التخطيط الثقافي الغائب!!

التخطيط الثقافي الغائب!!
آخر تحديث:

عالية طالب

لسنا في حاجة لتقييم  الحدث الثقافي السنوي ، فما زال طازجا طريا في الذاكرة الحالية وهو يؤشر مدى الاصرار الفعلي على احداث بصمة معرفية مميزة في وجه قبح لا انساني حاول اجتثاث منظومة العقل المنظم فينا ففشل وبقي الاصرار العراقي متوهجا.لكن ما يهمنا هو مدى تأثير هذا المشهد السنوي على المجتمع بمختلف اجياله وتخصصاته التي من المفترض انها لا تتوقف عند المعنى الحرفي لكلمة ” الادب” بل تتفحص مليا ما تعنيه مفردة ” الثقافة” من شمولية موسوعية عامة.. وتبقى الاسئلة المهمة تنشطر الى : هل احدثنا تغييرا في السلوك المجتمعي السلبي؟ وهل اوجدنا مساحة مؤثرة لتحريك الذائقة البحثية لدى الاجيال الشابة ؟ وهل انتجنا  تطبيقيا ما يحتاجه المجتمع منا ليسد جانب ثغرات اوجدت اتساعات  مكانية في الجسد المعرفي للمجتمع؟اعتقد ان مساحة الاجوبة  على هذه الاسئلة وغيرها كثير تتطلب منا مواجهة صريحة مع الذات الثقافية والمعرفية وتشخيص مستويات الانجاز القادر على احداث التغيير الحقيقي لنقول ان الدور الثقافي استطاع بنسبة او بأخرى التعامل مع الواقع السلبي المجتمعي واوجد مسارات عرفت خط الشروع لتبدأ في احداث ما يليق بمنطقة علمت العالم الوهج الفكري والمعرفي العلمي والادبي.
واقع الحال يشير الى  بقاء ونماء وتكلس عديد من الظواهر التي لا تمت الى مفهوم التحديث الحقيقي للعقل في مستوياتها المنحدرة ، وما زالت المفاهيم الخاطئة التي عملت على احداث التجهيل في مناطق خطيرة في العقل الشبابي تجد لها فسحة مكانية  واضحة ستعمل عملها ان بقت في موقعها  على تهديم فكرة التغيير المعرفي المنشود  الذي به تبنى المجتمعات وتتطور وتحقق اهدافها فيما بقي الهدف العراقي الثقافي غير واضح المسارات ويعمل في منطقة مشوشة لا تخضع للبرمجة والخطط  المدروسة بعناية.ما نحتاجه اليوم  مؤسسة مختصة بالتخطيط الثقافي لمشاريع قصيرة وبعيدة المدى ما بين السنوية والخمسية والعقدية ، وان بقينا نعمل ضمن الواقع المتاح  دون المنهج التخطيطي المنظم فأن النتائج ستبقى في محدودية  المنجز والتأثير ولن تعطي مدلولات احصائية حقيقية على  نتائج ملموسة احدثت فعلا متجددا وفعليا في الجسد الثقافي الفاعل الذي يعرف ما الذي تحتاجه المكتبة الثقافية وما اهداف المجتمع بكافة اجياله واهتماماتهم العلمية والادبية والفنية والتشكيلية والمطلوبة .التخطيط الثقافي لا يقل اهمية عن التخطيط الاستراتيجي السياسي والتربوي والتكنولوجي والمهني فالثقافة هي الفعل السحري القادر على الدخول الى كل المفاصل الحيوية وتدعم وجودها وتنتج تميزها الحقيقي الذي ينتظره المجتمع تماما.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *