هوية وأهداف المتورطون بتصفية قادة الحراك الشعبي العراقي بقلم محمد الياسين

هوية وأهداف المتورطون بتصفية قادة الحراك الشعبي العراقي بقلم محمد الياسين
آخر تحديث:

هوية وأهداف المتورطون بتصفية قادة الحراك الشعبي العراقي

 محمد الياسين

منذ بداية المرحلة الثانية للحراك الشعبي العراقي ، تحديداً في المحافظات الست المنتفضة بشكل متواصل ، نحو ما يقرب العام ، حذرنا بإستمرار من مغبة السماح لأعضاء من الحكومة والبرلمان الحاليين بالمشاركة بفعاليات وأنشطة الحراك ، لأن مواقفهم ، كاذبة ، ليست حقيقية ، هدفها تحصيل مزيداً من المكاسب السلطوية والمادية ، من حكومة المركز ، وفق إتباعهم لسياسة ” لي الأذرع ” ، بمعنى ان مواقفهم تلك ليست بهدف تحقيق مطالب الحراك الشعبي .كما حذرنا بشدة من إعتلائهم لمنصات ومنابر الخطب في يوم الجمعة من كل أسبوع ، كي لا يتم تسييرها لصالح أهدافهم السلطوية المادية ، لاشك ان بعض قادة الحراك ومنظمي التظاهرات خدعوا بإحتضانهم أولئك الافاعي والمتلونون .تزايد أعمال الإغتيال والتصفية ضد قادة ومنظمي الحراك في عموم ارجاء الوطن بالاونة الاخيرة مع قرب موعد الإنتخابات البرلمانية ، وبدء التحالفات والصفقات السياسية الانتخابية ، له دلالات عديدة ، لا سيما وان تقارب جديد قد حصل بين المالكي وشركاؤه “السُنة” باللعبة السياسية الحاكمة ، قنوات غير معلنة للعوام بين المالكي وطاقمه من جهة ، وتلك القوى والشخصيات السنية من جهة اخرى ، المتعطشة للسلطة عبر إستثمار قذر لدماء شهداؤنا الاطهار، أبطال الحراك الشعبي ، إشتغلت لعقد صفقة بخسة مع المالكي ، من أجل ان يعودوا إلى الساحة الحكومية ، فكان لا بد لنجاح صفقتهم تلك ، تصفية قادة الحراك ، الواحد تلو الآخر ، لتحقيق هدفين رئيسيين ، الأول ، إضعاف الدور المتنامي بين أوساط الشباب داخل الحراك والقوى الوطنية الداعية إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية برمتها ، والتي تشكل خطرا حقيقيا على مصالح تلك القوى السُنية ” المتآمرة” ، أما الهدف الثاني ، لا يتحقق إلا بإضعاف التيار الوطني عبر إزاحة قادته التي أبرزهم الحراك خلال الاشهر الماضية ، أمثال الشيخ الشهيد خالد الجميلي والشيخ الشهيد قاسم المشهداني ، وآخرين ،اما قتلوا أو همشوا بشكل أو بآخر ، ذلك بهدف إرباك الحراك وشق صفه من خلال زرع الفوضى وإحتواء بعض ضعاف النفوس ، لتبرير خوض القوى السُنية “المتآمرة” مهزلة الانتخابات من جديد وجر المحافظات الست المنتفضة إليها ، فهي مصلحة مشتركة للقوى السنية المتآمرة و المالكي وباقي أطراف اللعبة السياسية الحاكمة ، فتعطي حالة الضعف تلك المبرر القوي والمنطقي للمتآمرين لخوضهم الانتخابات وتسويق أكاذيبهم ، بأنهم الخيار الافضل لجلب الحقوق المسلوبة ورفع الظلم عن المحافظات الست . تبقى تلك هي ذاتها الدعاية الإنتخابية التي يخرجون علينا بها الساسة كلما أقترب موعد الانتخابات البرلمانية .خلاصة القول ، إن جريمة تصفية قادة الحراك الشعبي ، مصلحة التقى عليها أقطاب اللعبة السياسية الحاكمة ، السُنة ، فيهم قبل الشيعة ، لإجهاض المطالب الحقيقية للمحافظات المنتفضة وجرها إلى المشاركة في الانتخابات البائسة من جديد وفق مقاسات اشد طائفية من السابق ، من أجل إعادة إنتخاب نفس القوى والشخصيات المنتحلة لصفة الوطنية ، وإلا السؤال الذي يطرح في هذا السياق ، لماذا لم تكن عمليات الاغتيال ضد قادة الحراك خلال الاشهر الماضية ؟! ، لماذا الآن تتزايد كلما اقتربنا من موعد الانتخابات؟!.بات من الضروري للغاية تفعيل الخيار الذي اعلن عنه في وقت سابق ، بتشكيل جيشاً من العشائر المنتفضة لحماية الحراك وقادته ، فنحن اليوم أمام مفترقا من الطرق بفشل أو نجاح الحراك الشعبي ، فلابد من تشكيل جيشاً عشائرياَ مهمته الاساسية توفير الحماية اللازمة للحراك وتوسيع رقعته الجغرافية . لضمان عدم تكرار عمليات التصفية التي تعرض لها رموز وقادة الحراك الشعبي.يصح وصف أقطاب اللعبة السياسية ، المتورطون بدماء قادة الحراك الشعبي ، بأنهم حلفاء الأمس أعداء اليوم ، وحلفاء اليوم أعداء الغد ، وهكذا ، حسبما يتطلبه المشهد في المسرح السياسي في العراق.

محمد الياسين

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *