عبد الجبار الجبوري
الاحتلال الايراني للعراق ،حقيقة ماثلة للجميع ،لا يستطيع انكار وجود فيلق القدس والحرس الثوري والميليشيات الطائفية المسلحة التي تربو على ال(58) ميليشيا ويقوهم قاسم سليماني في معارك المحافظات الساخنة المنتفضة ضد حكومة المالكي وبعدها حكومة ألعبادي قبل ظهور تنظيم الدولة (داعش)، حتى سقطت المدن والمحافظات بيد داعش ،فظهر قاسم سليماني يقود معارك (التحرير ) يعاونه هادي العامري وأبو مهدي المهندس في اكثر من قاطع للمعارك فكانت معارك آمرلي وجرف الصخر وحزام بغداد ومعارك ديالى ، وصولا الى معارك صلاح الدين وسامراء التي قتل فيها خيرة قادة الحرس الثوري الايراني ،وتوجه سليماني الى الانبار والفلوجة ووعد المرجع السيستاني بأنه سيصلي صلاة العيد في الفلوجة ، اليس هذا كان تصريحا لقاسم سليماني وتبعه هادي العامري وأبو مهدي المهندس ، اذن ايران غائصة الى اذنيها في العراق كبلد محتل من قبلها ، وتتباهى بهذا وتقول على السنة السوء من قادتها بان بغداد هي الان عاصمة الامبراطورية الفارسية وأخيرا قبل يوم واحد قال احد علوج خامنئي بان العراق (هي ارض اجداده ولا يحق للعراقيين الاعتراض على وجودهم فيها )،وهذا الاحتلال هللت له الاحزاب الطائفية الحاكمة في العراق وعملت على ترسيخه وشرعنته سياسيا ودينيا ،بحجة محاربة تنظيم داعش الذي هدد بدخول بغداد وكربلاء واعتبرت الوجود الايراني ضمانة لبقائها على سدة السلطة وبغيره لا مستقبل لها في ألعراق وهكذا صار الاحتلال الايراني امرا واقعا ، بمباركة امريكية فاقعة وغبية ، لملء الفراغ بعد رحيل وهزيمة الجيش الامريكي نهاية عام 2011 ، اليوم العراق في اسوء واضعف حالاته في الفساد والنهب والسرقة والقتل والخطف والتهجير وحرق البيوت وتفجير الجوامع ونبش القبور بنفس طائفي انتقامي ثأري وضح على يد هذا الاحتلال ووجود الميليشيات الإيرانية التي انتجت تنظيم الدولة داعش كرد فعل طبيعي على العنف والإقصاء والتهميش والطائفية والتهجير والاغتيال ،التي كانت الميليشيات والجيش تمارسها ضد ابناء المحافظات المنتفضة ،وخاصة نينوى والانبار قبل سقوطهما بيد داعش، بقيادة وتوجيه وإشراف نوري المالكي وعصابته وأزلامه ومريديه وحزبه الذين حولوا العراق الى مزبلة للفساد وللسجون السرية للأبرياء وبمئات الالاف ، واستمر ليومنا هذا ، لذلك نرى ان العراق اليوم وهو في قبضة ايران عسكريا ودينيا ، يحتاج الى مخلص من هذا الاحتلال الايراني البغيض ، لاسيما وهو اضحى ساحة حرب عالمية لروسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا ودولا اخرى بحجة محاربة داعش والقضاء عليها في العراق وسوريا ، لذلك اصبح التدخل فيها مباحا لكل دول العالم ممن يرى ان تنظيم داعش يهدد امنه وسيادته ، كما حصل في فرنسا وأمريكا وبريطانيا وبلجيكا وتركيا ،من تفجيرات اجرامية راح ضحيتها الالاف من الابرياء ،كما راح من ابرياء العراق الملايين بسبب الارهاب الدولي الامريكي والغربي وهم قد شربوا من نفس الكأس الذي اسقوه للعراقيين ، اليوم وبفعل سياستهم الرعناء التي اعترفوا(بخطئها) كما اعترف اوباما وغيره ،وكما اعترف امس ويسلي كلارك حينما قال (لم نكن نفهم ما قاله لنا صدام حسين حينما قال ان ابواب الجحيم ستفتح عليكم اذا اطحتم بي )، وها هي ابواب الجحيم فتحوها على مصراعيها على انفسهم وعضوا اصابع الندم لانهم لم يسمعوا نصيحة وتحذير صدام حسين لهم،ولكن الان اصبح العدو برأسين العدو الاول هو تنظيم داعش والعدو الثاني الميليشيات الايرانية التي اصبحت اقوى من الجيش وهي دولة داخل دولة في العراق ، وحتى في سوريا هناك ميليشيات عراقية وحزب الله اللبناني وشبيحة مرتزقة تقاتل على الارض السورية الامريكان والروس وغيرهم ، وهذه الدول الان تقود معارك وحرب حقيقية في سوريا والعراق ضد هؤلاء الاعداء ، فالمشهد هنا وهناك اصبح مقلقا وينذر بحرب واسعة طويلة الامد ضد التحالف الدولي لأمريكا وحلفائها ولروسيا وحلفائها في مشهد دموي مرعب هناك ،ضحيته الابرياء ، والقصف العشوائي والمنظم بالطائرات والصواريخ والراجمات والبراميل المتفجرة اصبح ظاهرة يومية ولا تصيب الا المدنيين الابرياء والضحايا هم الاطفال والنساء والشيوخ اما ما يسمى داعش والنصرة وغيرها من الفصائل المستهدفة فلا يطالها القصف ، وهذا هو هدف دول التحالف الاساسي،استهداف الابرياء دون غيرهم في حرب قذرة وإبادة جماعية في المحافظات السورية والعراقية بشكل ممنهج ومقصود ، ولكي نعزو السب وهو ظاهر هو الاحتلال الايراني وتدخل ايران في كل من العراق وسورية ، من اوصل المنطقة الى الحرب الاهلية الطائفية والتي استغلتها الدول الكبرى لأنها اعتبرتها الفرصة التاريخية التي لا تتكرر ربما بعد قرن او اكثر لها في الهيمنة والسيطرة على المنطقة بعد اعادة تقسيمها من جديد ، على وفق معاهدة جديدة لسايكس بيكو معاصر يتوافق مع الاستراتيجية الدولية لكل من امريكا وروسيا ، والخاسر الاكبر هم ألعرب في حين وهذا مؤكد ستدفع ايران ثمنا باهضا جداااااا نتيجة تهورها وتدخلها واحتلالها للعراق وسوريا وستتعرض للتقسيم الاكيد الى ثمانية دول ، هذه هي حتمية التاريخ ، الاستراتيجية الامريكية الان والتي تتطابق مع الاستراتيجية الروسية والفرنسية والبريطانية والألمانية والعربية، هي ان القضاء على تنظيم داعش والميليشيات معا لأنهما وجهان لعملة واحدة كما ترى هذه الدول ، وان القضاء عليهما هو للحفاظ على الامن القومي ألعالمي الذي اصبح مهددا اكثر من اي وقت مضى ، لذلك فان داعش والميليشيات وحدت الدول العظمى ضدهما لأول مرة تاريخ العالم ،رغم اختلاف اهداف ونوايا واستراتيجيات هذه الدول ومصالحها في ألمنطقة اذن من مهمات الدول في هذه الساعة هو انهاء نفوذ ووجود داعش والميليشيات ،والتصريحات الامريكية والفرنسية تؤكد هذا ولا تخجل من ذكره ،بل وتعلنه ايضا كوعد لدول المنطقة ،فاوباما يقول لابد من حليف سني قوي لنا في العراق لمواجهة داعش والميلشيات في حين يقول السيناتور جون ماكين ومن بغداد في مؤتمر صحفي مع مرشح الرئاسة الامريكية ليندسي غراهام ،اننا اعددنا جيشا قوامه 90 الف من جيوش تركيا ومصر والسعودية ودول الخليج ومعها 10 آلاف من امريكا ، للقضاء على داعش والنفوذ الايراني وبفصيح اللسان وبلا تخوف ويضيف اثناء لقائه مع العبادي ، ان ادارة اوباما والكونغرس اتخذتا القرار نقطة ورأس السطر تحدث عن ما بعد القرار،هكذا تتعامل امريكا مع عملائها بصيغة الامر والخنوع مع الابقاء على دعم العبادي وحكومته ، هذا السيناريو يلقى دعما عربيا ودوليا كبيرا، والمضي به اصبح ضرورة قصوى لتطويق خطر داعش والميليشيات ،وهي رؤية تتطابق مع مصالح الدول الاخرى ، بمعنى ان النفوذ الايراني في كل من العراق وسوريا اصبح خطرا لا يطاق ويفوق الخطر الداعشي بكثير ، ولا نجافي الحقيقة حين نقول ان احتلال ايران لسوريا والعراق هو بداية لإعلان الامبراطورية الفارسية للمنطقة ،وكما هو معلن على لسان قادتها بكل تبجح وعنجهية، وما تدري انها تأخذ نفسها الى منطقة حتفها وخرابها وتقسيمها الاكيد ، اما الغزو التركي المزعوم للعراق وتواجد قوات تركية في الموصل هو استهداف وخرق للسيادة العراقية (هو وين عندكم سيادة ايها الحمقى )،فهو رد فعل فاضح لعملاء ايران،لهزيمة الجيش والميليشيات في المعارك مع تنظيم الدولة داعش ، وما خرق السيادة ما هو إلا اكذوبة لا تنطلي على احد لان التدخل التركي هو بموافقة رئيس الوزراء ولغرض التدريب العسكري لقوات الحشد ألوطني وقد زار معسكر الحشد وزير الدفاع قبل ايام ، للدلالة على شرعيته ، اذن الاعتراض والصراخ من عملاء ايران على تدخل تركيا و ما سموه (بالغزو التركي) لأراضي ألعراق ماهو إلا للتغطية والتضليل على دخول نصف مليون ايراني من منفذ زرباطية للعراق بشكل همجي وجلهم من الحرس ألثوري بحجة زيارة الاربعين ، وهناك 150 الف افغاني دخلوا الى ارض العراق من البصرة عن طريق ايران وهم ايضا تابعين للحرس الثوري الايراني ،اذن هناك مخطط ايراني لتنفيذ سيناريو اجرامي واسع النطاق في العراق وربما يستهدف السعودية ايضا ، ويتزامن مع السيناريو الامريكي الجديد في العراق وسوريا للقضاء على الميليشيات وداعش ، وهو رد فعل لهذا ، فاختلقت ايران وحكومة الميليشيات في بغداد اكذوبة الغزو التركي ،مهددة بالويل والثبور اذا لم ينسحب الجيش ألتركي وهذا سبب فضيحة لها ارتدت عليها ،حين اعلن رئيس الوزراء التركي ان التواجد التركي اجراء تدريبي فقط في حين اعلن التحالف انه على علم بالتواجد التركي وهو تواجد غير قتالي ، وهكذا انفضحت حكومة العبادي وإيران ، للتستر على فضيحتها الكبرى في دخول الاعداد الهائلة من الايرانيين والأفغانيين للعراق ووقعت في شر اعمالها …..