هادي جلو مرعي
أقتلني ياأبي، قالت لأبيها الشيخ الذي جاء ليزورها بعد أيام قليلة على زواجها من إبن عمها الشاب ! لم يكن في مقدور الأب إستيعاب الأمر، وبدا واضحا إنه تصورها منزعجة من الزواج، أو غير راغبة في حياتها الجديدة وتريد التعبير عن الإمتعاض، وسألها عن الأمر وحكت له الحكاية، بعد ساعات من زفافي حضر المجاهدون (الذين ينتمون لتنظيم القاعدة ويسيطرون على مناطق واسعة من ديالى) وكان زوجي يعمل معهم، وحضر أمير من أمراء القاعدة الذي قام بإجراءات طلاق سريعة وفصلني عن زوجي، ثم زوجني من أحد المجاهدين، وبعد ساعتين، كانت هناك إجراءات طلاق مماثلة، لأتزوج خلال يومين أربعة عشرا رجلا من بينهم زوجي الذي كان الأول، ولم أعد أعرف من هو الرابع، أو الخامس، حتى الرابع عشر الذين تناوبوا على الزواج بي، كانوا من جماعة القاعدة الذين يؤمنون بشرعية هذا الزواج.
لو سلمنا بشرعية الطلاق ومن ثم تزويج المرأة برجل آخر فيتطلب ذلك العدة وهي المدة الزمنية التي حددها التشريع الديني لبيان إن كانت المرأة حاملا، ولتتخلص من آثار الزواج الأول، ولتكون مهيأة للزواج الثاني، لكن ذلك لم يحصل في قضية هذه المرأة حيث زوجت بمجرد تطليقها من زوجها الأول وظلت تمنح لزوج جديد كل ساعتين حتى تزوجت مكرهة أربعة عشر رجلا يصلون ويصومون ويقتلون الناس بتهمة الكفر والخروج عن الملة، ثم هم ينحرفون في قضايا الجنس.. وهذه هي المشكلة في المجتمع الإنساني الذي يعيش الفكر والحضارة والتدين والقتل من أجل الدين، لكنه يتحول الى مجتمع حيواني غرائزي لايعتدل في ممارسة الجنس، ويكون لديه إنجراف كامل والى هاوية سحيقة من الإنحلال.
قام الرجل وبهدوء، ودعا إبن أخيه وزوجته التي هي ليست زوجته إذ إنها في تلك الأثناء كانت تتنقل من رجل الى آخر تحت ظل ( الله ) وكانت الدعوة للبقية والأقرباء المشتركين في الجريمة حيث أعد لهم وليمة في مضيف داره، وطلب الى قريب له أن يتحضر بسلاحه الرشاش، وما أن أتم العريس المفترض وبقية العرسان غداءهم حتى تناولهم بسلاحه الرشاش وبمعونة القريب الآخر وقتلهم جميعا وأغلق عليهم باب مضيفه وإنتقل بعائلته الى محافظة عراقية أخرى، وبعد برهة طلب الى رجل دين معتدل أن يحكم له في شأن إبنته؟ فقال له رجل الدين، إنها بريئة وغير ملامة فهي مكرهة على فعل لم ترغب فيه، قال والد المرأة، قررت قتل إبنتي، وإذا كنت والآخرين معك تقولون ببراءتها وأنها مكرهة فأريد من أحدكم أن يتزوجها وإلا فهي مقتولة لأن حكم البريئة ينطبق عليها بزعمكم وإذن فهي كبقية النساء تستحق أن تصان وأن يتزوجها رجل ما، قال أحد الحاضرين أنا أتزوجها، وبالفعل فهي متزوجة الآن في مدينة عراقية بعيدة عن المدينة التي أغتصبت فيها.. هذه الحكاية حدثت وأنا مسؤول عنها أمام الله.