فنطازيا انتخابية ! … بقلم طه جزاع

فنطازيا انتخابية ! … بقلم طه جزاع
آخر تحديث:

بحسب إحصائية شخصية أولية تقريبية أعدها الزميل الإعلامي والأكاديمي الدكتور علاء نجاح وأطلق عليها تسمية (نتائج خارج التغطية) فأن حوالي 2460 مرشحا في الانتخابات النيابية 2014 لم يحصلوا إلا على أقل من 100 صوت من أصوات الناخبين الذين يعدون بالملايين في مراكز بغداد الانتخابية أو المراكز المنتشرة في المحافظات،وان ما يقرب من 525 مرشحا قد حصلوا على أقل من 10 أصوات لكل منهم،ومن هؤلاء مرشحون فنطازيون عجائبيون غرائبيون يقدرون بحوالي 39 مرشحا لم يحصلوا حتى على صوت واحد بما في ذلك أصواتهم،وبقيت علاماتهم صفر مصفر بامتياز!
ولعل هناك بعض الأسباب الموضوعية التي قد تكون وراء حصول عدد من هؤلاء المرشحين على هذه النتيجة الغريبة،مثل الوفاة قبيل إجراء الانتخابات،أو السفر أو المرض أو التردد والنكوص النفسي،غير إن من توجه إلى صناديق الاقتراع وشارك في التصويت يوم الانتخابات،وغمس إصبعه في قنينة الحبر البنفسجي ولم يحصد سوى الصفر،فلابد من عرضه على طبيب نفساني لمعرفة حالته النفسية أو تحويله إلى مصحة للأمراض العقلية!
وللزميل الصحفي والمصمم ستار سعدون الشمري (أبو فرات) المعروف بأريحيته وتعليقاته الساخرة،تفسير خاص لإحصائية علاء نجاح،فهو يرى إن المرشح الحائز على صفر (ما راح للانتخابات) أما الذي حاز صوتا واحدا فانه بالتأكيد قد انتخب نفسه وكان في يوم الانتخابات (متعارك) مع زوجته فلم تنتخبه،والذي وعد زوجته بهدية حصل على صوتين،والذي حصل على ثلاثة فهي صوته وصوت زوجته وصوت أخيه بعد أن أغراه بتعيينه مديرا لمكتبه في حالة فوزه،أما الذين حصلوا على أربعة فهي أصوات المرشح وزوجته وأمه وشقيقته،والخمسة هي أصوات المرشح وزوجته وأمه وعمته بضغط من ابنتها،وصوت له أيضا صديق كان قد كفله بكفالة الحصول على سلفة الخمسة ملايين دينار!
ويستمر الشمري في جنجلوتيته التفسيرية بالقول : إن المرشح الذي حصل على ستة أصوات،فأن ذلك يعني إنها أصوات زوجته وابنه وابنته وزوجته الثانية التي تزوجها سرا وأمها فضلا عن صوته،أما الذين حصلوا على سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة أصوات فهم الأشخاص الذين وعد بتعيينهم بوظائف مدير المكتب والحماية والسائق،وهم أنفسهم الذين علقوا صوره في الشوارع وتركوها بعد خسارته نهبا للدوارة (أهل العتيك) للاستفادة من قماشها وحديد مساندها وأخشاب إطاراتها!
الأمر الذي تثيره إحصائية علاء وتفسيرية ستار هو ضرورة أن تحدد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مواصفات شخصية واجتماعية وثقافية مناسبة للمرشحين في الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات،وان تضع ضوابط صارمة للترشيح من ضمنها تغريم المرشح الذي لا يحصل على رقم محدد من الأصوات بغرامة مالية كبيرة تتناسب مع ما سببه من هدر وإرباك وإشغال،وتلويثه للبيئتين البصرية والسمعية بصوره وتصريحاته ودعايته الانتخابية.
لو إنها فعلت ذلك لما تجاوز عدد المرشحين التسعة آلاف مرشح وهي نسبة غير معقولة للعدد المطلوب من النواب،ولما وجدنا متابعين بطرين مثل علاء وستار (يبحوشان) في الأرقام ويحولان جانبا من نتائج الانتخابات إلى دراما فنطازية!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *