يا.. جبهة الخوف إتحدي!! .. بقلم مثنى الطبقجلي

يا.. جبهة الخوف إتحدي!! .. بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

ليس هناك من عراقي ، يطالب ويدعم العدوان على شعب سوريا ، إلا هولاء الاشرار الذين مهدوا لغزو العراق ولهم تجربتهم من هذا المنظار ،ومن العار ان نقف وقفة المتفرج المنتظر للضربة المحتملة ،او درء مخاطرها ، حتى نستصرخ الراي العام الداخلي لكي يتوحد في مواجهة التداعيات ، باستحضار الهمم .. وعقد خلايا الازمات.. وازماتنا تكاد تلوي رقابنا . وواحدة تلد الاخرى . وحينها ا لانسمع إلا ، وابل الاستنكارات واطلاق الآهات..
، ويا حبذا يا جبهة الخوف ، لو تحرك فيكم عرق واحد واستدرتم بجباهكم المتصببة عرقا ، لأتلمس منه غيرة ،نحو بلدكم العراق و انتم المطلعون عن كثب على ما اصابها على ايديكم ومعاول طائفية اجنبية اخرى سخرتموها لتدميره ،بدلا من طرح مبادرات نحن اول من نستحقها باعتبارنا اهل البيت، ام يا ترى انكم نسيتم اننا اهل البيت. واصحابه الذين سندافع عنه ما بقي نفس يعلو .؟
ودفعا للبلاء القادم من البوابة الغربية ، كما تحذرون منه ؟ ،فان حملة استشعار الخوف والرهبة والتوجس مما يحدث لسوريا وتداعياتها على العراق بلغت اوجها، لديكم وزادت مؤشراتها بعد تلويح امريكا بالضربة العسكرية ، ولكن هذه المخاوف قد تراجعت اليوم بعد المشروع الروسي وشكوك الرئيس اوباما بامكانية قبول الكونغرس ضرب سوريا من الجو فقط ،
وكما يلهث البعض خلف الاحداث المتسارعة ، فان جدول هذا الاجتماع اصبح قديما ومعطوبا ، ومطلوب ان تجدد صفحاته بصفحات وطنية بحتة في عملية بحث عن المُشتركات كي لا تاتي المُلغيات وتشطب عليها ، وتلك ، امست هواجس تراود جميع الكتل ، كل واحدة منها راحت ترسم سيناريوهات التداعيات المتوقعة للازمة السورية على العراق ، والجميع يتلمس كراسيه حتى كادت الارض تميد بهم رعبا.. ..
ونسوا ان ذلك لن يحدث لو كانت هناك جبهة وطنية عريضة وانفتاح على كل القوى الوطنية يؤطره اصدار قانون يجرم الطائفية واالى جانب قانون للعفو العام وآخر للاحزاب واعادة الكرامة للجندية العراقية .. لو حدث هذا واقر المنهاج الوطني على هذه الشاكلة فلا تخشوا شيئا او شررا ياتيكم من سوريا بل اخشوا ان يشعل فتيلها واحد من اهل البيت فحذاري منهم ربما هو جالس معكم ..
مشاعر الخوف هذه ، التي عبرت عنها الكتل السياسية وهي تتداعى قلقا من ان تصل النار اذيالها ، هي نفسها التي أطًرتْ البيان الختامي لاجتماع قادتها بالامس ، وخرج بيانا باهتا لا لون له ولا رائحه وانما تحسُ مُعادُ ومكرر ،تتحسس فيه رجفة يد من كتبه وأملاه عليها ، وبالشكل الذي حوله الى مناحة سياسية ،
اذن هذا الهلع والخوف ليس على سوريا كما يتراءى لنا ولا لتلك الطفولة التي ذبحها بشاركمياوي ولكن الخوف لما يمكن ان يحصل بين القوى السياسية نفسها ، لو حدثت الضربة وما يمكن ان تمتد منها الينا لظى نيرانها ، وكأن ما يحدث هناك من افرازات حربها الاهلية الضروس الدائرة منذ عامين لم يشارك شعب العراق بتحمل اعبائها دما ودموعا وخاصة الحكومات المحلية في كردستان والانبار حيث صارت تُلقي عليها باحمالها.. كرما وضيافة ..وردا للجميل..
ولاننا شعب لاينسى لشعب سوريا كرم ضيافته لاكثر من مليون لاجئ مضطر اندفع اليها جراء حرب طائفية لاناقة ولاجمل للعراقيين فيها ، فنحن سنحتضنهم وسنقدم لهم العون والزاد والامان ،ولاكننا نرفض احتضان اي ارهابي ، كان الحق الاذى بشعب العراق وراح هناك يمارس فعلته على هواه الدموي واسلامه الكاذب ،
فما الذي تغير يا قوم حتى تداعيتم واشرأبت الاعناق اليوم دفاعا عن العراق ، والعراق يوميا يذبح من الوريد للوريد وفي كل يوم لنا فيه واقعة دموية ،وصدق القائل والمبشر بايام الفراق ،ان ايامنا باتت كلها كربلاء …
السؤال الذي يدور من حوله نقاش الكتل السياسية في بغداد هو : كيف لسلطة ممزقة الاهواء والانتماءات وتفتقد الى ابسط مقومات الثقة بينها والمسؤولية الوطنية ، كيف لها ان تواجه وضعا صعبا وافرازات حرب شاملة لو وقعت الضربة على سوريا ، وكيف لها ان تنصح الفرقاء فيها للاحتكام للعقل وهم جميعا ومنذ 2003 غائبون منقسمون وبدون عقل،
هولاء المجتمعون بين جدران الخوف، يكاد يلغي بعضهم البعض الاخر ، ويحتكمون الى نفس مفردات القتل الطائفي الجارية في سوريا . ولأن لم يبادر المالكي الى نزع كل فتائلها واولها وقف الاعتقالات الكيفية والاعتداءات المتكررة على العشائر العربية في حزام بغداد. وأصدار قانون العفو العام.. فان عليكم ان تتنظروا يوما لن تاتيكم اخباره من سوريا ،وانما من بينكم ومن العراق نفسه..
فهل بقي لنا بعد الان ما نخشاه من اسرار وحتى اموال وآثار ، وهذه مقابرنا امتلئت وصارت الاجداث فوق الاجداث تدفن لكثرتها والملف الامني يكبر دون حل .. فعما تتساءلون ايها الاخوة الاعداء ..هل عن النبأ العظيم .. ؟ هو قادم لامحالة..؟
ففي وقت يحتفل بشار بعيد ميلاده ، كان غاز السارين يدخل رئات السوريين ، فاي انانية هذه واي امراض نفسية تلك ، والرجل يدعي انه طبيب عيون ..؟ امراض لم يسجلها العلم ضمن قاموسه الطبي تلك التي يمتلئ بها جوف بشار واخوة بشار والمتلاعبين بالنار في العراق وسوريا على حد سواء ، ويا ويل العدو الثار من ثورة الاحرار..

كاتب مستقل من العراق
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *