معارضة الأمس و تسلط اليوم!! بقلم /شاكر الجبوري

معارضة الأمس و تسلط اليوم!!    بقلم /شاكر الجبوري
آخر تحديث:

شبكة أخبار العراق :غريب أن يضيق صدر المسؤولين في العراق بأي نشاط عربي لا يناسب أهواءهم مهما كانت درجة حرصه على وحدة و سيادة العراق وشعبه، بينما تصول ايران وتجول على مرأى و مسمع الجميع وكأنها تمتلك تفويضا بعزل العراق عن محيطه العربي بكل الوسائل ، وفي المقدمة من ذلك تأييد مفتوح من قوى فاعلة على أرض العراق بالوقت الحاضر.

واثار مسؤولو دولة العراق ” الديمقراطية حد النخاع ” الكثير من الجدل وحول مؤتمر للقوى العراقية استضافته عمان مؤخرا، وكأن العاصمة الاردنية  لم تحتضن مؤتمرات مشابهة وأكثر حدة في خطابها قبل 2003 انطلاقا من مشروعها العروبي و التصاقها بنبض الشارع العراقي بعيدا عن صفقات النفط و الغاز وتهديدات الاقتصاد، “فالاردن ليس معنيا بالمساومات ولن يكون ممرا لعبور مؤامرات الفتن و التناحر،  لكنه قيادته تعودت بالمقابل كلمة الحق حيثما يجب أن تقال”، حسبما بما يقول اردنيون يهتمون بالشأن العراقي من مختلف الاتجاهات الفكرية.

غريب ايضا ان ينسى السياسيون في العراق أيام المعارضة يوم طرقوا كل الأبواب و دخلوا مختلف الدهاليز للحصول على قبول هنا و دعم هناك في مهمة ما كان لها أن تكتمل لولا مدرعات و قاذفات الأحتلال الأمريكي، لذلك لا يجوز تحويل المهمة الى سياط على رقاب المعارضين لها في سدة الحكم الجديد، لأنها تكشف عن الوجه الأخر الذي ظل مستترا خلف شعارات لا علاقة لها بالمشروع الوطني العراقي، حيث تحولت السلطة الى آلة للقتل و الدمار و تغييب الرأي الأخر، الذي كانوا يتباكون عليه في الست زينب وهالرودز و الشانزلزيه و الجادة الخامسة ، منذ أمسكت واشنطن بالعصا من الوسط فانحنت لها لندن في غفلة من الزمن ليقع المحظور!!

 

 وغريب مرة أخرى أن تستنسخ تجربة الحكم في العراق كل أشكال الديكتاتورية ولم تفكر بملامسة حتى قشور ديمقراطية الضواحي التي “عمروها أكثر مما عًمروها” ، من واشنطن الى لندن الى براغ مرورا ببعمان ودمشق وانتهاءا بمكمن الأسرار طهران، التي تنفث سمومها شرقا و غربا و تتعكز على قمع يفوق المعقول تحت عباءة دين لا يناسب طريقة تفكير صناع قرارها السياسيين والأمنيين!!رغم أننا لا نحمل طرفا مسؤولية قتل هيبة العراق باستثناء المتصارعين على جاه زائل ثمنه جماجم المواطنين الأبرياء من شمال الوطن حتى جنوبه و من شرقه الى غربه.

ونحن هنا لا ندافع عن أي توجه سياسي في مؤتمر عمان لمعارضي العملية السياسية، لكننا نقول ان حرية الرأي مكفولة بالدستور وان ساحات اللقاءات مثلما هي مسموحة لايران فمن الأجدر ان تكون مرخصة عربيا، حيث الجميع يهتم بالمحافظة على وحدة العراق بينما تنشغل ايران بتقسيم العراق واثارة النعرات بين أبنائه و محاولة نهب المتبقي من سيادته ، لذلك ظلت علاقاتها بالعراق و المنطقة متقوقعة عند عقد تاريخية،وغلو قومي لامبرر له و عنجهية حكمة مشكوك في عفتها، وليبقى العراق متوترا طالما ظلت ايران صاحبة الرأي الأول فيه، و مع ذلك يصفون تدخلها بالمشورة و نصيحة العرب تدخلا سافرا، فأين العقلانية في عقول سياسيين ينظرون الى حركة الكون بالمقلوب لذلك يعانون من صداع نصفي مزمن!!

عندما تتصرف ايران طائفيا في العراق لانحس حتى همسا من مسؤولي الخط الأول،  وعندما يشرف على تشكيل الحكومة العراقية و توزيع المناصب السيادية رجال مخابرات من امثال قاسم سليماني و أخوانه ، فان صناع ” نصف الحقيقة” يلتزمون الصمت و يوجهون تردداتهم الاعلامية بعيدا عنها، لكن عندما يلتفت العرب الى العراق  تقوم الدنيا و كأن العراق أصبح ولاية ايرانية المرور اليها بحاجة الى موافقات فارسية المضامين، فيما الصحيح أن ملامح العراق العروبية هي غصن زيتون الأستقرار فيها بين ” تقطيب الوجوه فارسيا” نذر شؤوم يعاني منها آهل البصرة كثيرا هذه الأيام!!فلا تستفزوا أخوتكم العربية بأصابع ايرانية!!

 

 شاكر الجبوري

رئيس تحرير ” الفرات اليوم”

[email protected]

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *