لبنان تنتج الطاقة “النظيفة”

لبنان تنتج الطاقة “النظيفة”
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- تكدس مكبات “القمامة” مشكلة أصبحت تعاني منها الكثير من الدول وأصبح حرق القمامة خيار غير سليم لما ينتج عنه من أضرار بيئية وصحية وفي لبنان باتت هذه المشكلة تؤرق السكان فكان خيارهم التخلص من هذه القمامة وفي نفس الوقت الاستفادة منها اقتصاديًا.اجتماع موسع ومطول عقد في وزارة البيئة دُعي إليه مجموعة كبيرة من الخبراء والمختصين لمناقشة وضع هذا الملف بعنوان “الخطة الوطنية الشاملة لإدارة النفايات الصلبة على الأراضي اللبنانية كافة” التي تم إعدادها من وزارتي البيئة والبلديات بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار. جوهر هذه الخطة شبه الجديدة والتي تنطلق من إخفاقات خطة العام 2006 التي تم تعديلها تعتمد على تقنية التفكك الحراري وتحويل النفايات إلى طاقة في المدن الكبرى، والإبقاء على خطة الـ 2006 التي تقوم على إيجاد مراكز للفرز والتخمير والطمر في باقي المناطق اللبنانية.وما تتضمن الخطة إشراك القطاع الخاص وتسهيل مهامه بإدارة النفايات الصلبة من خلال جمع ومعالجة وتكليف وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار دمج الخطتين المقترحتين من كل منهما بما يتجانس مع ما اتفق عليه وتكليف وزارة الطاقة والمياه باقتراح نص تشريعي يؤمن حق القطاع الخاص بإنتاج وبيع الطاقة المنتجة من تفكيك النفايات وتحفيز البلديات التي سوف تستقبل مختلف إنشاءات إدارة النفايات من معامل التفكك الحراري إلى محطات الترحيل ومحطات التسبيخ والمطامر.. ومن هنا جاء التعديل المقترح الذي يرتكز على خمسة ركائز أساسية: أولها التكنولوجيا :4 مراكز معالجة تشمل الفرز الخفيف والتفكك الحراري والكامل ومطامر صحية لمخلفات التفكك الحراري تخدم كلا من بيروت وجبل لبنان والبقاع وبعلبك – الهرمل والجنوب والنبطية والشمال وعكار.الميزانية وتكمن في عقد لفترة 20 سنة على ألا تتعدى الكلفة 55 دولار لكل طن وعلى أن تتكفل الحكومة بشراء الطاقة المنتجة بقيمة لا تتعدى 0،11 دولار كيلووات في الساعة. الفترة الزمنية تكمن في الخدمة لـ25، سنة على الأقل فيما فترة التحضير لا تتعدى السنة والتنفيذ السنتين مع تحديد مجموعة محفزات تسهل قبول من قبل المجتمع الأهلي وضرورة تجنيب التدخل السياسي لضمان نجاح هذه الرؤية.تقترح الخطة أيضا أن يكون الكنس والجمع والنقل إلى مراكز المعالجة من مسؤولية البلديات وعلى حسابها مباشرةً، مع ترك الخيار للبلديات تلزيم هذه الأعمال أو القيام بها بمفردها أو بالتعاون مع بلديات أخرى أو اتحاد بلديات تكليف وزارة البيئة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات ومجلس الإنماء والإعمار إعداد دفتر شروط نموذجي موحّد، يتم اعتماده من كافة البلديات لتلزيم أعمال كنس وجمع النفايات على كافة الأراضي اللبنانية، على أن يتم إنجاز دفتر الشروط خلال فترة ستة أشهر من تاريخ صدور قرار مجلس الوزراء بهذا الشأن. أما عملية معالجة النفايات الصلبة (الإنشاءات والتشغيل والصيانة)، تقترح الخطة أن تكون المعالجة مسؤولية مركزية ويتمّ تمويلها من الموازنة العامة للدولة. واعتماد الخطة الشاملة المقترحة، على أن يتم تحديد العقارات المناسبة لمراكز التفكك الحراري وبعض المراكز الأخرى للطمر الصحي في مرحلة لاحقة بعد موافقة مجلس الوزراء على هذه الخطة. طرح مناقصة عالمية وتلزيم الأشغال كافة، مع التأكيد على المهل المحدّدة لإنجاز المرحلة الثانية من عقد الاستشاري والمحددة بتسعة أشهر ونصف من تاريخ موافقة مجلس الوزراء على هذه الخطة.يتم تمويل الإنشاءات كافة من قبل الدولة وأن يقوم القطاع الخاص ببناء الإنشاءات كافة وبعمليتي التشغيل والصيانة لمراكز معالجة النفايات الصلبة كافة، وعلى نفقته الخاصة، مقابل مبلغ يتقاضاه عن كل طن من النفايات التي تدخل إلى هذه المراكز مع الإشارة إلى دور البلديات في مراقبة الكميات التي تدخل إلى مراكز المعالجة لكونها المسئولة مباشرة عن جمعها ونقلها إلى هذه المراكز .وأن تكون الشركة المكلفة ببناء الإنشاءات كافة هي نفسها المكلفة بعمليتي التشغيل والصيانة. وأن تبقى ملكية الإنشاءات للدولة كافة.وتنفيذا لهذه الاستراتيجية  يجري العمل في لبنان على إطلاق مشروعٍ فريد من نوعه للطاقة المتجددة عبر الاستفادة من الغاز المستخرج من مكبات النفايات في منطقة الناعمة قرب العاصمة بيروت، وذلك باستخدام تقنية محركات المعتمدة وفقاً لتصنيف الإبداع البيئي ecomagination من “جنرال إلكتريك” وسيتم تشغيل المشروع باستخدام محركات Jenbacher الغازية J213، التي ستسهم في توليد ما يصل إلى 637 كيلوواط من الطاقة المتجددة، وفي ضبط 12,400 طن من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون، أي ما يعادل حجم الانبعاثات الناتجة عن 6,100 سيارة سنوياً.وتتولى شركة “أفيردا إنترناشونال” مسؤولية إدارة المشروع الأول من نوعه في لبنان، والقابل للتوسعة للاستفادة من كامل القدرة الإنتاجية لمنشأة الناعمة، التي تعد أضخم مكب صحي للنفايات في لبنان، وتخدم منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان منذ إطلاقها عام 1997. ويتمتع المشروع بأهمية كبرى حيث انه يسهم في تحويل الغازات الناتجة عن النفايات إلى طاقة مفيدة، ويشكل نموذجاً مثالياً لتطوير قطاع الطاقة على المدى الطويل يمكن اعتماده في مناطق أخرى في مختلف أرجاء لبنان.يتألف الغاز الصادر عن مكبات النفايات من الميثان بنسبة حوالي 55% وثنائي أكسيد الكربون بنسبة 45%، وهما من غازات الدفيئة الضارة بالبيئة. وتأتي محركات Jenbacher الغازية من “جنرال إلكتريك” لتستفيد من غاز الميثان كوقود لتوليد الكهرباء، فضلاً عن دعمها للعديد من التطبيقات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.ويعكس التعاون الذي يجمع بين “جنرال إلكتريك” و”أفيردا” في مشروع الناعمة عمق التزام الشركتين تجاه لبنان، عبر مبادرات الطاقة النظيفة الداعمة للمساعي التنموية على المدى الطويل. ومن المقرر أن تبدأ عمليات المشروع خلال الربع الأخير من العام الحالي، ومن شأن استخدام الغاز الناتج عن المكب الصحي في الناعمة كوقود لمحركات Jenbacher الغازية عوضاً عن حرقه.وقال طارق قلاب مدير المبيعات في مجال محركات الغاز في شركة “جنرال إلكتريك” إن هذا المشروع يساعد لبنان على مواجهة مشكلتين بحل واحد، الأولى هي كيفية إدارة المكب بطريقة غير ضارة بالبيئة والثانية هي تحويل غاز الميثان المنبعث من المكب إلى مصدر مفيد للطاقة يمكن بيعه لمن يحتاجه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *