الجيش الأمريكي:مليشيات الحشد والمالكي دمار العراق وإيران هي القرار

الجيش الأمريكي:مليشيات الحشد والمالكي دمار العراق وإيران هي القرار
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- تناولت دراسة حديثة للجيش الأميركي من مجلدين، الاحد، 20/ 1/ 2019، تلخيصاً دقيقاً عن الإخفاقات والنجاحات التي رافقت الحرب التي شنتها القوات الأميركية على العراق والتي تسببت بعدها في ظهور تهديدات واضطرابات في المنطقة ما تزال باقية حتى الآن، وفيما بينت أن ايران هي الفائز الوحيد في العراق، قالت إن رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي اعاد العنف للبلاد.وأشارت الدراسة الى انه “بينما كان الجيش الاميركي يقاتل في العراق فانه أخفق في فهم جانب مهم يتعلق بالانقسامات الطائفية للبلد ومال بدلا من ذلك الى إلقاء اللوم على قادة العراق المشرفين عليهم”.الدراسة الموسومة (الجيش الاميركي في حرب العراق) التي أشرف على بدايتها رئيس أركان الجيش الأميركي السابق الجنرال راي أوديرنو، في العام 2013 واستمر العمل بها تحت إشراف رئيس الاركان الحالي الجنرال مارك ميلي، قد تأخر إصدارها الى العلن منذ ان اكتملت عام 2016.اكتملت الدراسة المؤلفة من 1300 صفحة مع رفع السرية عن 1000 وثيقة تمتد تواريخها من مرحلة الغزو عام 2003 مروراً بالانسحاب الاميركي وظهور تنظيم داعش ونفوذ سوريا وإيران .

وجاء في فصل، خلاصة الدراسة التي تم تأليفها من قبل عدد من ضباط الجيش من ضمنهم الضابطان المتقاعدان الكولونيل جوي رايبورن والكولونيل فرانك سوبجاك: “في وقت اكتمال هذا المشروع في العام 2018 تبدو إيران المستقوية والتوسعية على أنها الفائز الوحيد من كل ما حصل .”وأشار المؤلفون الى “الضرر الذي ألحقته الحرب بالعلاقة بين الجانبين السياسي والعسكري الأميركيين حتى وصول هذا الضرر الى الشعب الاميركي، وتسلط الدراسة الضوء على إخفاقات كثيرة رافقت الحرب التي استمرت لثماني سنوات والتي تضمنت قصوراً بين قادة الجيش الاميركي في إدراك الأبعاد الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلد التي من شأنها ان تولّد كثيراً من العنف”.وتبين الدراسة النقدية ايضا الى أن “جهود تدريب الجيش العراقي لم تكن كافية وأدت إلى توليد قوة تتّكل بشكل مفرط على الأميركان”.

وأضافت أن “العملية الديمقراطية ليس بالضرورة أن تؤدي الى تحقيق الاستقرار، حيث اعتقد القادة الأميركان بأن الانتخابات العراقية لعام 2005 كان يتوقع لها أن يكون لها تأثير إيجابي في تهدئة الأوضاع ولكن فاقمت هذه الانتخابات بدلا من ذلك التوترات العرقية والطائفية”.وفي مقدمة الدراسة كتب الجنرال اوديرنو الذي خدم في عدة جولات في العراق بضمنها قائد قوات التحالف والقوات الأميركية، بأنه “لأجل نجاح العمليات العسكرية يتوجب أن يكون لدينا إدراك شامل للبيئة التي نتواجد فيها وكذلك العواقب السياسية والاجتماعية المحلية لأعمالنا التي نقوم بها خصوصا عن مواجهة عدو يفهم البيئة أكثر مما نحن نفهمها”.

وأثنت الدراسة على قرار مضاعفة عدد قوات الجيش الاميركي في العام 2007 لمواجهة العنف الذي استفحل في البلاد لحماية المدنيين الذي كانت نتائجه إيجابية على الجانب الامني بشكل كبير، ولكن من ناحية أخرى فإن قرار الرئيس باراك أوباما بسحب جميع القوات الاميركية من العراق في العام 2011 بعد فشله في التوصل الى اتفاقية مع الحكومة العراقية حول تمديد مهمة القوات، قد ترك الجيش العراقي بوضع غير مهيّأ للتعامل مع اي تهديد أمني يظهر”.وذكرت الدراسة بأن “الجيش الاميركي لم يكن يتوقع في خططه انسحابه بشكل كامل وهذا خطأ في التقديرات كان سيمهد للخارجية الاميركية التفاوض على استمرار جهود التدريب”.

وأعابت الدراسة أيضا “إخفاقات الحكومة العراقية في حينها برئاسة نوري المالكي الذي زاد من حدة التوترات الطائفية بين السنّة والشيعة التي أدت الى عودة العنف من جديد”.وعقب ذلك عودة العراق مرة أخرى لحالة الحرب الأهلية وظهور داعش بحلول العام 2014 كقوة كبرى سيطرت على مساحات واسعة من العراق بضمنها مدينة الموصل .وذكر التقرير أيضا أن “الحرب التي بدأت في العام 2003 بعيدة عن الانتهاء حيث بدأت القوات الاميركية بالتوافد مرة اخرى من خلال عودتها للعراق في العام 2014 وما زالت باقية حتى هذا اليوم لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش”.

رئيس أركان الجيش الأميركي الحالي الجنرال مارك ميلي، قال إن “الدراسة كانت بمثابة محاولة أولى للتشبث بدروس الحرب على العراق وإن دراسات أخرى ستظهر مستقبلا عن دور الجيش في حرب العراق” .ويأتي نشر الدراسة وسط أخبار عن أحدث خسائر تعرض لها الجيش الأميركي في سوريا هذا الاسبوع في انفجار قتل أربعة جنود أميركان في منبج السورية، حيث بدأ الجيش بعملية سحب ما يقارب 2000 جندي اميركي نشروا هناك لمحاربة داعش”.

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد أمر الشهر الماضي بسحب القوات من سوريا مصرّاً على أن داعش قد هزم، فيما قال السيناتور الجمهوري لندسي غراهام، بعد وقوع هذه الحادثة بأنّ هناك قلقاً من أن ترامب قد يعيد الاخطاء التي ارتكبت في السابق في العراق والتي ادت الى استقواء المتطرفين وتعريض شركاء الولايات المتحدة في المنطقة لمخاطر .وقال غراهام خلال جلسة استماع في الكونغرس “رأيت ذلك في العراق، وأرى الشيء نفسه يحصل في سوريا .”

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *