البارزاني يدعو الحكومة الاتحادية بعدم الاستهتار بمصير الشعب العراقي

البارزاني يدعو الحكومة الاتحادية بعدم الاستهتار بمصير الشعب العراقي
آخر تحديث:

 أربيل/شبكة أخبار العراق- حذر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، من خروج قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، مؤكداً أن تنظيم داعش الإرهابي سيعود الى العراق بعد ستة أشهر من خروج التحالف، وبشكل أقوى.وقال بارزاني في حوار صحفي، إن “أميركا دولة عظمى وهناك مسائل لن تحصل من دونها، شاء من شاء وأبى من أبى، في عام 2011 أنا كنت ضد خروج القوات الأميركية من العراق، وتوقعاتي بسيطرة الإرهاب على أجزاء كبيرة من البلاد صارت حقيقة، لو بقيت القوات الأميركية لما استطاع داعش أن يحقق كل هذه الانتصارات على الجيش العراقي ويهدد الإقليم من الصميم”.وأكمل: “الآن أيضاً وبعد هذا الصراع بين أميركا وإيران المطالبة بخروج القوات الأميركية هي من منطلقات عاطفية ومزايدات. وجود قوات التحالف وبقيادة الولايات المتحدة ضروري لأمن العراق ومستقبله، والآن أيضاً إذا خرجت القوات الأميركية ستخرج كل قوات التحالف ولن تبقى ولا أي دولة وبعد 6 أشهر سيعود داعش وبشكل أقوى من قبل، لذلك لا يجب الاستهتار بمصير شعب وبلد من أجل المزايدات وترضية إيران. ولذلك نحن وقفنا ضد التصويت. لم نصوت. وجود القوات الأميركية في الوقت الحاضر ضروري”.

وأثناء حديثه عن استقلال كردستان وعدم وقوف أمريكا الى جانبهم، يؤكد بارزاني إن “الأميركيين لم يعِدونا أبداً بأنهم يؤيدون استقلال كردستان، وعندما طرحنا موضوع الاستفتاء في البداية لم يعترضوا وقالوا نحن سنتخذ موقفاً محايداً، ولكن عندما صار الاستفتاء انحازوا عملياً للنظام في بغداد ولم يكن موقفهم محايداً بعكس ما توقعنا”.وأضاف: “لم نكن نتوقع هذا الموقف من أميركا أبداً، أخلفوا وعدهم باتخاذ موقف محايد على الرغم من أننا شرحنا لهم أن الاستفتاء ليس لإعلان الاستقلال مباشرة، ولكننا سندخل من خلاله في مفاوضات مع بغداد بإشرافكم وبإشراف الأمم المتحدة”.وبخصوص موقف الخليج عن دعمهم للاستقلال، يقول بارزاني: “أنا ممتن جداً من موقف الدول العربية بصورة عامة، ودول الخليج بشكل خاص، موقفهم كان أشرف بكثير من مواقف دول كنا نتوقع أن تكون إيجابية أو محايدة، إضافة الى أن موقف دول الخليج كان إنسانياً ومعقولاً ومتوازناً”.

وفي حديثه عن تجربة الإقليم بالهدوء والأمن، أكد قائلاً: “نحن عرضنا على بغداد أن تكون تجربة الإقليم تحت تصرفها لتستفيد منها في بقية مناطق العراق، أهم شيء قمنا به وساعدنا على تحقيق كل هذه الإنجازات كان المصالحة الداخلية في كردستان، ولو طبّق ذلك في بقية مناطق العراق كانت ستكون كلها مثل كردستان، ولكن بغداد رفضت الاستماع”.وأشار الى أن “التحدي الأكبر الذي يواجه الإقليم قبل الاستفتاء وبعده وحتى اليوم هو الإرهاب، وهناك تحديات أخرى كالفوضى الموجودة في المنطقة العربية والشرق الأوسط والخلل في توازن القوى والتدخلات المستمرة والوضع الاقتصادي، كلها تحديات كبيرة لكنها لا تعقينا.ولفت الى أن “المقاومة البطولية التي قامت بها قوات البيشمركة منعت داعش والحشد من اختراق النسيج الكردي، وثبت لنا أنك إن لم تكن تمتلك القوة لن يدافع عنك أحد بل أنت عليك أن تدافع عن نفسك، لولا البيشمركة لاختلف الوضع الآن”، على حد تعبيره.

وبشأن مساهمة الكرد في صياغة الدستور بعد 2003، يؤكد بارزاني قوله: “نحن ساهمنا بشكل فعّال لملء الفراغ الذي كان سيحصل بعد سقوط نظام صدام حسين، وذهبنا إلى بغداد وساهمنا في صياغة الدستور وفي إعادة تشكيل مؤسسات الدولة، ولكن للأسف لم يتم الالتزام بالدستور وتدهورت العلاقات”، مضيفاً: “الآن أستطيع أن أقول إنها أفضل من الفترة السابقة، ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، سنعمل على تجاوز العقبة”.وفي ما يتعلق بمحافظة كركوك، يرى بارزاني، أن “كركوك يجب أن تكون نموذجاً للتعايش القومي والديني والمذهبي”، مشيراً الى أن “هناك اتفاقاً كان على حل قضية كركوك وبقية المناطق التي هي خارج إدارة الإقليم، أو ما يسمى بالمتنازع عليها، منها كركوك، خانقين، سنجار وغيرها”.

وأردف قائلاً: “بحسب المادة 140 يحصل تطبيع، إحصاء واستفتاء، سكان هذه المناطق هم يقررون إن كانوا يريدون العيش مع الحكومة الاتحادية أو مع الإقليم. وكنا وسنبقى ملتزمين برأي سكان هذه المناطق، وأيضاً الآن يبقى هذا هو الحل الأمثل، أما كركوك فهي الآن تحت الاحتلال العسكري يتحكم بها الحشد الشعبي، وهناك اضطهاد للكرد، وهذا طبعاً لا يمكن أن يستمر ولا يمكن القبول به إلى ما لا نهاية”.وتحدث بارزاني عن فرص نجاح محمد توفيق علاوي، المكلف بتشكيل الحكومة قائلاً: “الأمر يتوقف على دوره وأدائه وتفهمه لوضع الإقليم. لا نستطيع أن نعرف ذلك الآن، نحن نحترمه، هناك وفد موجود في بغداد يتفاوض معه على مسألة تشكيل الحكومة الجديدة وهذا يتوقف على موقفه أيضاً.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *