التظاهرات الاخيرة اصابة نعش الحكومة المميت

التظاهرات الاخيرة اصابة نعش الحكومة المميت
آخر تحديث:

بقلم:صادق غانم الاسدي

ليس بالغريب ان تواجه القوات الامنية الشدة والحزم واستخدام العيارات النارية الحية بتفريق شباب خرجوا من مساكنهم الخالية من ابسط مستلزمات العيش دون ان يقودهم او يوجههم احد , مظاهرات اعطت الانطباع المثالي والحضاري والقوة والصبر والتحمل على حكومة تلكئة بالكثير من توفير الخدمات ومحاسبة وتقديم روؤس الفساد الى المحاكم المختصة وامام الرأي العام واغلبهم من الاحزاب الحاكمة مع وجود البطالة وأنتشار الرشوة والجريمة والاعتماد على المحسوبية والمنسوبية في التعينات , كل ذلك ولدٌ ضغط وأحساس لدى كل الشباب من العاطلين والخريجين ومن حملة الشهادات العليا الى ضجر وفقدان الثقة وقتل روح الوطنية واتساع فجوة التباعد والكراهية بين ابناء الشعب والحكومة وهذا سينعكس مستقبلا على ابقاء العراق ومؤسساته في دائرة ضيقة لايمكن ان نرى تطور وبناء بلد يتجه ببوصلة الى الامام طالما لم تكن اصلاحات جذرية واستجابة طوعيه الى مطالب المتظاهرين وهي تمثل رغبة صادقة لكافة الجماهير بمختلف اطيافه وقومياته , اما مايعلن من روؤساء وبعض الزعامات الدينية بتجميد عمل بعض الكتل في مجلس النواب كرد متعاطف مع المتظاهرين لا أجد ذلك نفعا بل يضر في حلحلت الوضع حينما يجتمع المجلس لأتخاذ خطوات صادقة وربما تتأجل بعض القوانين لعدم اكمال النصاب بسبب قرار المقاطعة ناهيك ان مثل تلك الاجراءات هي تجعل النائب في اجازة مريحة وهو يستحق راتبه وكافة مخصصاته الشهرية وهو يمكث في احدى الدول العربية او الاجنبية وربما يسبب تعطيل عمل المجلس اتمنى ان يحدث ذلك التعاطف والهمة ومعالجة الثغرات قبل ان يخرج الشعب للشارع ونتيجة ماقدمه الشباب في ميادين وساحات الاعتصام هو لايتناسب مع الدماء الزكية والبريئة وهي تلون ساحة التظاهر, ومن خلال ماسمعنه وشاهدنه عبر الفضائيات ان صيحات الشباب وهم لايمثلون حزبا او منظمة , كانت حناجرهم تصدح بحق بسيط ومخجل ولايصعب توفيره في بلد له امكانيات هائلة من الجوانب الاقتصادية والسياحية , نعم ان في كل تظاهرة غير منظمة يتخللها بعض المندسين لاثارة الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة وبهذا يتعاطف الرأي العام مع الحكومة ويتهم تلك المظاهرات بانها تخريبية , اما في تلك المظاهرات فابتعد اكثر المنتفضين من الاعتداء على الممتلكات الخاصة على الرغم من ساحة المواجهات كانت قريبة جدا من محلات تجارية ومؤسسات حكومية ولم نر اي ضرر وحرق لتلك الابنية , قبل فترة ليس بالبعيدة خرجت تظاهرات في باريس اسموها اصحاب السترة الصفراء واستمرت لعدة اسابيع وقام المنتفضين بحرق سيارات واعمال شغب كبيرة وامام اعين جميع الشعوب ونقلت تلك الاحداث عن طريق الاعلام الفرنسي وابتعدت الشرطة الفرنسية عن استخدام الرصاصي الحي رغم عنفوانها واتساع مساحتها وسمحت لجميع وسائل الاعلام بنقل كل مايجري من احداث , ولايختلف الامر في دول اوربية اخرى وفي امريكا الجنوبية وفي ايران ايضا , ومنذ عام 2003 ولغاية قيام أخر التظاهرات نسمع ان هنالك اكثر من 400 مليار دولار ذهبت في جيوب حيتان الفساد ولم نسمع او نرى بأم اعيننا ان شخصية كبيرة من الفاسدين أمتثلت امام القانون وصدر بحقها حكم لتكون عبرة لبقية روؤساء الفساد للمحافظة على المال العام , سوى قرار مخجل جدا جاء متزامنا مع موجة التظاهر باعفاء الف موظف بسيط كونهم اهدروا المال العام دون ذكر اسمائهم ووظائفهم وماهي نوع سرقاتهم ليطلع عليها الشعب العراقي كرسالة اطمئنان وانذار بنفس الوقت , لا اجد ان هنالك حل نهائي وجذري واذانا صاغية وفاعلة لمطالب الشارع العراقي وهو يغلو من حكومات متعاقبة اضرت ببنية العراق وبذلك صنف الشعب العراقي الى طبقتين من هو غني الى درجة التخمة ومن هو فقير الى درجىة البؤس , ولايغفل على الشعب العراقي ان هنالك من يستغل ظروف الدولة ليتجار ويعتش بارواح الناس دون مراقبة ومتابعة والمعطيات كثيرة كضياع مفرادات البطاقة التموينية ودفع مبالغ كبيرة في التعين وشراء المناصب واستغلال الاطباء برفع اجرة الكشف والمبالغ الخيالية التي تطلب من المريض عند مراجعة المختبرات وشراء الادوية بثمن باهض وغيره , فالقضاء على مساحة الفساد والاستغلال وتقديم الخدمات تحتاج الى قائد وطني وجريء وحكومة تنفض عنها غبار المحاصصة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *