هل كان إعتزال الصدر بسبب ثوب نائلة؟! … بقلم حيدر فوزي الشكرجي

هل كان إعتزال الصدر بسبب ثوب نائلة؟! … بقلم حيدر فوزي الشكرجي
آخر تحديث:

أشتهر معاوية بالدهاء والقدرة على خداع الناس، وكان عندما يرى في قومه استكانة أو تردد لحرب أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، يأمر الحرس برفع ثوب قديم ممزق عليه آثار دماء يدعي انه لعثمان بن عفان، وان زوجته نائلة هي التي أرسلته أليه مطالبتا إياه بالاقتصاص من قاتليه، وطبعا لا علاقة للإمام علي (عليه السلام) بمقتل عثمان عكس ما تذكره المصادر عن دور معاوية نفسه بقتل عثمان بن عفان، ولكنه كان يستخدم هذه الخدعة لكسب عطف الجهلة وتحشيد الناس إضافة إلى استخدامه المال والترهيب.
يبدو إن هذه الخدعة انتقلت من بلاد الشام إلى العراق وأبدل الثوب بأثواب عديدة ترفع قبيل أي انتخابات، فنرى الترغيب بوعود كاذبة وشراء الذمم واختلاق الأزمات، أو حل جزئي لمشكلة موجودة أصلا من أربع سنوات في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، وطبعا أن الهدف ليس حل المشكلة نفسها بل كسب عطف الجمهور وتحشيده للانتخابات القادمة، لهذا فمشاكلنا في العراق باقية بلا حل فما زلنا نعاني من مشاكل الإرهاب والفساد والنقص الحاد بالخدمات، رغم الميزانيات الهائلة التي تصرف كل عام.
والكل كان يأمل بتغير الوضع بالانتخابات القادمة، وفعلا فالمواطن العراقي ضج من الوعود الكاذبة بالتغير و أزكمت انفه الرائحة النتنة لعمليات الفساد، وفجأة رفع ثوب نائلة من جديد وكانت الحجة هذه المرة “القضاء على الإرهاب “، وغيب العقل وأصبح كل من يتكلم بالمنطق إرهابي منتفع، فسيتم القضاء على الإرهاب بعملية عسكرية وبدون تجفيف موارده وبدون أي إصلاح للمؤسسة العسكرية، وطبعا الموضوع مستحيل ولم يكن القصد أصلا الإرهاب بل تحشيد دعم الناس للانتخابات القادمة، وبعد التخبط في العملية وبروز بسالة الضباط الدمج الذي كانت تستهزء بهم السلطة وازدياد عدد الشهداء، فوجئنا بانسحاب الفرقة الذهبية وفرقة سوات وقبول الحكومة لاتفاقية الذل والعفو عن الإرهابيين ومنحهم أموال وسلاح، مكافئة لهم لقتلهم جنودنا والتمثيل بهم!!!
ومع ذلك فقد نجحت الخدعة وكسبت عطف الناس، فللأسف أكثر الناس يخدعون بالكلام المعسول ولا يبالون بالأفعال، إلا إن الله أبى ألا أن يضع الحجة على أهل العراقي، وكان خطأ الأغبياء وهي الموافقة على فقرة الامتيازات، وظهرت الحقيقة بموافقة اغلب النواب على سرقة حقوق الشعب، وكان التصرف المشرف لكتلة المواطن بداية بكشف تصويت نوابها وفصل من صوت على فقرة الامتيازات، ومن ثم تيار الفقراء الذي فوجئ زعيمه السيد مقتدى الصدر بتصويت الكثير من نوابه على نفس الفقرة، فما كان منه ألا التخلي عن العمل السياسي، ومطالبة أنصاره باحترام موقف المرجعية وعدم انتخاب المفسدين.
ومن ناحية أخرى فمن اشتهروا بالخطب الرنانة والوعود الكاذبة تم كشفهم للمواطنين، فلم يحركوا ساكنا محاولين الاستمرار بخداعهم بإصدار قوائم مزيفة بالأسماء وعدم كشفهم لأسماء نوابهم، ومحاولة التسويف والالتفاف حول قرارات المرجعية حتى لا تأخذ صداها في الشارع، فهل يا ترى سينجحون بخداع الشعب العراقي للمرة الألف؟؟؟

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *