التظاهرات وإشكالية التفويض    

التظاهرات وإشكالية التفويض    
آخر تحديث:

 

  حمزة مصطفى

أحد السادة الوزراء قال في لقاء متلفز قبل ايام .. كم عدد المتظاهرين؟ عشرة الآف.. عشرون الفآ .. خمسون الف . نحن ـ يقصد الجهة التي يمثلها ـ  نستطيع ان تخرج مليوني متظاهر هم مجموع من أنتخبنا. هذه للأسف رؤية مبتورة ويشوبها خلل كبير. صحيح إنها تطرح إشكالية التفويض التي ربما يعاني منها رئيس الوزراء حيدر العبادي نفسه. فالعبادي محاصر الآن برأي عام جماهيري تؤيده بلا حدود المرجعية الدينية قوامه الإقدام على إصلاحات أكثر جذرية . البعض رفع سقف المطالب حد حل البرلمان والغاء الدستور. العبادي دافع بطريقة معقولة عن  عدم امتلاكه الحق في كلا الامرين. وربما المح الى أن التفويض الشعبي  الممنوح له الان عبر التظاهرات لا يؤهله للإقدام على قضية من هذا النوع قد تمس أصل النظام السياسي الذي تم الإتفاق والتوافق عليه بعد عام 2003. للتوضيح العبادي لم يأتي على مفردتي الإتفاق والتوافق وهو في طريقه الى تهديم حصون المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية, لكنني أقول إن الإتفاق على هذا النظام ـ على علاته  ـ قد تم الإتفاق عليه بالفعل وإن الدستورالحالي ـ على كثرة ثغراته ـ هو الضامن الوحيد له.

لكن إنسجاما مع الرغبة الجامحة والمشروعة في الإصلاح من قبل المواطنين فإن ما يدفعهم الى المطالبة بحل البرلمان والدستور ليس إسقاط العملية السياسية بل كتابة دستور جديد والمجئ, عبر انتخابات مبكرة, ببرلمان جديد. وهنا تبرز آمامنا مشكلة التوافقية التي طغت على الحياة السياسية عندنا وعطلتها بالكامل بإسم التوازن مرة وبإسم الشراكة أو المشاركة مرة اخرى. علمأ  أن الشعب المتظاهر أو المنتفض أو حتى الثائر بلغة البعض يريد دولة فيها قانون وشفافية وعدالة وخدمات معقولة. لا أحد يريد إسقاط النظام أو العملية السياسية كما قلنا.

 لذلك فانه ليس هناك إشكالية حادة في التفويض الجماهيري يمكن أن تربك رئيس الوزراء. صحيح أن هناك سقفا مرتفعا من حيث المطالب عبر شعارات وهتافات المتظاهرين لكنها ليست مرشحة للتصعيد في حال تصاعدت هي الأخرى سقوف حزمة الإصلاحات.

لم أنس ما تحدث به أحد السادة الوزراء الذي أشرت له في بداية المقال  بشأن التفويض الجماهيري المليوني الذي جاء به وزيرأ. وبودي أن أسال معاليه .. لماذا يظن والظن هنا ليس إثما أن المتظاهرين العشرة الآف أو العشرين أوحتى الخمسين الفا هم ضده؟ ثم الأ يعتقد معاليه , والإعتقاد غير الظن بلغة المناطقة, أن ربع أو نصف  العشرة الآف أو العشرين أو الخميس ألف متظاهر هم ممن إنتخبوه وأجلسوه وزيرأ؟

الزبدة ..

 هناك من بين كبار مسؤولينا من لايزال يظن او يعتقد أوهو متأكد إن جمهوره لم يخرج بعد للتظاهر . والمصيبة “الكشرة” إنه يجزم بإمكانية تحريك مليوني متظاهر مضاد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *