مع الاسف الشديد

مع الاسف الشديد
آخر تحديث:

حمزة مصطفى

حاول كريتو صديق سقراط تهريبه من سجن ” الحوت” الاثيني للخلاص من عقوبة الاعدام. كان رد سقراط بسيطا للغاية لكنه عميق “ماذا نقول للناس الذين ندعي تعليمهم القانون ونحن نخرقه”. لكن هل كنا بحاجة الى ان يعيش سقراط “كم” سنة اضافية؟ ربما نعم. لكنه مات مع الاسف الشديد رغما عنا وعن كريتو. نزعم الإيمان بحرية التعبير والديمقراطية لكننا عندما نختلف مع احد لانطبق معه قاعدة فولتير ” قد اختلف معك ولكني مستعد للموت دفاعا عن حقك في التعبير عن رايك”. بل قاعدة نيرون وهي الحرق مع الاسف الشديد. العراق يودع خليجي 22. هل حكيم شاكر هو المسؤول ؟ لا .. بل غياب الرؤية والخطة والهدف والاستراتيجية في كل شئ من زراعة الكراث الى استيراد طائرات الايرباص مع الاسف الشديد. تعالوا معي لهذا الخبر في احدى صحفنا المحلية ومفاده ان تحرشا بفتاة تحول الى نزاع مسلح بين عشيرتين في احد احياء العاصمة بغداد. نعم في بغداد والسبب ان العاصمة التي هي ليست “زرق ورق” مثل دبي ونيويورك تريفت بطريقة زرق ورقية مع الاسف الشديد. مازلنا مع الخبر الذي يقول ان مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة استخدمت في هذا النزاع. قد يسال مواطن “على نياته” .. اين قوات الجيش والشرطة؟ الخبر نفسه يجيب وقفت عاجزة عن حسم الخلاف مع الاسف الشديد. المفرح في الخبر ان العشيرتين من مذهب واحد. فالنزاع ليس طائفيا اذا . الحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه. فحتى في الماسي صرنا نبحث عن بارقة امل تشجعنا على المضي في امكانية ترسيخ المصالحة الوطنية والسلم الاهلي. مع الاسف الشديد. الامم المتحدة تقول في احدث احصائية لها ان عدد “الشهداء السعداء” في العراق منذ اوائل العام الحالي بلغ حوالي عشرة الاف, فيما بلغت اعداد الجرحى نصف السعداء اكثر من عشرين الف نتيجة عمليات التفجير والتفخيخ والاغتيالات. المهمة الوحيدة لاجهزتنا الامنية لاتزيد عن تطويق مكان الحادث ومنع الناس من الاقتراب منه ونقل الجثث الى الطب العدلي والجرحى الى اقرب مستشفى لتلقي العلاج وابو ميلادينوف الله يرحمه. مع الاسف الشديد. موازنة عام 2014 تبخرت بسبب الفساد المالي والاداري. مع الاسف الشديد. وابشركم ان موازنة عام 2015 متبخرة مقدما بسبب انخفاض اسعار النفط والفساد ايضا مع الاسف الشديد. الطبقة السياسية تقول عن نفسها انها تعمل بانسجام تام الان. خبر جيد لكن لا احد منا يعرف لماذا لم تكن تعمل بانسجام تام خلال السنوات الماضية.

فمن يتفحص وجوه القادة والزعماء المنسجمين الان يجد أن لا أحد منهم هبط علينا الان بالـ “برشوت” من كوكب زحل. بل هم انفسهم من عشر سنوات وسيبقون الى عشر اخرى في اقل تقدير باستثناء حساب المقادير فهذه عند رب العرش العظيم مع الاسف الشديد. كان بودي ان اهمس في اذن الصديق الدكتور هاشم حسن مستفسرا فيما اذا كان معيار الشرف والتاريخ السياسي هي ان يسافر احدنا مع احد الرئاسات الثلاث طبقا لاختيارات “إعلام الرؤساء” ام لا يسافر؟ لكن الحيز المسموح لي في الصفحة الاخيرة انتهى. بل زحفت على اخبار وصور اليسا وانجلينا جولي التي هي اهم واحلى من “جهرتي وجهرة” ابو غادة. مع الاسف الشديد.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *