الثقافة والمعرفة والسلطة.. في نادي السرد

الثقافة والمعرفة والسلطة.. في نادي السرد
آخر تحديث:

مآب عامر 

أقام نادي السرد في الإتحاد العام  للأدباء والكتاب في العراق جلسة للناقد ياسين النصير بعنوان “الثقافة والمعرفة والسلطة” في قاعة الجواهري وبحضور العديد من الأدباء والنقاد. وافتتحت الجلسة التي ادارتها رئيس نادي السرد الأديبة عالية طالب بتقديم الشكر للحضور، والحديث عن الناقد الذي سيأخذنا إلى سياحة فكرية جاذبة يتناول فيها موضوع المثقف  والمعرفة والسلطة. وقالت طالب إنّ “الدولة كلما فتحت مدرسة أغلقت سجنا”، لكن ما يحدث اليوم تضاؤل في المدارس العراقية مما أدى إلى زيادة في السجون، لقد كان لدينا في العراق سجون معلنة وسرية أما الآن فقد أصبح السجن غير متعلق بالجدران وإنما أصبح السجن داخل نفوس الأفراد، ومارسوا سلطة السجن على أنفسهم من أجل أن يستطيعوا العيش في مجتمع يدعي الثقافة. وتتساءل طالب في حديثها ” ما علاقة المثقف بالسلطة؟ ولماذا يتواصل المثقف بالسلطة عندما يحاول أن يكون مستفيداً،ويكون معارضاً مع السلطة عندما لا يفكر بفائدتها، بل يبقى معارضا لكل ما تنتجه السلطة من استلابات لمفهوم الإنسانية في المجتمع والمثقف بالذات؟ وهل هناك علاقة عكسية بين الأثنين وعدم توافق، هل المعرفة لها اشكالات مع السلطة، ومن هو المثقف العضوي؟وتحدث الناقد ياسين النصير في محاضرته عن كيفية العلاقة التي تتشكل بين المثقف والثقافة, والتي تظهرها بشكل حقول منفصلة على الرغم من كونها شبكة اجتماعية متكاملة تحمل في ثناياها صراع حقيقي بين المثقف والسلطة والثقافة. واضاف النصير أن ” المثقف والثقافة مرتبطان معا أحدهما يكمل الاخر, وتعود جميعها الى الطبقات الاجتماعية التي أنتجت الثقافة كما ترتبط جميعها بالمدينة واللغة والايدلوجيا, فضلا عن الصراعات الطبقية بكل معاييرها ومكوناتها القديمة والحديثة “. ويتابع “من المكملات الرئيسة الطبيعة هو أن دورها مازال قائما، ولم يكن فقط في المرحلة الميتافيزيقية والفلسفة باعتبارها القوة التي تتحكم بالكون, بل هي الآن متواجدة وتتحكم في الثقافة والمثقفين”.
واشار النصير إلى أن المثقفين ليسوا القراء والكتاب فقط، وإنما هم أصحاب الموقف الحقيقي في التعامل مع القضايا الإنسانية، كما ويعدون  شريحة تتواجد ضمن الطبقات الاجتماعية المتعددة, وهنا تكمن  الخلخلة الأساسية في تركيبتهم الفكرية, ومن هنا أيضا نجد الفاصل الحقيقي في أفكار حديثة وقديمة تعيدهم الى تشكيلهم المعرفي، وقسم منهم الى التشكيل الطبقي الاجتماعي, حتى تدخل السلطة في عزل هذا التقسيم. وتكلم  النصير عن الكلمات التي اطلقت في تشكيل المثقف أو التي تعنى به، إذ عدت مقولة سقراط في حق السفسطائيين “اعرف نفسك” هي أول تشكيل للمثقفين. وما زال تعريف هذه الكلمة تعني المثقفين أو الجذر الأول لهم, كما وقد ظهرت كلمة مثقف على يد الفرنسي “ساسي مون” في عام 1821, والذي وضع الأساس الحقيقي بتحويل المثقف من الصفة الى الاسم.  
وعن المفهوم العام للقرن التاسع عشر تحدث الناقد خلال الجلسة عن بداية اتساع الطبقات وظهور مسألة الأقاليم وتشكيلها “الأقليم الفرنسي الذي عرف بالنشأة والثقافة, وكيف اطلق عليه الالماني تسمية التقنية, أما الاميركي فقد سمي “الدم والمال” من منطلق أن لكل اقليم له هوية.  واوضح النصير أن للمثقف تعريفات هائلة فمثلا سارتر استخدم تعريف “المثقف الكلي”،أما مشيل فوكو فعرفه “المثقف الخصوصي”ودارمشي “النخبة الثقافية,المثقفين العضويين,”. والماراكسيون لم يسموا المثقفين بالمثقفين بل سموهم بالايدلوجيين لاهتمامهم بالانتاج، فهم باعة الفكر وكسبة الأجور عن طريق الثقافة, أما كارتكسي فقد قال إن المثقفين ليسوا إلا جزءا من الرأسمالية، أي أنه قد اتخذ الجانب السلبي وليس الإيجابي، كما سنجد في هذا التعريف عودة الى مقولة افلاطون “باعة الرأي” إذ شهد القرن التاسع عشر توسع المثقفين واطلق عليهم تقنيي المعرفة “التكنوقراط”. ويشير النصير إلى أن هذا الرأي قد تم تطويره من الجانب الثقافي والجانب السايكولوجي. كما وتحدث في جلسته عن الثقافة ومفهوم السلطة من خلال المجتمع وعن الجماعة التي تجيد الحوار والرأي وتنشط التأثير الاجتماعي وغير ذلك من المفاهيم التي تتعلق بثقافة المدن والمثقف.وقد شارك الحضور في الجلسة بالكثير من المداخلات والاسئلة ومنهم الناقد فاضل ثامر ورئيس الاتحاد ناجح المعموري والناقد بشير حاجم وغيرهم. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *