التغيير الداهم جراحة الجغرافيا..؟! بقلم د. أحمد النايف

التغيير الداهم جراحة الجغرافيا..؟! بقلم د. أحمد النايف
آخر تحديث:

يطرح الحدثان الدموي وربيعه العربي أسئلة تتصل بمستقبل العراق. بوحدته الجغرافية ونظامه السياسي، وموقع النفط من التغيير الذي أصبح يدق الأبواب. وبالرغم من أن هذه العناصر الثلاثة متشابكة ومتداخلة فإن فرزها ضروري لتحديد مستقبل العراق والإجابة على ثلاثة أسئلة: ((متى يتم التغيير. كيف ستكون جغرافيته. من سيقوده)). حين أقام المالكي حكومته في 2006 بالغدر والإغارة على شركاءه وخصومه في ولاية حكمه الأولى الممسوكة حينها أميركياً وإيرانياً، لم يكن النفط بتلك الوفرة والطفرة والشره والرقابة الغربية كم هو اليوم. كان الوجود الأجنبي يتطلع لدويلات في الصحراء العراقية عظيمة الثراء والإهمال. إكتشافه أدخل على الواقع السياسي العراقي عنصراً إستراتيجياً بالغ الأهمية. وبقدر ماكان العنوان الديني من أثر في الجنوب- النجف وكربلاء- أصبح بصيغته وعناصره المتطرفة اليوم عبئاً إستراتيجياً يهدد النفط والمصالح الحيوية للغرب والآلة الصناعية وإن كان منضبط حوزوياً. لكن الدين شيء وتوظيفه شيء آخر.. الأول “إيمان” والثاني “سياسة”.. يحسن التذكير أن جغرافية العراق الواسعة ذات طبيعة فريدة عن غيرها من الأقطار والدول. تجاوره (6) براً. وعبر “شط العرب” يتشاطئ مع “الخليج العربي” بدوله الـ(6) أيضاً. فيصح إجمالي الجوار العراقي 12 براً وبحراً. هذه الجغرافية موزعة على وحدات مهمة ملتصقة بهويات دينية مذهبية إثنية قبلية أو جغرافية ضاربةً الجذور في الأرض، وبعضها مستمرة إلى اليوم بـ(الأُسرة) لا بشروط الوحدة الموضوعية ومؤسساتها. المؤسسة الوحيدة هناك هي الأُسرة (الدينية) المالكة بمعنى (المُلك) و(المِلكية) أما شرعاً أو زوراً لابمعنى النظام (دولة مدنية). فالنجف وكربلاء: منطقة جغرافية ذات أبعاد مركبة: هوية دينية هي الإسلام. ومذهبية هي الشيعة. وتاريخية هي النشأة والجذور والموروث بين صدقه وحلمه وضغثه. ومركزية هي مرقد آل بيت النبي محمد (ص). ثم المنطقة الجنوبية بمعنى الجنوب النفطي خاصةً البصرة: أي ذات الهويتين: مذهبية 4 أقضية سنية و3 شيعية. وهوية مركزية إقتصادية عنوانها “النفط” وأخواته. يعتبرها “الغرب- أميركا” مركز التغيير القادم ومحركه. التغيير الذي يبتلع حُراس النفط المحليين وأدواته السياسية والدينية. وما يضبط أو يعرقل التغيير هناك هي “إيران” شريك هذا الغرب المتعطش للطاقة. والمنطقة الوسطى: بابل وبغداد: تمسكان بسلطتها المركزية المنطقتين المجاورتين: النجف وكربلاء والبصرة. وتوظف النفط والدين في لعبة الإستمرار. أما محافظتي واسط وميسان: التي إبتلاها الله بالجوار الإيراني الصعب. فهي مجرد حاجز جغرافي بين هذه المناطق وبين إيران بعناصر إختلافه وتحدياته ومخاطره التي يمكن توظيفها مستقبلاً من قبل “الغرب- أميركا” كقاعدة إنطلاق نشاطات وعمليات معاكسة ضد نظام طهران الديني، كما إستغلها ومازال في لعبته الدموية بحق العراقيين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *