عندما أطلقت المرجعية عبارتها المشهورة” المُجرب لا يُجرب”، حصل تناقض وتضارب في تفسير ما أرادت المرجعية أن توصلهُ في هذه الرسالة، ولو جاز لي التعديل على هذه العبارة لكي يفهما الغبي والمتغابي لجعلتها” الأجرب لا يجرب”
كان في الحي لدينا طفل قذر ووسخ خُلقاً وأخلاقاً، فأطلق عليهِ أقرانهُ لقب(فلان الأجرب)، وذات مرة وهو واقف مع الأطفال وهم يلعبون لعبة الدعابل الشهيرة، كان الذباب يتجمع على(الأجرب) مما أثار غضبهُ، فتسائل: لماذا يتجمع عليَّ الذباب دونكم؟ فأجابهُ أحدهم: أليس لقبك(الأجرب)!؟
في مجتمع السياسة(ناخبين ومنتخبين) كَثُر الجربان، وهم أشهر من أن يُشار إليهم، لكثرة تجمع الذباب عليهم، ولوساخة أخلاقهم وأفعالهم، وهم أغبياء يستغبون الناس ويضحكون عليهم، وبالمقابل فأن هؤلاء الناس يتجمعون حولهم كتجمع الذباب على الأجرب، وكُل منهما يظنُ أنهُ ذكي ومُستفيد من الآخر، فيسفسطون على أنفسهم وعلى الأخرين، لكنهم لا يعلمون أنهم باتوا مفضوحين لدى الجميع، وأن سفسطتهم باتت مضحكة، تذكرني بحوار تلك العجوز مع حفيدها حين سألتهُ(أنقل الحوار بالعامية العراقية):
العجوز: اگلك حبوبة(نجم) ما حصلتلك گويعه(قطعة أرض سكنية) من الحكومة؟
يگول گلتلها : لا والله حبوبه ما حصلت ولا متر.
گالتلي : چا انت تظل دومك طوزلي!
گلتلها : حبوبة عود شني طوزلي؟
گالت : طوزلي يعني لا حوه ولا كعوه!
كَلتلها : زين شني هاي لا حوه ولا كعوه ؟!
گالتلي : شبيك حبوبه يعني لا بسان ولا بشير!
گلتلها: حبوبة صدگ چذب وهاي شني بعد؟!
گالت : يعني لا بزيو ولا فسيو!
كَلتلها : حبوبه مو طگت روحي، بروح أبوچ(شمخي) من الأخير هذني كلهن السولفتيهن شني معناهن؟
گالتلي : حبوبة يعني طوزلي.
نرى الآن أحدى أكبر الكتل البرلمانية المشاركة بالحكومة، تتظاهر ضد الحكومة وفي الوقت نفسه تستدعي وزراءالحكومة ورئيسها لتستجوبهم في البرلمان، إذن ماذا تركتم للمعارضة؟!
بقي شئ…
يكفي ضحكاً على الناس، حددوا مع مَنْ أنتم؟! مع الحكومة أو مع المعارضة؟ فـ(طوزلي) لم يَعُد جواباً مقنعاً.