يا ساسة العراق ..اشكروا داعش

يا ساسة العراق ..اشكروا داعش
آخر تحديث:

 

  سمير القريشي  

دواعي الثورة ضد الجهاز الحاكم كثيرة ومتعددة .منها ما هو صادق وواقعي ومنها ما هو مفتعل لأسباب سياسية أو غير سياسية ..لكن دواعي وأسباب الاستهتار بالمال العام واستخدام السلطة لغايات شخصية أو حزبية وحتى طائفية قد تكون أهم واخطر دواعي الثورة الجماهيرية ضد النظام الحاكم ,بغض النظر عن كونه نظام شمولي أو ديمقراطي أو ذو أيدلوجية علمانية أو دينية أو غير ذلك لان المؤدى أو النتائج واحده ..

ربما يعترض البعض ويقول أن الدكتاتورية وأساليبها في قتل الحريات والاستئثار بالسلطة وتحجيم الرأي ومنع التعددية ووو هي أهم مبررات الثورة .وهذا شيء لا يختلف عليه احد لكن الظلم أو الجور أو الامتيازات التي تحصل عليها  الطبقة ألحاكمه في الاستئثار بالمال والسلطة قد يكون اخطر من الدكتاتورية لسبب بسيط وهو أن الدكتاتورية تنتج حاكم وحاشية تتحكم بالمال والسلطة.. والحاشية تدور في فلك الحاكم الواحد ولا تخرج عنه على الإطلاق ..أما الديمقراطية فإنها تنتج طبقة حاكمه واسعة تتحكم بطبقة فقيرة ومسحوقه ومعدومة.. .

طبقة كبيرة من الوزراء والوكلاء وأعضاء مجلس النواب والمحافظات والمجالس المحلية والهيئات المستقلة والأحزاب النافذة والمؤسسات ووو التي يحضا أعضائها بامتيازات خرافية  بينما لا تحصل الطبقة الأخرى المحكومه على شيء بل أن هذه الطبقة  المحكومة مكلفة بدفع فاتورات الفساد المالي والسياسي وحتى الأخلاقي الذي تمارسه السلطة الحاكمة ..تدفع الطبقة المحكومة من دمائها  وقوتها ومستقبل أبنائها استهتار طبقة مستهترة سافلة لا ترعى شيء ولا تحرم امرأ ..وحين يكون هذا النظام بهذا الشكل فان الثورة لا تعد ترفا أو حاجه تجميله  بقدر ما هي حاجه ضرورية تستدعيها الطبائع الإنسانية وتقرها الشرائع السماوية ..وفي العراق توفرت كل عناصر الثورة ولم تدع أي مجال للتغير أو الإصلاح لان للتغير أو الإصلاح حدود يتوقف عندها ولا يستطيع  ان يتعداها ..فالتغير الجزئي من داخل المنظومة السياسية الفاسدة لن ولم  تصلح نظام وصل إلى حد الاستئصال والبتر ..هذه حقيقة كونية أو تاريخية ..

نظام البعث وصل بعد اقل من عامين إلى مرحلة الاستئصال والبتر ولم تنفع معه كل عمليات التجميل من استفتاء أو انتخابات أو دستور في تحسين صورته بنظر الشعب العراقي بل انه أي الشعب كان يهزأ من كل العمليات التجملية التي يجريها صدام وحزبه القذر.. فالنظام البعثي وصل إلى حد الاستئصال والقطع والرمي في مزابل التاريخ الممتلئة من هذه الأنظمة الفاسدة الباغية الجائرة ..

والنظام السياسي الحاكم في العراق بعد 2003 وصل على حد الاستئصال منذ فترة قريبة من هذه التاريخ ولم تعد الانتخابات والدستور والتعديلات تفلح في معالجه شيء من سقوط هذه النظام والشاهد على ما أقول كل هذه الاستهتار الدمار والاحتراب على السلطة ..فإذا اقتنع الشعب بمكائد الدول الإقليمية أو الغربية ضد العراق فكيف يقتنع بالصراع الدموي والحزبي والفساد المالي والإداري الذي وصل أليه هذه النظام ؟؟؟

الدول الإقليمية أو الغربية التي تأمرت على العراق كانت واهمة وغير واعية بحقيقية أو أسباب أو عوامل سقوط النظام الحاكم  بل أنها قدمت خدمه كبيرة للنظام الحاكم  ..وداعش وأخواتها أيضا قدم لهذه النظام الكثير فهي التي قدمت له وقود البقاء والاستمرار  وهي التي ووضعت الشعب العراقي بين ناري أو بين أمرين أحلاهما مر فإما السكوت على طبقة حاكمه مستهترة بكل القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية .. وإما الانسياق خلف مشروع همجي إرهابي تكفيري مجرم فاسد قبيح …

على كل حال يجب أن يرتقي التغير في النظام الحاكم في العراق إلى حد الانقلاب على نفسه وان يحدث تغير يرتقي إلى حد الثورة حتى يستطيع أن يجنب العراق المزيد من الدماء والدمار والانهيار والتخلف ..فإذا كانت الجماعات التكفيرية هي من تحمل السلاح بوجه النظام فليس ببعيد أن تحمله جماعات من  الشعب العراقي من خارج منظومة التكفير الإرهابي والتي سيكون لها كل مبررات حمل السلاح أو الكفاح المسلح ..

هذه نصيحة للنظام الحاكم وليس تأليب أو تأجيج مشاعر الناس ضده في هذه الظروف الاستثنائية ..فجزء كبير من فساد وجرائم القاعدة وداعش ما كانت لتكون لولا استهتار الطبقة الحاكمة وربما كان العراق خاليا من داعش لو أن النظام كان وطنيا وشريفا وصادقا مع أبناء شعبه ..ومع كل ذلك اعتقد أن النظام سوف يستمر بغيه وطيشه وسوف يصم الآذان عن السمع والعيون عن النظر والعقل عن التفكر ..لكن أقول أن سنه الله في خلقه يجب أن تستمر وان الظالم لا بد أن يقف إمام من ظلمهم قبل أن يقف أمام الله تبارك وتعالى وان سنن التاريخ يجب أن تأخذ مسارها الذي تخطه ولا يمكن أن يوقف هذا المسار احد والذي يقول أن للباطل صوله وللحق دوله وعلى الباغي تدور الدوائر …

حفظ الله أبنائنا الذين يصدون بصدورهم الطاهرة ودمائهم ألمقدسه ..هجمات داعش الإرهابي ..والرحم والخلود والسمو لشهداء الحشد الشعبي  والقوى الأمنية والجيش العراقي وأبناء العشائر الشرفاء ..جند المرجعية وسندها وذخر الشعب العراقي الحر الأبي المظلوم

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *