جعفر الونان
ليس هناك اختلاف واسع في نهج القتل الذي اتبعه الدواعش المجرمون في قتل شبابنا في سبايكر عن قتل اهلنا في ناحية البغدادي سوى الاعداد، لكن النهج والاسلوب والاجراءات هي ذاتها .مايزال هناك من يرتع بالوهم الطائفي ليصور أن عصابات داعش الارهابية تدافع عن مذهب وتحارب مذهباً آخر، لاشك أن ماجرى في ناحية البغدادي الانبارية خلال الايام الماضية كسر كل تلك الاوهام، فداعش هي دين جديد انبثق من ربيع التطرف والتخلف ليجد من يحتضنه ويموله ويصفق له وينتمي إليه والضحية الاولى هم ابناء المناطق التي انتشروا فيها بفضل من مات ضميره الانساني مقابل حفنة من الدولارات.
داعش عدوة الأنسانية لاصديق قريب إلى قلبها الا من تطابق دمويته، دمويتها هي ماهرة بالقتل وماهرة ايضا في تخريب الذات الأنسانية وقطع نسل البشرية وتفخيخ الرحم الأنساني عبر العبوات والحرق والسيارات الملفمة وأشاعة الخوف والخراب والدمار .الذي جرى في البغدادي لابد أن لايمر مرورا سريعاً من دون أن يتابع المجتمع الدولي مدى اجرام هذه العصابات، يقول الباحثون والمختصون في مجال الجماعات المتطرفة أن عصابات داعش الارهابية هي الجيل الثالث المُحدث للقاعدة.
الجيل الثالث القاعدي هو أخطر الاجيال المتطرفة ،فقد كان الجيلان الاول والثاني للقاعدة تستهدف المذاهب والمكونات المخالفة لها الا أن الجيل الثالث القاعدي توسعت مخيلته الاجرامية ليقتل كل من يعارضه بغض النظر عن الانتماء المذهبي والديني والسياسي، عند هذا الجيل الاجرام بلغ الحلقوم ودقت رياح الموت ارجاء البلاد. لقد غيرت داعش سياسيتها عن سياسية الجيلين الماضيين من القاعدة ، في محاولات مسك الارض وابتكار وسائل موت جديدة من خلال حرق الاجساد فضلا عن توسيع مسلسل الذبح البشري. ينبغي من حكماء الشيعة والسنة بعد جرائم داعش الانسانية في ناحية البغدادي أن يعقدوا مصارحة ومكاشفة وأن يجففوا التطرف وينظفوا الفكر الديني من الروايات التأريخية التي تستند عليها داعش الأرهابية.جرائم الموت الداعشية في ناحية البغدادي فندت النظرية الطائفية لهذه العصابات الاجرامية وبات الهدف هو كل عراقي يختلف ويخالف نهجها واسلوبها الاجرامي.داعش تريد أن تفرض سلطتها الدموية في البغدادي وامرلي وجرف الصخر وديالى والموصل وصلاح الدين والفلوجة والرمادي فوق الجماجم والرؤوس المقطعة هي تريد ان قلعة سلطتها فوق بيحرة من دم الأبرياء.
المنتمون لداعش نازيون وقتلة وباروعون في صناعة الخوف ليس ذلك فحسب، بل حطموا كل الحدود الأنسانية وأنتهجوا نهجاً متخلفاً يحاول فرض نفسه بالــدم ، حقيقة لا محال لانكارها او تجاهلها أن داعش تتشظى وتتوسع بوقود الخلافات الدينية والتصريحات السياسية ذات العمق الطائفي.ويخطأ كل من يظن أن تدافع عنه ويخطأ كذلك كل من يظن أنها تدافع عن المذهب الاخر وتحاول قتله، هي في الحقيقة تريد قتل المذهبين معا.
المنتمون للدين الداعشي الجديد مجموعة أغبياء وقتلة ولصوص وسراق وسُذج لايمتدون لاي مذهب أو عشيرة ومطلوب من حكماء المذاهب وشيوخ العشائر ووجهاء المجتمع ونخبه الاكاديمية أن يعلنوا ذلك صراحة وعلانية وأن يقولوا: الدواعش ليسوا منا ولايمثلونا.
صراحة القول أن الفكرالداعشي نار يلهب الجميع ويحرق الفكر المتسامح ويستهويه التطرف والتخلف، استمرار هذا الفكر في المحافظات العراقية المُغتصبة يعني أستمرار الموت والدماء و العناء والقهر لساكني تلك المحافظات، فأحذروا الدين الداعشي الجديد الذي قتل ابرياء سبايكر وابرياء البغدادي.