الأدباء والدولة

الأدباء والدولة
آخر تحديث:

عالية طالب

هل هناك علاقة ودية ما بين الأدباء ومؤسسات الدولة؟ وهل هناك من يعمل على تجسير هذه العلاقة ما بين الاثنين؟ وهل الأدباء ومنظماتهم المدنية يأخذون موقف “المعارضة” أم “التوافق” أم “الرأي والرأي الآخر” أم هناك علاقات معلنة ومستترة تحقق لكلا الطرفين نتائج تبدو أحيانا إيجابية وأحيانا سلبية اعتمادا على نوع التصنيف!!،في أغلب المؤتمرات والتصريحات الإعلامية والملتقيات، يكرر الأدباء أنهم شريحة مهملة تعاني من ضعف الموارد المالية ومن الرعاية المعنوية ومن الحماية من الاعتداءات التي تكررت على بعض تجمعاتها وتشكيلاتها ومنها “اتحاد الأدباء” وأن مناشداتهم لرعاية المبدعين في الحالات الصعبة لا تجد آذانا صاغية حقيقية بل مبادرات خجولة ومتواضعة لا ترقى إلى أهمية وفاعلية المبدع في مجتمع يعاني من فقر الدم الثقافي بصور متعددة.وفي أغلب الصمت المؤسساتي لم نجد إشارة واضحة من قبل الدولة بأنها تشعر بمسؤوليتها الحقيقية تجاه هذه الشريحة المهمة، وحين يخرج الصمت عن أسواره نجد التفاتة حكومية لرعاية نشاط أو مؤتمر أو فعالية سنوية ثقافية، لكنها التفاتة تخضع للمناوشات الكثيرة، وقد لا تصل إلى تحقيق نتائجها إلا بعد مرور زمن يعج بالتصريحات الثنائية من قبل الاثنين، المؤكدة والنافية حتى باتت الثقافة عملة بلا وجوه لا يمكن تقليبها لتثبيت على أية وجهة واضحة ستتوقف المحطات.بالآداب والفنون والعلوم ترتقي المجتمعات وأي خلل أو ضمور أو انحسار أو ترهل او ضعف أي جانب من هذه الجوانب فإن المجتمع سيدفع ضرائب معرفية وفكرية وتنويرية متعددة تمتد آثارها إلى أجيال متعددة، ولا يمكن التخلص من آثارها السلبية بسهولة. العلاقة بين الدولة والأدباء بحاجة إلى إعادة قراءة فعلية وليتنا لا ننتظر كثيرا وصولنا إلى تلك القراءة المفترض أن تكون عاجلة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *