عراق جديد أم عراق أسير؟!

عراق جديد أم عراق أسير؟!
آخر تحديث:

 

  منى سالم الجبوري

العراق الجديد، الاسم الذي طرحه قادة العراق الجدد ممن ساهموا فيما يسمى بالعملية السياسية التي أعقبت الاحتلال الامريکي للعراق و سقوط النظام السابق، لکن المشکلة إن الجديد الذي بشروا به کان کارثيا و مأساويا ولم يأت بأي تطور او تقدم او رقي للشعب العراقي في أي مجال من المجالات بل ظل العراق منذ بدء هذه المرحلة الجديدة من تأريخه غارقا في بحار من الدماء التي جلبت معها الفقر و المجاعة و الانقسام و التشرذم.

 

العراق الجديد، هذا الاسم المموه لبلاد تمزقها مختلف أنواع الصراعات و تنخر فيها مختلف المشاکل و الازمات العويصة، هو في الحقيقة عبارة عن إقطاعية مقسمة بين واشنطن و طهران لکن مع ملاحظة إن حصة الاسد للأخيرة، وانه ومنذ أن تمت هذه الصفقة النکراء المشبوهة فإن الشعب العراقي يعاني الامرين من مختلف الاوضاع خصوصا وان النفوذ القوي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي صار يفرض ظلاله الداکنة على کل صوب و حدب من العراق، قد کان موفقا أيما توفيق في جعل العراق ساحة للفساد و تصفية الحسابات و الصراعات بمختلف أنواعها و حديقة خلفية له، ولذلك فقد کان عاديا أن يفقر و يجوع الشعب العراقي في ظل هکذا أوضاع تمنع من حصول أي تقدم او تطور في أي مجال.

 

رئيس الوزراء السابق، نوري المالکي و الذي حکم لولايتين متتاليتين، کان ينصب جل جهده في کيفية العمل من أجل توسيع النفوذ الايراني و جعله مهيمنا على کل المرافق الحيوية للعراق کما إنه جعل المشکلة الامنية و التهديد الاکبر لإستقرار العراق متمثلا في المعارضين الايرانيين من سکان أشرف و ليبرتي في وقت فسح فيه المجال على أفضل مايکون أمام أعداء العراق و الجواسيس و أجهزة الاستخبارات الدولية المختلفة کي تعمل بکل راحة، وقد کان أکبر إنجاز و مکسب قد حققه المالکي خلال ولايتيه هو إنه قد تمت الاشادة به من جانب وسائل الاعلام الايرانية و بعض من قادة الحرس الثوري بإن العراق قد نجح في إستنساخ تجربة الحرس الثوري و قوات التعبئة(سيئتي الصيت)!

 

العراق الذي صارت سياسته و إقتصاده و فکره و معظم النشاطات الحيوية الاخرى أسيرة بيد نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية و يتم الاستفادة منه و توظيفه بالطريقة و الاسلوب الذي يخدم مصالح طهران، من العبث إنتظار حدوث أي تطور او تقدم في ظل هکذا وضعية مزرية هي أقرب منه للإحتلال بأبشع أنواعه، وان تسمية”العراق الجديد” و الذي هو تسمية شبيهة لشعارات طهران الکاذبة، لم تکن سوى مجرد سراب بقيعة أوهموا فيه الشعب العراقي بنبع رقراق لاوجود له في الواقع!

 [email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *