الانتخابات العراقية المقبلة .. فرضيات إيرانية

الانتخابات العراقية المقبلة .. فرضيات إيرانية
آخر تحديث:

 بقلم: مازن صاحب

تمتاز السياسة الإيرانية بعقلية بائع السجاد الإيراني القديم، والتعامل مع معضلة العراق لا تقلق صناع القرار الإيراني، و نشر مركز البيان للدارسات والتخطيط، دراسة مترجمة تحت عنوان كبير ((سيناريوهات أمام مستقبل العراق. وتحليل الرؤى القانونية والدولية والأمنية للجمهورية الإسلامية في إيران)) بقلم جاويد منتظران وسعيد قرباني.

الملفت ان مثل هذه الدراسات المترجمة عن اللغة الفارسية تتعامل مع المعضلة العراقية بعقلية خيارات الامن القومي الإيراني، فيما لا يتعامل الكثير من قادة الأحزاب التي تصفهم الدراسة الصادرة في خريف 2017بـ(القوى والجهات التي هي تحت تأثير الجمهورية الإسلامية في إيران) بذات المنطق وهم يقودون دولة العراق الجديد ، فيما تنصحهم هذه الدراسة (تجنب التهديد المباشر وغير المباشر للبلدان السنية المتدخلة في الأزمة العراقية، مثل المملكة العربية السعودية).

بل وتطلب من هذه القوى دعم حكومة الدكتور حيدر العبادي من خلال نصح ذات القوى الموالية لإيران ان (تهيّئ ظروفاً مؤاتيه، حتى تكشف فيها الحكومة المركزية العراقية عن كفاءتها في عملية إعادة الإعمار، وكي يتم استبدال حكومة مركزية خدومة تضم ذوي الكفاءات وجادة في مكافحة الفساد بأجواء التمييز والفساد التي أثارت احتجاجات واسعة في البلاد، وأن يتم إظهار هذه الصورة لجماهير الشعب العراقي وجماعاته العرقية والدينية).

وتشدد هذه الدراسة على ضرورة أن تقيم الجمهورية الإسلامية في إيران علاقاتها على أساس تعزيز العلاقات على مستوى الدول وتعزيز حكومة مستقلة تقوم على (القومية الوسطية) حتى يخلق هذا الإجراء شعوراً بالثقة لدى المجموعات العرقية والدينية الأخرى التي تؤثر على الموقع الجيوسياسي والسلامة الإقليمية للعراق؛ وبالتالي لا يكون لها دور سلبي وتدخلي في قرارات هذه المجموعات.

السؤال: اذا كانت هذه الفرضيات الإيرانية عن عراق ما بعد داعش، فما هي الحلول العراقية ؟؟

تكمن معضلة الازمة العراقية ان الأطراف التي تتعامل مع السياسة العامة للدولة تتعامل بها بنموذج العشوائيات ، التي انتشرت في عموم المدن العراقية وليس بعقلية بناء دولة ، فالتصدي للشأن العام ، وفقا للمنهجية التي تنطلق بها الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، تختلف وتخالف ما يمضي اليه الكثير من قيادات التحالف الوطني او تلك الأحزاب التي زادت على المائتي حزبا بالكثير ، لكن تبقى عصا ضبط إيقاع هذه الاحزاب ليس بيد سيد النجف الاشرف الامام السيستاني ، ودعوة خطبة الجمعة الأخيرة في كربلاء هؤلاء الساسة الى امتلاك البصيرة ، هو الحد الأعلى للنصح والإرشاد فيما تضبط ولاية الفقيه مواقف هذه الأحزاب وان ارتفع صخب تنافسها الانتخابي مبكرا ، الا ان رسالة واحدة من مكتب الخامنئي وليس نه شخصيا كافية لوضع الأمور في نصباها الصحيح ، وهو ما لا تمتلكه واشنطن في العراق ، على الرغم من قدرتها على حشد موقف دولي مناهض للسياسات الإيرانية في العراق قولا ولا فعلا ، الا ان هذا الحشد لا يمكنه فرض مدخلات خارج معدلات القبول الإيراني ، وهي تتوافق مع الموقف الأميركي في فتح الأبواب مغلقة عبر مفاسد المحاصصة بنموذج جديد وصفته هذه الدراسة ب( القومية الوسيطة) واعتقد هناك خطأ في الترجمة لان هذا المصطلح يسالانتخابات العراقية المقبلة .. فرضيات إيرانيةتخدم في الفقه السياسي بمفهوم العقد الاجتماعي الجامع ، القائم على أساس المواطنة وليس الانتماء القومي فقط من خلال وسطية التمسك بالانتماء القومي او المذهبي ، مقابل الاعتراف بالأخر ، والتعامل مع متطلباته المجتمعية وعدم تهميشه سياسيا .

كلما تقدم، يؤكد ان فرضيات الانتخابات البرلمانية المقبلة، سواء اختلف في منهجية عملها او نتائجها، او صور التحالفات الافتراضية لسيناريوهات مستقبل تشكيل حكومة عراقية ما بعدها، فان الجميع يبقى محكوما بمتطلبات امن قومي إقليمي، ومتطلبات دولية متعددة الاتجاهات قاسمها المشترك تحرير الاقتصاد العراقي من قيود الدولة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *