هل للعراقيين دور فيما يحدث في بلادهم …….. بقلم /الدكتور علي حسين الياسري

هل للعراقيين دور فيما يحدث في بلادهم …….. بقلم /الدكتور علي حسين الياسري
آخر تحديث:
شبكة أخبار العراق  
هل للعراقيين دور فيما يحدث في بلادهم؟ سؤال صعب جداً و إجابته أصعب!  شخصيا” لا أعتقد إن للعراقيين دور فيما يحدث في بلادهم و أن الحاصل هو صراع بين فصائل متصارعة من فصائل  السياسي.  هذا التصارع يأخذ أسماء مختلفة، مثل داعش و القاعدة و قوات بدر و حزب الدعوة و حزب الفضيلة و المجلس الإسلامي الأعلى و جيش السنة و الحزب الإسلامي و الصدريين و كل الشرائح الأخرى التي تلبس لباس الإسلام لتحقيق مكاسب دنيوية على حساب العراق و العراقيين و الإسلام و المسلمين
لا علاقة للعراقيين بالمتصارعين فهم يحملون جنسيات مختلفة و يتم تمويلهم بأموال من مصادر محتلفة و تخطط لهم عقول بمرجعيات مختلفة بعيدة كل البعد عن العراقيين
لماذا لا تتدخل أمريكا إذن و هي التي أوصلت الإسلام السياسي إلى قمة هرم السلطة في العراق؟ ببساطة لأن أمريكا خططت كل هذا منذ سبعينات القرن المنصرم حين بدأ عباقرة السياسة الأمريكية يعلنون و بصراحة ضرورة إعطاء الفرصة “للإسلام المعتدل” لإستلام السلطة في الدول العربية.  
في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات كنت طالب في الولايات المتحدة حين سحب حكومة الولايات المتحدة فجأة معارضتها لتولي “خميني الدجال” للسلطة في إيران، و حين بدأت أقرأ على صفحات النيويورك تايمز و الواشنطن بوست مقالات كبار سياسي أمريكا حول عدم وجود تعرض حقيقي بين أفكار الإسلام السياسي و الخطط الأمريكية في المنطقة على العكس من التناقض الواضح بين هذه الخطط و الفكر القومي أو الشيوعي
إحتلال السفارة الأمريكية في طهران بواسطة مجموعة من الطلبة الهائجين و خلاف تخطيط و رغبة الحكومة الإيرانية سرعان ما حضي بدعم شعبي من الجماهير البسيطة الساذجة مما أجبر حكومة طهران للإصطفاف مع الطلبة و هذا أغضب الحكومة الأمريكية، و لكنه لم يغير من خططها لإيصال الإسلام السياسي إلى السلطة فتوجهت لدعم الإخوان المسلمين و غيرها من الحركات المماثلة
كل شيء تغير بعد 11 أيلول/سبتمبر 2001 و تحديد جنسية من قاموا بهذا الفعل على أنهم من دول بعينها فإنتقل الدعم الأمريكي إلى إسناد التمدد الإيراني في العراق و سوريا و لبنان و هذا مستمر إلى يومنا هذا على الرغم من أن أحداث سوريا قد أجبرت الإدارة الأمريكية على تنويع دعمها
و اليوم لا يمكن لأحدث أن يحسد الإدارة الأمريكية على موقفها.  فمن جهة هي ملتزمة بدعم الإسلام السياسي المدعوم من إيران في العراق لأنها ساهمت مساهمة فعلية في إيصاله إلى السلطة و إبقاءه هناك.  و من ناحية أخرى ترى نفسها مضطرة لدعم فصائل الإسلام السياسي الأخرى المحاربة في سوريا و التي تحظى بدعم غير مخفي من شراء الولايات المتحدة الأساسيين في المنطقة، و بالإسم تركيا و قطر و السعودية.  لذلك قلنا أن إدارة أوباما هي في موقف لا تحسد عليه
هل هناك حل؟ نعم حل واحد و وحيد: غسل العراق غسلاً جذرياً من كل فصائل الإسلام السياسي مهما كلف ذلك من تضحيات في المال و الوقت و غيره

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *