الجيش العراقي”الفضائي”

الجيش العراقي”الفضائي”
آخر تحديث:

 

  جعفر الونان

مناسبة تأسيس الجيش العراقي لهذا العام لها طعم خاص لانه يخوض اعتى الحروب واشرسها نيابة عن العالم  ودول المنطقة ضد عصابات داعش الارهابية، حظ الجيش السيء يكمن ان بعض قيادته كان الفساد ينخرها من كل حدب وصوب، فضلا عن ارادة دولية تتزعمها واشنطن في ابقاء تسليح هذا الجيش ضعيف والتعامل معه على اساس انه كيان خطير يهدد بيضة التحالف الدولي ومصالح واشنطن في المنطقة،ليس هذا الحديث مقدمية تبريرية او دفاعية عن اخطاء الجيش او بتعبير اكثر دقة عن اخطاء قادته الكبار، ولاسيما سقوط مدينة الموصل بين ليلة وضحاها بيد عصابات داعش الارهابية ومجزرتي سبايكر والصقلاوية ، لم تسرق انتكاسة حزيران المؤلمة وهج الجيش وصورته امام الناس لكنها وضعت الامور على حقيقتها في ضرورة ابعاد المؤسسة العسكرية عن التكتل السياسي والحفاظ على استقلاليته وان يتعامل مع الاحداث  التي تشهدها البلاد بمهنية “معلم” كما يقولون  .

ليس امام القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي حلولا كثيرة سوى التوجه بجدية لاربعة ملفات مهمة وهي تسليح الجيش وتدريب منتسبيه تدريبا عاليا على حرب الشوارع وإعادة هيكلة قيادته ومحاربة الفساد، تشكل هذه الملفات اخطر التحديات التي تعيق الانتصار السريع على عصابات داعش الارهابية.

 

يخطأ من يظن أن الجيش الحالي هو جيش لطائفة دون اخرى او لقومية دون اخرى او لمحافظة دون اخرى، كل تلك الظنون ليس في محله وأن كانت النواية السياسية صادقة  فلابد الدفع باتجاه تطوير هذا الجيش ودعمه بدلا من الانشغال في التفكير بحلول ترقيعية او مطاطية او وقتية مثل الفكرة السائدة الان وهي استحداث الحرس الوطني في المحافظات.

 

 شح الدستور العراقي في توضيح مهام الجيش العراقي ولم يذكر مفردة “الجيش “الا في المادة 61 المتعلقة  بمهام مجلس النواب وهذا الامر ايضا يعد من العيوب التأسيسة للدستور الذي كان يفترض ان يمنح اهتماما واسعا في توضيح مهام الجيش ودعمه والعمل ترسيخ فكرة أنه لجميع العراقيين.

 

داعش الارهابية لديها جيش اعلامي لايستهان به يحاول التقليل من شأن الجيش العراقي واحباط معنويات جنوده عبر تغريدات الغاية منها كسر عزيمة الجنود والضباط ويساعد بعض المواطنين على ذلك من خلال تضخيم الاخطاء البسيطة  والتقليل من المنجزات الكبير.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *