طـغاة السـياسة .. وطـغاة المــال! بقلم د. حميد عبد الله

طـغاة السـياسة .. وطـغاة المــال! بقلم د. حميد عبد الله
آخر تحديث:

صار لدينا صنوف من الطغاة بعضهم بسبب الثراء المريب وبعضهم بسبب الصعود العجيب في لعبة السياسة

صارَ المال في العراق جزءاً من لعبة الصعود والنزول، والإزاحة والإزاحة المقابلة!
المال قوة وسطوة وسلطة أيضاً فكيف إذا اجتمع المال والسلطة بيد واحدة؟!!
في خارطة الثراء يصعب على أي باحث أن يشخص سوى عائلات معروفة توارثت الثراء من غير أن يتسلل إلى صفوفها طارئ كان يتضور جوعاً فصار بين ليلة وضحاها متخماً.. هذا في سابقات السنين!!
عائلات الثراء شكلت بمجملها الطبقة الأرستقراطية العليا التي لن تجد بينها بطناً جاعت ثم شبعت، وهي طبقة ضيقة ومحدودة وشخوصها معروفون بالأسماء والألقاب!
أثرياء العراق في جميع عهوده إما أطباء مشهورون أو رجال أعمال وتجار توارثوا النعمة أباً عن جد وأولئك لم يظفروا من ثرائهم بالمال فحسب بل فازوا بأخلاقيات الثراء وقيمه التي تحرّم الغش والتدليس والاختلاس وكل ما حرّم الله!
اليوم اختلطت التجارة بالسياسة، فصار الحفاة أثرياء، والجياع متخمين، ليس بفضل تجارة رابحة ورزق حلال، بل بفعل فساد مفضوح لا تخطئه عين المراقب والراصد لتطور المجتمعات صعوداً وهبوطاً!
من كانوا متسكعين غدوا من أصحاب البنوك، ومن كانوا من أرباب السوابق أصبحوا أصحاب الكلمة الفصل في شؤون البلاد ومصالح العباد، ومن كانوا لا يجدون سقفاً يستظلون به أمسوا من أصحاب الأبراج الشاهقة في عواصم الترف، ومن كانت جيوبهم خاوية والذين ينطبق عليهم قول الشاعر العراقي (ابجيبي عشر افلوس مطرب واغني) باتت جيوبهم تضيق بالمال فاستغنوا عنها بـ(الفيزا كارت)!
من حق الذين تكرّشوا بعد هزال، والذين تورّدت وجوههم فرط العافية بعد شحوب، والذين كانوا نكرات فإذا بهم ذوات يهرول خلفهم الأتباع وتحيط بهم الحمايات كما تحيط الأضلاع بالقلب، من حقهم أن يطغوا، بل من حقهم أن يمشوا (اختيالاً على رؤوس العباد) ومعذرة لأبي العلاء المعري!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *