لا تكونوا مع ايران ضد العبادي!!

لا تكونوا مع ايران ضد العبادي!!
آخر تحديث:

 

 

  شاكر الجبوري

تدفع خطوات الالتزام بتنفيذ الوعود التي يسير عليها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى التفاؤل بانتهاء سياسة ” الوجوه المقطبة” و ما أفرزته من تهديد للسلم الاجتماعي في العراق، ما يتطلب منح الرجل استراحة محارب ” اجبارية” في استكمال تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن دكتاتورية الحزب و الطائفة و العشيرة.

 

ويبدو أن بعض الشركاء يرفضون فكرة الانتقال السلمي للسلطة و تفعيل الشراكة الوطنية لذلك يضعون العصي في دواليب أي تحرك للانفتاح و طي صفحة الماضي، مستفيدين من مزاجيات معكرة و ضغوط اقليمية غير قابلة للرفض، رغم أن مصلحة العراق تقتضي تنازلات كبيرة لأن المعركة المقبلة لن تكون نزهة لأي طرف، مثلما حان وقت التخلي عن مفهوم تحويل العراق الى أرض حرام لتصفية الحسابات الاقليمية و الدولية.

 

ليس مهما رضى ايران أو الكويت و تركيا عن العبادي و حكومته فالعكس هو الصحيح تماما، حيث يتطلع العراقيون الى سيادة في القرار الوطني بخروج أبدي من فلك التزامات المعارضة، فالفرق كبير بين الحنث باليمين و بناء تحالفات سرية لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية، مثلما لا يليق بالعراق أن يكون رهينة بيد هذه الجهة أو تلك بزعم غياب القيادة الحكيمة و المسؤولة.

 

ونحن نعترف بنكبة انعدام الرمزية في العراق لأن فلسفة الاحتلال استندت الى ذلك عبر زعامات مفتعلة أو ” مشحونة زمنيا و طائفيا”، لكن ذلك لا يبرر القبول بسياسة الزحف على البطون، ويبدو ان هذا الأمل يقترب من النهوض كالفينيق، فهناك ثلاثية حكم جديدة و وجوه قابلة للتعايش والحياة المشتركة، ما يضع على عاتق العقلاء مسؤولية توسيع قنوات الحوار للفوز برضا العراق و أهله، وهي مهمة وطنية كبيرة على عاتق الرئيس معصوم و نائبيه النجيفي و علاوي ومعهم الجبوري العبادي و المطلك، مع استثناء المالكي من المهمة لأنه سبب المشكلة ولن يكون مؤهلا للمشاركة في الحل، بينما ننتظر دعما كبيرا من الصدر و الحكيم وعقلاء النصيحة.

 

وعندما نتحدث عن الحلول فاننا لا نستهدف فريقا دون غيره، فالذي لا يقرأ المتغيرات الدولية و مخاطرها على العراق ليس مؤهلا للدور المؤثر، ولأن قادة المواجهة قبل حكومة العبادي لم يقدموا دليلا واضحا عن نضوج المواقف و السعي الى الحلول، فانه من الأفضل استبعادهم الى حين، لأن العراق مقبل على ظرف صعب جدا يحتاج الى فريق متوافق على أسبقية واحدة في المحافظة على سيادة الوطن و دم أبنائه ،

 

بعد ان لعبت المناكفات دورا تخريبيا قاسيا، لم يدفع العراقيون فاتورته النهائية بعد ، فقد تحولت أرضه الى ساحة مفتوحة للحرب العالمية على الارهاب، بينما كان تفاديها اقل كلفة لو صلحت نوايا الحكم بلا تشويش مذهبي و اقصاء سياسي و مزاجيات شخصية تصلح لأربعينيات القرن الماضي!!

 

ان المراهنة على ” نخوة أوباما” مضيعة للوقت ، مثلما ان انتظار الفرج عبر طائرات مجهولة الهوية و الأهداف يعد انتهاكا مؤلما للمتبقي من السيادة، لذلك لا خيار أمام قادة العمل السياسي في العراق الا في الانتصار للوطن وأهله، واعتبار ما غير ذلك من الكبائر الدنيوية، لأن الضحية هم ملايين العراقيين، الذين تربوا على قيم الاسلام المتسامحة و يرفضون الفرقة و الغلو من حيث أتى أصحابها!!

 

*[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *