اعتراف أمريكي متأخر!! … بقلم شاكر الجبوري

اعتراف أمريكي متأخر!! … بقلم شاكر الجبوري
آخر تحديث:

لا نعرف اذا كانت مؤسسات الأحتلال الأمريكية في العراق قد أجتهدت في المكان الصحيح أم أن الأنتقام لكرامة الهزيمة العسكرية في الفلوجة و غيرها، اضافة الى الفشل الانساني في احترام خصوصية العراقيين ، قد دفع مغامريها في العراق الى ارتكاب حماقات” في التحالفات السياسية على مستوى الكيانات و الأشخاص، مثلما أن رأس المال ” الفاسد” عزف على مشاعر قيادات الميدان فتغيرت بوصلة المواقف المبدئية؟
أسئلة كثيرة يثيرها اختلاف المواقف الأمريكية مما يجري في العراق بعد ولايتين للمالكي، فهناك اصرار على تحميل الأخير مسؤولية مباشرة بكل ما يجري من عنف و احتقان طائفي، وغياب مؤلم للقرارات العقلانية، التي تدفع الى مصائب تاريخية مفتوحة، يختصرها قول وزير الدفاع السابق روبرت غيتس لقد صار المالكي اكثر طائفية مما كنا نتوقع”!.
اعتراف متأخر أم اقرار بهزيمة الحسابات السياسية، لا فرق فالجريمة قد وقعت وليس مهما مكانها بقدر نتائجها على الأرض، لذلك لا يجوز النظرالى انسانية واشنطن بالقدرة على الأعتراف بالذنب و البناء عليه، و النظر الى ذلك من زاوية اعادة تصحيح المواقف و ممارسة ضغوط متراخية على المالكي، فكل نصف الخطوات هذه لا تخدم العراقيين في شيء، فقد انهارت الى حد بعيد ثقة المواطن بمؤسساته ،و تحولت البلاد الى ساحة مفتوحة لكل الصراعات، بل أصبح العراق مجموعة دويلات متصارعة على كل شيء باستثناء وحدة الوطن، وهي جريمة عصر ارتكبتها واشنطن مع سبق الاصرار و الترصد، عندما سمحت لنفسها بتغييرشكل الدولة العراقية ، وطبيعة اهتماماتها و توجهاتها وقدرتها على حماية الشعب بعقلية المشاركة لا الاقصاء و التهميش و التخوين!!
ليس مهما صدور تصريحات أمريكية هنا أو هناك، و من غير الانصاف القبول بها، فما يجري في العراق مرتبط بحسابات أمريكية غير عادلة، وبما أنها ترفع الصوت “الديمقراطي” عاليا فعليها الاستعداد مبكرا لحملة عراقية و دولية تلاحقها قضائيا و أخلاقيا على ما ارتكبته من جرائم مباشرة أو بالنيابة، عبر وسطاء ” حرب” تعاقدت معهم بطرق مختلفة تقود جميعها الى ذبح وحدة العراق و أخوة شعبه، بدليل أن الحديث عن الوطنية العراقية بات يوصف بالعزف الممل و التغريد خارج السرب!!
واشنطن بكل مؤسساتها مسؤولة عن الخراب و القتل و النهب و تفشي الجريمة في العراق، وهي مسؤولة أيضا عن خراب النفوس وتهجير العقول و تنويع قنوات الارهاب و مؤسسات الحكم البديلة، لذلك حان وقت اسماع ادارة أوباما و الكونغرس و مؤسسات المجتمع المدني كلاما أخر، يتهمهم جميعا باشاعة فوضى السلاح للتغطية على الفاعل الحقيقي، و قبل ذلك تخريب نسيج شعب يمتد في تاريخ الانسانية الى الاف السنين سبقت تأسيس أمريكا عام 1783
وعلى أساس هذه الحقائق فان المتهم الأول بالارهاب هي أمريكا ، فمنذ احتلال العراق انتشرت ظواهر الفتنة و القتل و التخريب، ويجب الحديث مع الادارة الأمريكية بهذا الوضوح، فالعراق لم يكن بيتا طائفيا قبل 2003 ، ولم يعرف العراقيون التطرف و المواقف المتشددة مثلما لم يتعودوا القتل بالهواية، ولم يكونا من بين المرتزقين يوما، بينما جمعت واشنطن كل هذه التناقضات بيد واحدة و رمت بها على ظهر العراق ، لذلك فانها تتحمل وزر ما يحدث في العراق بغض النظر عن سيد البيت فيها.
أمريكا متهمة بتدمير العراق و قتل شعبه لأنها لم تنضج مشروعا عراقيا، و خطواتها مجتزئة لذلك انسحبت دون انضاج شراكة سياسية حقيقية ، أو بناء مؤسسات دولة واضحة في مسؤولياتها، مثلما أغلقت ابواب الفساد على أصحابها، و بالنتيجة فان الإ قرار الأمريكي المتأخر بخطأ الحسابات لا يلغي جريمتها في العراق، و التي تحولت الى خنجر في ظهر وحدة البلاد و العباد، أما بيادق اللعبة البديلة فهم عناصر اضافية في الجريمة حيث ولدوا من رحم الاحتلال، لذلك يفرحون بفرحه و يخافون غضبه و ينسون عقوبة الخالق و لعنة التاريخ!! نحن بحاجة الى حملة عراقية تعري ديمقراطية واشنطن و ترفع القناع عن كل قنواتها غير العراقية في ولائها!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *