بغداد/ شبكة اخبار العراق-سعد الكناني.. قالت روسيا على لسان بوتين ان موضوع تأسيس مركز تبادل المعلومات يضم العراق وروسيا وسوريا وإيران ، الهدف منه تنسيق العمل ضد داعش ويحق لأي دولة الانضمام اليه.الائتلاف الدولي الجديد الذي تشكله موسكو لمكافحة داعش يفتتح مركزاً (غرفة عمليات) في بغداد وتحديدا في بناية وزارة الدفاع داخل المنطقة الخضراء المحصنة.ومن المحتمل أن تسفر دعوة موسكو إلى تشكيل تحالف عريض لمواجهة تنظيم داعش . فافتتاح مركزا للتنسيق يشمل عضوية الدول الأربع ويُزمع الشروع بنشاطه في الشهر الحالي، سيمهد لتبادل معلومات استخباراتية بين هذه الدول، وذلك في إطار العمليات المشتركة ضد داعش، كما ستصبح أول إنجاز ملموس تحققه موسكو كترجمة إلى الواقع لفكرة تشكيل جبهة تحالف دولية لمجابهة المتطرفين الإسلاميين. وإن تأسيس التحالف مع روسيا بات ممكنا بعدما نجحت هذه في استقطاب العراق إلى جانبها ،من جانبه اصدر وزير الدفاع الأمريكي إشتون كارتر تعليماته بـ “فتح خط اتصال مباشر” مع روسيا بهدف تفادي الصراعات في المنطقة.الإعلان عن افتتاح مركز معلوماتي في بغداد يشمل روسيا والعراق وسوريا وإيران جاء عشية خطاب رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة في دورتها السبعين في نيويورك. وقد تطرق الرئيس الروسي في كلمته وبإسهاب إلى فحوى الدأب في الآونة الأخيرة على مناقشة اقتراح موسكو بشأن تأسيس التحالف الدولي العريض لمجابهة الإرهاب. ومما جاء في تصريح الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا “تساند العراق وسوريا في مجال التقنيات العسكرية، وغيرها من دول المنطقة التي تتصدى للجماعات الإرهابية”.من جانبه قال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي إنه تم توجيه دعوة إلى العسكريين الأمريكيين للمشاركة في أولى مباحثات المركز المعلوماتي في بغداد، إلا أن الجانب الأمريكي رفض الدعوة. وأعرب بيسكوف عن الأسف إزاء ذلك، مشيراً إلى تصريح الرئيس فلاديمير بوتين بشأن أن مركز بغداد “ليس نادياً مغلقاً بل هو تحالف مفتوح للجميع”.أما روبرت وورك، النائب الأول لوزير الدفاع الأمريكي، فقد اعترف في تصريح له يوم 30 أيلول الماضي بأن قرار تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وسوريا والعراق وإيران بهدف التصدي لداعش كان قراراً مفاجئاً. وأضاف.. “لقد أُخذنا بهذا النبأ على حين غرة”، منوهاً إلى امتناع الولايات المتحدة عن تبادل أية معلومات عملياتية مع هذا المركز،، علماً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما افترض في كلمته أمام الجمعية العامة إمكانية التعاون مع موسكو وطهران في الحرب على داعش وحل الأزمة السورية .في الشأن ذاته كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد صرح في اجتماعات الجمعية العمومية، ان قرار فتح مركز في بغداد للتنسيق بين المؤسسات العسكرية التابعة للدول الأربع اتخذ من قِبل الجانب العراقي بعد المبادرة الروسية بتشكيل جبهة عريضة لمكافحة داعش. وبحسب رئيس الوزراء العراقي لا يعني ذلك تراجع بغداد عن التعاون مع التحالف الآخر ضد داعش بقيادة أمريكا التي توجه ضرباتها الجوية لأهداف تعود لتنظيم داعش في سوريا والعراق.الخبر حول العراق، البلد الذي انتقل فجأة إلى معسكر آخر تتزعمه روسيا بالتعاون مع إيران بعدما كان يُنظر إليه كحليف محتمل لأمريكا ، بالإضافة إلى الرفض الأمريكي للرئيس السوري بشار الأسد، أثار رد فعل فاتراً من جانب واشنطن، وبان ذلك في اعترافها بأن العراق “دولة ذات سيادة وتمتلك حق التنسيق مع كل الدول الإقليمية التي تتصدى للدولة الإسلامية”. هذا وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيف وارن قد أفاد في تصريح له اليوم الخميس 1/10 ” ان القوات الأمريكية سون لن تشترك في الحرب ضد الإرهاب في العراق” ،هذا التصريح دليل على امتعاض الجانب الأمريكي من الموقف الحكومي العراقي لاسيما ان حكومة العبادي سبق وان رفضت طلبا أمريكيا بغلق أجوائه أمام الطائرات الروسية ” بضغط إيراني روسي مشترك .وهناك أكثر من قراءة لانضمام العراق إلى التحالف الجديد منها تأكيداً على أن روسيا بدأت تمسك بزمام المبادرة بعد سلسلة من الإخفاقات في المنطقة. فبعد خيبات الأمل التي أصابت العراق جراء التعاون مع واشنطن، تُظهر بغداد استعداداً لإعادة النظر في أولويات سياستها الخارجية.وان القرار العراقي هو قرار إيراني بامتياز بدليل مشاركة الأذرع الميليشياوية تحت الغطاء والدعم الايراني في عمليات “تحرير “المدن الساقطة بيد داعش مقابل رفض امريكي. علاوة على ذلك يتم تزويد سوريا بالسلاح الإيراني عبر الأراضي العراقية. بالإضافة إلى ما تقدم وعلى الرغم من الرفض الأمريكي فإن بغداد فتحت مجالها الجوي لطائرات النقل الحربية الروسية التي تحمل السلاح إلى سوريا. وفي سياق التعاون العسكري-التقني المتنامي مع بغداد زودت روسيا العراق في العام الماضي بتسع طائرات هجومية من طراز “سو-25″ لتوجيه ضربات إلى مواقع داعش. روسيا من خلال مركز التنسيق الذي فرضته باتت هي التي تحدد الميلوديا. والأمر يحمل الكثير من الرمزية”. لكن لا يبدو ذلك شاهداً على نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً بقدر ما هو ناتج عن إخفاق السياسة الأمريكية إخفاقاً تاماً في العراق، بكل ما في ذلك من بديهيات على غرار انتقال الموصل وغيرها من المواقع الاستراتيجية إلى سيطرة تنظيم داعش.أما طبيعة الأعضاء، فاتُّفق على أن يكونوا ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني، وآخرون من الجيش العراقي النظامي ومن ميليشيا الحشد الشعبي، فضلاً عن الضباط المنتمين إلى الجيشين السوري والروسي. كذلك اتُّفق على أن يرأس المركز الملحق العسكري في السفارة الإيرانية في بغداد، العقيد مصطفى مراديان. المعلومات نفسها تؤكد أنه جرى تقسيم العمل بين مختلف الأطراف المعنية، على أن تتولى روسيا توفير الأجهزة التقنية والبرامج الفنية الخاصة، من أجل تطوير العمل الاستخباري، على أن يشمل إقامة بنك معلومات بشأن العدو (داعش وكل المجموعات الإرهابية الأخرى) وأيضاً الأصدقاء، وكذلك جيوش الدول المجاورة المعنية، كذلك سيجري إعداد خرائط عسكرية لكل مناطق المواجهات.في المقابل هناك من يرفض دخول العراق لهذا التحالف لان هذا التحالف هو عبارة عن حرب محاور تسعى إليها الدول الكبرى والمتحالفين معها ، وهذا التحالف الجديد ” وان كان يعمل تحت عنوان التعاون المعلوماتي والإستخباراتي إلا إن أبعاده وأهدافه ونتائجه ستكون أكبر من ذلك بكثير ، فهل من المعقول إن المخابرات الروسية أو الأمريكية لا تعرف من يدعم داعش ويمولها ويوجد لها مسببات البقاء ؟ ، وهل إن المخابرات الروسية بحاجة إلى دعم وتعاون عراقي في هذا المجال ؟ .” لذا فإن هذا التحالف هو تحالفٌ شكلي غرضه إيجاد حرب محورية ستدفع دول المنطقة ثمنها غالياً وفي مقدمتها العراق ، كما وإن هذا التحالف سيدفع باتجاه أن يكون لإسرائيل دور مع أحد طرفيها ليتاح لها تنفيذ مشروعها الخبيث الذي كان حلماً يراودها ليكون أمراً متيسراً بفعل إنعكاسات هذه الحرب المحورية” . لاسيما ان التحالف الجديد الذي تقوده روسيا الاتحادية سوف يكون نداً محورياً للتحالف المُقاد أمريكياً ما سيجعل المنطقة عامة والعراق بشكل خاص ساحة لتصفية حسابات المحورين من ثم إعادة رسم الخارطة الإقليمية من جديد” ، ولابد للعراق ان يواكبها بحذر شديد باحثاً عن صيغ الاتفاقات الأمنية الثنائية التي تضمن له أمنه وسيادته ووحدته.