الثقافة لا تحتاج الأموال!

عالية طالب
يبدو ان هذا ما تؤمن به المؤسسة الرسمية في تعاملها مع مشاريع وانشطة الثقافة ومؤتمراتها ونتاجها، ودليلنا لا يحتاج  سوى سؤال بسيط : هل ضمن الموازنة ما يتعلق بدعم الثقافة ؟.ولا نعني هنا وزارة الثقافة التي نعود اليها اتحادات وجمعيات ومنتديات وتجمعات ونقدم لها مشاريعنا وافكارنا  رفقة تفصيلات تتطلب دعما ماليا ، نفعل هذا ونحن نعلم انها ليست جهة مانحة للمشاريع ولكنها شريك ثقافي ومن باب الشراكة عليها ان تقدم ما يتوافر لدعم الافكار المنتجة .. تقف الوزارة احيانا عاجزة ولا تعرف كيف تداوي جراح الواقع الثقافي فتناقل هنا وتحذف هناك وتقلص في الفقرات وتستدير بحثا عمن يؤازر .. كل هذا يرافق اي نشاط نقترب منه او يلزمنا اقترابه بالتنفيذ .. فهل الثقافة لا علاقة لها بمستقبل اجيال العراق وواقعه؟؟ وهل وجودها لا يمثل فعلا ايجابيا في مسيرة البلد الواعد بالكثير ؟ وهل مؤتمر اتحاد الادباء العرب الذي سيجتمع في بغداد بعد ايام لا يستحق من الحكومة ان تلتفت اليه وتفهم ماذا يعني انعقاده في العراق بعد ان غاب عنها  لأكثر من عقدين!!
نحمل اسئلتنا وهمومنا وواقعنا المرتبك ونحاول وصل ما انقطع فنجد ان السبل لا تؤدي الى المسالك الواضحة فنعود لنجمع شتات جيوبنا ومواردنا الضئيلة لنقدم لعراقنا  واتحاد ادبائه ما يستحق من تضحيات بعمل طوعي والتزامات تستنزف الوقت والجهد والمال ونقاشات وافكار وجلسات وبحوث ومحاضرات وورش عمل كلها بلا مقابل ، فقط لنديم حبل الوصل الثقافي حتى وان حوربنا لتقطع سبله !!
عراق الازمات السياسية والانتخابية والحزبية والحكومية والمناصب وتوزيعها ( بعدالة ) بين المشتركين والمشاركين ، لا بد له ان يعرف ان عقل الموهبة العراقية هي الوحيدة من تسيطر على لي اعناق المتابعين اينما تواجدوا والذين يهتفون دائما مرحى لوجود المثقف العراقي الذي لا يعرف لا الزيف ولا الفساد ولا تشويه الواقع ولا تقديم الاسؤا ابدا ، بل هو دائما رقم صعب في اي مشهد ادبي وعلمي وثقافي والكل يعرف اهميته ومكانته حتى وان اهملته ميزانيات بلده ولم تفكر بدعمه او مساندة مشروعه التنويري والاصلاحي والتقويمي  والذي يصب دائما في ساحة مشهد العقل العراقي المميز رغم اية صعوبات وازمات وتفتيت.موارد العراق ملك لكل التخصصات ولا يمكن لبلد يتمتع بارث حضاري عميق ان يعمل على اهماله ومحاولة اضعافه او تشتيت جهوده ،، والانشطة المميزة تنفذ وتنجح حتى وان عمل الكل على تضييق الخناق عليها او الجهل باهميتها .