اكبر من حزننا ولا دم سال اكثر من دمنا والكل يشمت فينا ويسخر منا ويأكل ثرواتنا ويتامر علينا وأصبحنا اضحوكة العالم , ولا ندري نحن العراقيين اي الطرق تؤدي بنا الى النجاة وتقودنا الى بر الأمان !؟ لا نعلم متى تنجلي هذه ” الغمة ” !؟ علمها عند الله والساسة العراقيين الذين لا تضرب قلوبهم وهم يشاهدون ولا تختلج نفوسهم وهم يراقبون , والادهى والأمر أن السلطان لا يسمع والبرلمان لا ينفع والسياسي لا يشبع , ترى ما الذي جرى لنا وحاق بنا، هل هذه هي قيمنا التي كنا بها نعتز ونفتخر !؟ اليوم أوضاعنا غريبة , لا راحة فيها ولا اطمئنان , لا ثبات فيها ولا استقرار , انهارت الانسانية وانعدمت الإرادة , عقائد تغذيها الخرافات والبدع , باسم الدين نقتل وباسم الرسول نفجر وباسم الفكر نهجر , ديمقراطيتنا صار لها تفسير اخر , شاع الباطل ومات الحق , البعض يقرع للفتن ولا يثنيهم أمر ولا يعيقهم ألم أو وجع , مجاميع مسلحة تدعي بالوطنية والإسلام والمقاومة صارت ما بين الارهاب والتكفير والتطرف , انقاذ الشعب من وجهة نظر بعض المسئولين نهب وتدمير , فسًّاد تسلحوا بالمكر والحيل والخديعة صار عندهم الحرام فاكهة يتلذذون بها , اليوم اصبحنا مثل بيت دحدوح ” شي تغني وشي تنوح ” , لقد ابتلى دحدوح المتزوج من اربعة نساء بأبنائه الذين فآل أمرهم إلى قسمين : منهم الطالح , ومنهم الصالح , منهم من سلك طريق الشر كافراً بنعمة الله عليه واغوته نفسه فاصبح من الاشرار المفسدين والقتلة المجرمين الذين غالباً ما يتباهون بأفعالهم الشيطانية ويغنون لها , ومنهم من سلك طريق الخير شاكراً نعمة الله عليه , فهؤلاء ابتلوا شر البلية بجرائر أخوتهم ونواياهم الشريرة التي لا تنتهي , فدائماً ما يبكون بجزع وعويل عما يحدث .. نحن العراقيين اليوم نسير على نفس الطريق الذي سار عليه بيت دحدوح , فقدنا كل شيء نملكه وخسرنا ما كنا نباهي به ونفتخر , لا مستقبل ننتظره ولا غد افضل نتوقعه , اليوم ننوح ونبكي على بلد النهرين الذي تقطعت أوصاله وعلى بغداد التي اصبحت خاوية خربة متحرقة ليس فيها امن وأمان , نبكي على حضارتنا تراثنا ثقافتها تاريخنا مجدنا خيراتنا ثرواتنا اين هي , وما هو موقعنا من الأعراب ؟ سنين صبرنا على مر أمر من الصبر ولا جدوى من صبرنا , المواطن في كل يوم يقتل ويذبح ويهجر ويسرق ويعيش البؤس والضياع , وساسة بيت دحدوح مشغولين بالامتيازات والعقود والصفقات والاتفاقيات ونسوا العراق واهله وكأنهم أعجاز نخل قد قطعت رؤوسها الخاوية .

سلاماً يا عراق

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *