لهذه الأسباب .. إحتفلت الموصل بالمسلحين بقلم / محمد يونس العبيدي

لهذه الأسباب .. إحتفلت الموصل بالمسلحين    بقلم / محمد يونس العبيدي
آخر تحديث:

شبكة أخبار العراق :الى كل عراقي غيور وشهم استنكر احتفاء الموصل بالمسلحين  تأمل الوقائع التالية .. ثم انظر : ماالذي جعل الموصل تحتفي بالمسلحين ؟

الصفحة الأولى ( ابو الوليد ) :
ماكادت اعمال المقاومة العراقي ضد الاحتلال الاميركي تندلع في نينوى في صيف 2003 حتى فوجيء المواطنون بقدوم ( لواء الذيب ) من بغداد بزعامة المدعو ( ابو الوليد ) لتدعيم موقف قوات الاحتلال التي هزتها الضربات المتلاحقة من ابناء نينوى . وفوجيء أهالي نينوى بوقائع أشبه بالاساطير روتها لهم البقايا الآدمية الخارجة من معتقلات ابو الوليد حول تعذيب بطرق واساليب لم تخطر على بال اي منهم , وانتشرت كما النار في الهشيم اخبار التعذيب بالتعليق في المراوح السقفية لساعات وايام ! وخلع الاكتاف , والصعق الكهربائي للأعضاء التناسلية , وقلع الأظافر , واستخدام المزارف الكهربائية , ومطارق الحجارة , اما ضباط الجيش العراقي السابق فلم يخرج اي منهم حيا بعد ان اخترقت احشاءهم ( القامات ) , ولمن يطلب الأدلة اقول :
1 – تسلم المحامي علي الربيعي جثة شقيقه الطيار السابق وقد توفي اثر تعذيب عناصر استخبارات لواء الذيب له على مدى اسبوعين واختتموا تعذيبه بإقحام ( شفت السيارة ) بالكامل في دبره .. وقد بقي المغدور يصارع الموت يومين وينزف لحين وفاته .
2 – دخل قاضي محكمة تحقيق الموصل محمد حمادي الهندي في مشاجرة مع احد ضباط اللواء والذي اصطحب معه الى غرفة القاضي متهما بالارهاب محمولا ببطانية وقد كسرت اطرافه واضلاعه وهو في شبه غيبوبة , اذ رفض القاضي تصديق اقوال المتهم الذي بدت عليه اثار التعذيب , فبادره الضابط بالقول ممسكا بتلابيب قاضي التحقيق : رح تصدّق اعترافه غصبا عنك .
3 – بعد خروج لواء الذيب من الموصل سلمت عهدته من الاوراق التحقيقية الى ضابط المكافحة النقيب شرطة جبّار حسن الكردي مرفقة مع ( 2000 ) موقوف ليفاجأ الضابط بان كافة المعتقلين قد انتزعت اعترافاتهم تحت التعذيب ! وقد اقسم لي النقيب جبار حسن – انذاك – بان متهما واحدا من بين كل 50 معتقل هو مجرم فقط والبقية ابرياء !! وبعد جهد مضني افرجت محكمة التحقيق عن (1965) متهما منهم لانعدام الأدلة.

 
الصفحة الثانية ( ناصر الغنام ) :
بدأ ناصر الغنام منصبه ( آمر الفرقة الثانية ) بتقسيم مدينة الموصل الى قطاعات مناطقية معزولة تماما عن بعضها ويكون الدخول والخروج اليها عبر منفذ واحد , فضيّق على المواطنين في تنقلهم بحيث غدا التنقل عبئا كارثيا , ولكي تكون الصورة واضحة اقول :
1 – كان التنقل لقطع مسافة 5 كم بالسيارة يستغرق وقتا يتراوح بين ( 2 – 5 ) ساعات من الانتظار الممل والمضني .
2 – في سلوك ممنهج ومدروس نهج جنود السيطرات والمداخل والمخارج اسلوب الاذلال العلني المتعمد للمواطنين , اذ كانوا لايترددون في اهانة اي من المواطنين ونعته بأبشع الصفات وسبه وشتمه ولاسيما اذا كان شخصا محترما مرموقا او من حملة الشهادات والاختصاص !
3 – اعتمد ناصر الغنام نمط العقوبات الجماعية مع الموطنين , اذ غدا مجرد الاعتداء على اي من سيطراته يترتب عليه غلق المنطقة السكنية بالكامل وابقاء المواطنين الى ساعة متأخرة من الليل قيد الانتظار في الشارع ! فلا احد يعبر مهما تكن صفته ومهما يكن ظرفه, وما اكثر الحالات التي مات فيها مرضى مخطرون على اعتاب ( بوابات رفح ) وانجبت فيها الحوامل في السيارات ! وما اكثر ايام رمضان التي افطر فيها الصائمون بشربة ماء حار على مرأى من جندي السيطرة المضطجع على كرسيه رافعا رجليه في وجه الناس المنتظرين !
4 – اعتمد ناصر الغنام منهج الاذلال واهانة المواطن متكاتفا في ذلك مع كافة ضباطه , اذ كان رد فعلهم على مقتل اي من جنوده الاعتقال العشوائي للمواطنين المتواجدين في موقع الحدث وتكديسهم في الشارع والقاء محاضرة عليهم تبدأ دوما بالعبارات التي غدت تقليدية : (ياساقطين ياجبناء .. احنا نعرف انتو ارهابية .. وانتو مو شرفاء , وراح نسوي بيكم كذا وكذا وبنسوانكم كذا وكذ ياغيره سزيّه تفو عليكم … الخ ) ثم يساق الجمع كما القطيع مشيا في طرقات الموصل عبر احد الجسور وفق مزاج الضابط الشجاع !
5 – جعل ناصر الغنام من نقل اي من مواطني الموصل مقر سكناه مسألة في غاية الصعوبة , اذ يستلزم الامر ترويج معاملة تبدأ بختم مختار المنطقة السابقة , وختم مختار المنطقة الجديدة , ثم ختم القائمقامية , ثم ختم مركز الشرطة , ثم موافقة قيادة العمليات , ثم موافقة مقر الفوج في المنطقة السكنية , ثم يتوّج كل ذلك بمباركة جندي السيطرة ! وياويله وياسواد ليله من يحاول نقل اثاث بيته بمعاملة لم تستكمل اختامها .. اذ تبقى السيارة الحمل محجوزة بانتظار رحمة الله !
6 – اعتمد ناصر الغنام وضباطه اسلوب التعذيب مع المعتقلين , اذ كانت جثث المعتقلين تلقى امام بوابة الطب العدلي ولا حساب , وقد اشتهر ناصر الغنام باسلوب ( عمارة التوابيت ) في تعذيب المتهمين اذ تعصب اعين المتهمين ويوضعون في توابيت تسمر عليهم وترص واحدا فوق الاخر منذ المساء والى صباح اليوم التالي , ومن يتوفى منهم تلقى جثته في العراء .
7 – كان الابتزاز هو السمة المشتركة بين كافة ضباط الفرقة الثانية , فالافصاح عن مصير الموقوف بثمن , والافصاح عن مكان احتجاز الموقوف بثمن , وعرض اوراق المتهم على المحكمة بثمن , وتنفيذ امر الافراج بثمن , ومن يمتنع عن السداد … يدفع الثمن ! وغالبا ماكانوا يستهدفون فئة التجار والاثرياء القادرين على دفع مبالغ لاتقل عن 10 دفاتر .

 
الصفحة الثالثة ( مهدي الغراوي ) :
بدأ عهد مهدي الغراوي قائدا للفرقة الثالثة شرطة اتحادية , وقد انعكس تدني مستوى اخلاقياته الشخصية على جنوده ومرؤوسيه اذ اتسموا – قاطبة – بالانحلال الخلقي وادمانهم المخدرات والمسكرات وتعمدهم اهانة المواطنين وايذائهم والاعتداء عليهم . حتى وصل الامر بهم الى الاعتداء بالضرب على القاضي احمد الحريثي قاضي محكمة تحقيق النزاهة – نينوى والقاضي حجاب احمد السبعاوي رئيس محكمة جنايات نينوى بالضرب المبرح واصابة عنصر حمايته بطلق ناري بحضور ومشاركة مهدي الغراوي !
وليس ينسى ابناء نينوى الاعتقالات العشوائية لابنائهم , وبقاء المعتقلين في الزنزانات لأشهر وسنوات دون مذكرة امر قبض ودون عرضهم على قاضي التحقيق .

 
وليس ينسى تجار نينوى الابتزاز الذي عانوه من الغراوي .. حين اضطروا لدفع عشرات ( الدفاتر ) من الدولارات لمعرفة مصير ابنائهم المعتقلين , وحين اضطروا لدفع دفاتر اخرى لاستنقاذ ابنائهم من المعتقلات

 
وليس ينسى اهالي الموصل الاشهر التي مرت ومدينتهم بدون ساحات وقوف .. اذ اشترط عليهم الغراوي دفع ( اتاوات ) اليه كشرط لاعادة افنتاحها

 
وليس ينسى مواطنو نينوى في العديد من قراها كيف كان الغراوي يقوم ب ( إعدام ) ميداني لابنائهم على مرأى ومسمع الكافة دون خشية ولا محاسبة

 
وليس ينسى قضاة التحقيق في نينوى تهديدات الغراوي لهم واتهامه لهم بدعم الارهاب كلما اتخذوا قرارا بالافراج عن المعتقلين الابرياء

 
وليس ينسى محامو نينوى تهديدات الغراوي لهم كلما توكلوا عن المعتقلين الابرياء
وليس ينسى مواطنو نينوى العقوبات الجماعية التي كان يوقعها عليهم الغراوي كلما تعرضت سيطرات الجيش الى اعتداء .. كانت الطرقات تغلق دونما سابق انذار ولأجل غير معلوم .
وليسو ينسون ازمات المشتقات النفطية المتعاقبة بسبب منع سيطراته للصهاريج من دخول المدينة .. وكيف كانت الأزمة تحل بدفع ( الدفاتر ) الى الغراوي .
——————
لأجل ذلك كله .. رحبت نينوى بالمسلحين الذين ثأروا لأبنائها عن ذل وامتهان سنوات وسنوات
الذين مرغوا هامة جند المالكي بالتراب الذين اعادوا لأبناء نينوى مانسوه على مدى سنوات :
انسانيتهم

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *