البصرة الثائرة والحكومة الخائرة!!

البصرة الثائرة والحكومة الخائرة!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

البصرة ستقهركم وستعيد للعراق إسمه ورسمه ومجده وروحه , وستعلي صوته ودوره في صناعة الحياة الحرة الكريمة.ليس ذلك أضغاث أحلام , أو بعض أوهام , وإنما تعبير عن طاقة المجتمع وإرادة الأجيال التي تنحبس وتتخمر في أوعية الحرمان والضغط الإقتصادي والقهري المسلط عليها من قبل الأنظمة السياسية , مما يدفع بها إلى تحرير قدراتها وتنمية رغباتها وتأجيج تطلعاتها نحو حركة مجتمعية متوافقة مع قوانين التطور والتكوّن والصيرورة الإنسانية اللازمة للبقاء والنماء.
فالمجتمع العراقي على شفا التأهل لإنطلاقة حضارية متفقة مع ما فيه من قدرات , وأفكار ورؤى معاصرة متكوّنة في أعماق الجيل الصاعد المتفاعل مع مفردات الحياة , وعناصرها في كل مكان فوق المعمورة المتصاغرة المتأججة بالأفكار والتواصلات الإبداعية والإبتكارية الأصيلة الشماء.
ومن هنا فأن الذي جرى في البصرة ما هو إلا الجذوة التي ستتسبب بحرائق دائبة , ذات تأثيرات حضارية وتطورية تفوق تصور القابعين في أقبية العزلة والإنقطاع عن مشاعر وأحاسيس الناس , وما يعتمل في دنياهم من الآلام والأحلام.
وينطبق على الحالة قول نصر بن سيار في قصيدته المعروفة : ” أرى تحت الرماد وميض نارٍ….ويوشك أن يكون له ضرام” , ففي البصرة وميض نار سيتواصل في سريانه ليشمل المجتمع العراقي بكامله , وعندها ستشب النار الحامية التي ما أدراكم ما هي!!
نعم تلك حقيقة تنامي المجتمعات وتفاعلاتها وتواصلاتها ودوافعها المتوثبة نحو التغيير وصناعة الحياة الكفيلة بإستيعاب إرادة أجيالها , ولا يمكن لأية عمامة أن تقف بوجه حركة التأريخ وآليات القوة الفاعلة في المجتمعات , وإنما عليها أن تذعن وتنصاع للإرادة المجتمعية المتنامية , وأن تتكلم بلسانها , وإلا سيتم إسقاطها ودحرجتها تحت الأقدام.
هكذا يحدثنا التأريخ , وتملي علينا قوانين السلوك البشري , ومناهجه التعبيرية عن الطاقات البشرية المحبوسة الممنوعة من التصريف الإيجابي.
وقد يتحايل النظام السياسي على الإرادة الجمعية بتسليحها لتبديدها وتمزيقها , لكن الوعي العام سينتصر على جميع التدابير القاضية بقمع الثورة الإنسانية , ومنع تيار التطور المجتمعي من الجريان والعنفوان التعبيري الصاخب عن طاقاته وأفكاره الفوارة.فهل من إعتبار وقيمة لخطوات الأجيال؟!!
وإن البقاء في الكرسي لأمر مُحال!!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *