يفاوضون و يساومون على حساب المنطقة  

يفاوضون و يساومون على حساب المنطقة   
آخر تحديث:

  منى سالم الجبوري

التحذيرات و التحليلات و التوقعات من إستغلال الجمهورية الاسلامية الايرانية لقضية نفوذها في دول المنطقة في مفاوضاتها و إتصالاتها مع الدول الکبرى، والتي طالما أکدت طهران على نفيها، جاء اليوم الذي نسمع فيه من طهران و على لسان رئيس الجمهورية حسن روحاني إعترافا صريحا بذلك.روحاني الذي کان يتکلم في مراسم تکريم المفاوضين الايرانيين مع الدول الکبرى يوم الاثنين الماضي، قال إن”التدخل العسكري في سوريا والعراق ساعد إيران في المفاوضات” التي أدت إلى اتفاق نووي بين طهران ودول 5+1، في إشارة إلى التنازل عن البرنامج النووي مقابل الاعتراف الغربي بدور إيراني في هذين البلدين. 

روحاني الذي قال أيضا بأن”وجود مستشارينا العسكريين في كل من العراق وسوريا، وفر هامشا أمنيا لإيران، لإجراء المفاوضات النووية مع القوي السداسية الدولية”، مشددا بأنه”لو لم يقاتل جنرالاتنا في بغداد وسامراء والفلوجة وتكريت والرمادي، وكذلك في دمشق وحلب، ولولا بسالة قوات (النظام) والحرس الثوري والشرطة ووزارة الاستخبارات، لما كان لدينا الأمان لنفاوض بهذا الشكل الجيد”. وهذا الکلام إعتراف واضح و صريح بکون طهران تسعى لتحقيق أهدافها و غاياتها على حساب أمن و إستقرار و مصلحة المنطقة. 

التخفي خلف شعارات و مزاعم إسلامية مزيفة تستخدمها طهران من أجل ذر الرماد في أعين دول المنطقة و کذلك الخداع و التمويه على أذرعها ومن إنبهر بشعاراتها، هو دأبها منذ أکثر من 35 عاما، وبطبيعة الحال فإن طهران قد مارست لعبة الخداع و التضليل على شعوب و دول المنطقة عندما أکدت بإنها حريصة على أمن و إستقرار المنطقة و شککت على الدوام من النوايا الغربية تجاهها، لکن هذه التصريحات الاخيرة لروحاني قد وضعت النقاط على الاحرف و ميزت الخيط الابيض من الاسود و بددت الشك باليقين. 

هذه السياسة المشبوهة و المتسمة بالخبث و الدجل و التي تمارسها الجمهورية الاسلامية الايرانية بمنتهى الصلف ضد دول المنطقة، تتبين ملامحها أيضا من رفضها لأي دور عربي في سوريا في الوقت الذي تنبطح فيه أمام أحذية المتدخلين الروس الذين يقصفون و يقتلون الشعب السوري تماما مثل النظام السوري و مثل قوات الحرس الثوري الايراني و المرتزقة الآخرين الذين يدافعون الى جانبهم، وإننا نرى بإن الوقت قد حان لفضح جمهورية المتاجرة بالدين الاسلامية و نشر الفتنة الطائفية في المنطقة و الوقوف بوجه مخططاتها المسمومة.

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *