صوت المظلومين وحكم المتجبرين … بقلم اسماعيل الجنابي

صوت المظلومين وحكم المتجبرين … بقلم اسماعيل الجنابي
آخر تحديث:

فتية امنوا بربهم فزادهم هدى ورحمة ، يشبهون قرصة النقى ليس لاحد فيها من شيء ، خرجوا من مدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وبيوتهم ، ليتوحدوا في جمع مؤمن تصدح حناجرهم بكلمة ” تكبير ” افترشوا الشارع الدولي الذي يربط العراق بعواصم عربية حاملين معهم كتاب الله وسجادات الصلاة وقناني المياة ، متمسكين بايمانهم العميق والمبادى والقيم التي خرجوا من اجلها في تظاهرات واعتصامات سلمية ، مطالبين الحكومة باطلاق سراح السجينات اللاتي زج بهن في غياهب السجون التي امتلأت بالمظلومات والمظلومين الذين كانوا ضحايا المخبر السري، تزامنت مع قضية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي لتكون بداية الشرارة والنقطة التي افاضت الكاس الممتلى بالظلم والجور والاقصاء .
هذه الاعتصامات التي وصفها رئيس الحكومة بالفقاعة والنتنة ، تحولت الى منبرٍ حرٍ اختلط فيه كل شيء مما جعلها تمتد الى محافظات الجغرافية السنية الذين يشاطرون اقرانهم في الحيف والمعاناة ، ليخرج صوت الحكمة والاعتدال على لسان الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي محمولا على اكتاف الجمع الخير رغم شيخوخة عمره ومرارة المه ، في خطوة علها تجد ضالتها بين اولئك المعتصمين فتهدي المتجبرين للصواب الذين وجدوا انفسهم يتربعون على عرش افقدهم توازنهم فتهيىء لهم توحد ذي وشيخوخة الالوضع الصحي الحرج الذي الم به ، ليحمل على الاكتفاف وسط هتافات المعتصمين الذين وحدتهم كلمات سماحته التي دعا فيها الى نبذ العنف والكراهية و كل انواع التعسف والطائفية التي يعزف اوتارها السياسيون المتنفذون ، هذه الكلمات التي خرجت من قلب رجل الاعتدال والوسطية لاقت استحسان وقبول اهل العراق من مشرقه ومغربه .
كان المتنفعون يتربصون ويتصيدون بخبث في ساحات الاعتصام لتسقط اول كوكبة من الشهداء فتخضب ارض المساجد والبطولات ” الفلوجة ” برصاص الحكومة التي لم يعجبها صوت الحق ، فتزأر الاسود والضباع معا وتعتلي منصات الساحات رجال السياسة والدين ممن تلونت قلوبهم بين البيضاء والسمراء فيتبدد دماء الشهداء بين تصريحاتهم ووعيدهم الذي لم يكن سوى نعيق ، مأساة الفلوجة المروعة انتقلت الى شقيقتها الحويجة فيصبح الثمن اغلى وامر، في سيناريو مشابه في بشاعته صورة الجندي الصهيوني الذين يقتل اشقاءنا الفلسطينيين بدم بارد .
اليوم يحاول بعض السياسيين في محافظة الانبار ممن خرجوا من رحم المعتصمين ان يركبوا موجة من سبقهم كي يلجم الاصوات الحرة الشريفة التي تطالب بالعدل والانصاف واستعادة الحقوق المغتصبة التي انتهكها المستبدون،هؤلاء يتسابقون الخطى لنيل رضا الحكومة التي لم يبقَ منها سوى زبدها الذي لم يعد ينفع حتى العابثين في فلكه ، ستكون الساحات شاهدا على كل من سولت له نفسه وباع ضميره للشياطين الذين توهموا ان الناس يسيرون خلفهم فازدادوا ظلما وبطشا .
واختم مقالاتي بقول الله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى )

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *