الاحزاب مدارس لاعداد القادة واحزابنا عكس هذه القاعدة

الاحزاب مدارس لاعداد القادة واحزابنا عكس هذه القاعدة
آخر تحديث:

 بقلم:خليل ابراهيم العبيدي

لو رجع اي منا الى تعريف الحزب، لوجد انه تنظيم عادة يكون سياسيا ، يجمع عددا من الافراد يوحدهم هدف واحد وله شعار واحد ، وله برنامج اقتصادي واضح ، يعمل جاهدا للوصول الى السلطة لتحقيق هذا البرنامج ولرفع ذلك الشعار ، والاحزاب كما اسلفنا سياسية ، اي انها تعمل للدنيا لا للدين ، وهي في مسيرتها للوصول الى السلطة تعمل على تهيئة العناصر القيادية ، بغية احكام السيطرة على التنظيم وتوجيهه نحو الانضباط والتمسك بمبادئ الحزب ، وتعمل على ضم المؤييدين والانصار وفق برنامج واضح ومحدد الاهداف ، وهي اي الاحزاب لكي تعمل على تحقيق كل ذلك فانها تقوم بتثقيف المؤييد والنصير والعضو بافكار سياسية عامة وتقوم بتلقينه مبادئ الحزب وتعمل على تمهيد السبيل لان يكون مفكرا سياسيا او قائدا ميدانيا ، ضمن مبادئ واهداف الحزب ، وهي بمرور الزمن ومن خلال نشاط الاعضاء تعمل على اعداد المفكر والنشيط منهم لتسلم المراكز القيادية وتلقنه مضامين العمل العام واساليب ادارة الدولة ، وهي بذلك تتحول تدرجيا لان تكون مدارس لها نهج واضح وسياسة محددة ومبادئ معلنة، وفي الديمقراطيات الغربية وفي الاحزاب الشيوعية والاشتراكية وحتى الاحزاب العمالية تقام مراكز ومعاهد لتنشئة الاجيال، وفق برامج بعضها اكاديمي وبعضها عملي بغية تلقين الشباب دروسا في مبادئ السياسة والاقتصاد والادارة وتلقينهم مفاهيم اولية لقوانين العمل ومسؤولية النقابات العمالية ،مما يترتب عليه ولادة جيل بعد جيل قادر كل منهم على تسلم قيادة فروع الحزب ومنظماته وصولا لاعداد المتميز منهم لقيادة الحزب ذاته ، غير ان الملاحظ في بلداننا العربية والاسلامية ان الاحزاب فيها هي احزاب سلطة لا احزاب دولة ، فهي عادة اما ان تكون في معظمها احزاب دينية ، او احزاب قومية ، او احزاب التاج او احزاب الرئيس . هدفها استلام السلطة والوقوف عندها ، وتظل تدور حول نفسها ، منتجة اما سلطة ديكتاتورية وهي في العادة تظل في صدام مع الناس ، او ينتج عنها نظام محافظ لا يبارح مكان قصور الرئاسة او بلاط الملوك ، وتظل مع المتسلطين منغمسة بملذات السلطة ، تاركة الدولة بكل عيوبها تتباعد تدريجيا عن المواطن بل في اغلب الاحيان تتطابق الدولة والسلطة ضد المواطن ، الامر الذي يؤدي الى المزيد من استغلال الثروات لصالح هذه الاحزاب وتلك القمة المتسلطة، ولقد اثبتت التجارب في العراق وعموم العالم العربي والاسلامي ان هذه الاحزاب تصبح بمرور الزمن مدارس لا لتخريج الكوادر القادرة على ادارة الدولة بل كوادر متمرسة في افساد مرافق الدولة والحاق الضرر بكل دوائرها ، كما وان مقرات هذه الاحزاب ابتداءا من الجزائر مرورا بالمغرب وتونس عبر مصر ولبنان وسوريا والاردن وصولا الى اليمن ولا تستثني اية دولة اسلامية ،ان مقرات هذه الاحزاب اصبحت بمرور الزمن تعد نفسها لتقبل الفساد وتوطينه في بلدانها ، ولا ادل على ذلك انه رغم كل الثورات التي قادها الشباب العربي المستقل ، رغم كل ذلك التمرد وجدنا ان هذه الاحزاب بالتضامن مع السلطات القائمة او ذيولها الباقية في مرافق الدولة استطاعت هذه الاحزاب من استيعاب الصدمة والعودة ثانية الى السلطة بوجه أخر يلبس ذات الرداء القديم ولكن بلون جديد .ان المواطن العربي لا بل المواطن المسلم في عموم هذه البلدان اخذ يتطبع على نهج هذه الاحزاب التي تتناسخ عبر الزمن واخذ اليأس منه طورا اخر جعلته يتحول من ثائر يطالب بحقه الى متمرد ضد القوانين او شاب يعمل على ترك كل شئ حتى بلده وسار طالبا حق اللجوء …..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *