خالد القره غولي
الأنبار .. ما بعد ( 15 – 5 – 2015 ) أنقلبت فيها الموازين وسقطت الأقنعة عن التصريحات التي يطلقها بين الحين والأخر … ساسة الأنبار وشيوخهم ورجال دينهم ووجهائهم .. بأنهم المدافعين عن الأنبار .. بغض النظرعن عشائرهم وأنسابهم والحفاظ على المكتسبات التي يدعي هؤلاء من نواب ووزراء وقادة دولة من رئيس واعضاء مجلس محافظة ومحافظ وقادة امنيين وعسكريين .. بأنها ( خيانة عظمى ) لآن ما حدث في مدينة ( الرمادي ) كبرى مدن الأنبار أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على المواطن الأعزل .. وهي معادلة غير متوازنة في المرحلة السابقة وراح ضحية هذا الاعتداء عدد من الشهداء لآكثر من (1000) شهيد وخلف عدد اخر من الجرحى .. وكيف تتعامل ( حكومة ديمقراطية منتخبة ) تجاه حرب غير عادلة .. بعد ان استجدت ههم المواطنين العراقيين عن طريق تجنيد وسائل الاعلام ومع الاسف الشديد ورجالات الدين والسياسة الجدد بتحرير واكذوبة العصر الجديد ما يسمى القضاء على الارهاب .. ويجب ان لا ننسى الدور الخطير لرجال السياسة من التجار والمقاولين وسماسرة الحروب من ابناء جلدتنا ومن اهل العراق الذين يتجولون في دول الجوار ومدن كردستان العراق ودول الغرب في امريكا واروبا والخليج متحججين ايجاد مخارج جديدة للخروج من ازمة هذه الحرب .. كشف لنا إن هذا الجيش الذي صرفت عليه المليارات وسرقت منه مليارات أخرى لا يمكن إن يكون إلا احد الجيوش المعتدية على العراقيين الأبرياء العزل بعد أن .. هرب بالكامل من مدينة الرمادي ومع اسفي الشديد , ولا ادري لماذا تتعامل بعض القوات الأمنية العراقية من إفراد الجيش والشرطة والمليشيات التابعة لها بنشر الفوضى والعبث بأرض الرافدين وتشريد أبناء شعب العراق الصابر, والتدمير والعبث بكافة البنى التحتية لهـــذا البلد , وقتل وتهجير العشرات والمئات والآلاف والملايين من العراقيين مجرد أنهم عراقيون , السياسة عِلمٌ متكامل له قواعده ومنهجه وأصوله كالعلوم الهندسية والطبية والقانونية والإدارية والشرعية ، وتَمنح الجامعات في كل دول العالم شهادات معتمدة في الدراسات الأولية والعليا فضلاً عن آلاف المعاهد المتخصصة في المجال السياسي والتي ينضم إليها غير المتخصصين في هذا العلم لكي يتعلموا على الأقل فرعاً من فروعها أو منهجاً يُمكن الإستفادة منه في مجالات أخرى كالعمل الدبلوماسي أو العسكري أو الإعلامي أو تشكيل الحكومات أو الوزارات .. إذ لايمكن للمنضم أو المنتمي أو المعين في حكومة ما أو مجلس ما ألا يكون مُلمــّـاً بأبسط قواعد العمل السياسي والتعرف والتحاور بالمصطلحات السياسية ..
ويؤكد الكثير من المؤرخين أنَّ العلوم السياسية تعتبر من أقدم العلوم الإنسانية في التاريخ .. وجامعة الأنبار الصابرة إفتتحت منذ سنوات قسماً للعلوم السياسية في كلية القانون ، وأعدت خططاً متكاملة لإستحداث أول كلية علوم سياسية في الجامعة بإذن الله عن قريب جداً .. وهذه العلوم التي ذُكرت تُنفذ مفردات علمية منها نظري ومنها عملي ، الأهم أنَّنا لايمكن أن نصل إلى حل أي مشكلة أو معضلة إلا بتحديد أسبابها ، فالأطباء مثلاً لايمكن لهم إجراء عملية جراحية إلا بعد تشخيص المرض كي يتمكنوا من إجراء عملية ناجحة والأمر كذلك مع الجميع .. لا يمكن التحدث عن حلول إلا بالبحث وتشخيص الخلل عكس مايحدث تماماً في العراق وعلى وجه التحديد في الرُمادي حين تكررت نفس الوجوه ونفس العملاء ونفس الخونة ونفس الجواسيس للإدلاء بتصريحاتهم المتأخرة الغبية عما يجري في الرُمادي .. أما آن لهؤلاء القابعين في أربيل وعمان ودبي وأسطنبول الكف عن هذا ( التمثرد) و( التملص) و( التفصعن )؟! ماذا يريد هذا المسؤول أو ذلك الشيخ أو آخر يعتقد أنه محلل سياسي ! وهو أمّي متخلف متهور لايفقه حرفاً من حروف السياسة .. الأجدر بهم أن ينكفأوا ويعودوا أدراجهم في فنادق الدرجة الأولى والبارات والبيوت الحمراء وأن يجتمعوا مع اللصوص أمثالهم .. فالرُمادي تحولت إلى آثار وأهلها باتوا لاجئين نازحين يبحثون عن أرضٍ تأويهم .. والأجدر بمن يعتقد مِن هؤلاء الّذين يحجزون برامج الفضائيات لعرض بطولاتهم الكارتونية وتحليلاتهم المضحكة .. عليهم العودة إلى العصابات التي خرَّجتهم وزعمائها الموزعين بين مجلس النواب والمحافظة والوزارات ممن يعتقد أنه يمثل أبناء الرُمادي ..أقول لهؤلاء .. العضو الفلاني والشيخ الفلاني و( السياسي) الفلاني و
( المحلل ) الفلاني إتركوا الأمر للنازحين .. فالنزوح علمٌ إنساني كامل .. والنازحون من الرُمادي لهم الحق وحدهم بالتحدث والتحليل والأمر والنهي والقرار .. فبينهم ثلةٌ من الأساتذة المتخصصين والعلماء والمفكرين في الفكر السياسي وفي إيجاد الحلول الحقيقية لجملة الكوارث التي وقعت على الرُمادي وعلى أهلنا فيها .. فكيفّ يمكن لمحامي فاشل أو ضابط هارب أو مقاول سارق أو عميل متقاعد أن يصبح بين ليلة وضحاها محللاً سياسياً ؟! وصدق شاعرنا محمود سامي البارودي رحمه الله حين قال .. أبى الدهرُ إلا أن يَسودَ وضيعُهُ ويملكَ أعناقَ المطالبِ وَغدُهُ .